الوسط الإسلامي .. تيار ثالث في غياب الإخوان واليسار

الوسط الإسلامي .. تيار ثالث في غياب الإخوان واليسار
الرابط المختصر

في ظل انشغال الحركة الإسلامية بذراعيها (جماعة الإخوان وحزب جبهة العمل الإسلامي) بمشاكلها الداخلية بعد إعلان مقاطعتها للانتخابات النيابية؛ وفقدان التيار اليساري لمنهج سياسي وبرنامج مقنع للعملية السياسية؛ برز حزب الوسط الإسلامي كتيار ثالث للساحة السياسية في محاولة لملأ الفراغ كبديل عن التيار الإخواني واليساري.

الوسط الإسلامي برز بشكل واضح بعد حيازته لـ16 مقعدا في الانتخابات النيابية؛ الذي شكل مفاجأة لبعض التيارات السياسية، معتبرة ذلك دعماً من الأجهزة الحكومية التي ما لبثت وأن خرجت بتصريح بعد إعلان نتائج الانتخابات على لسان رئيس الحكومة عبد الله النسور "بأن الإسلاميين لم يقاطعوا الانتخابات... بل تيار واحد هو الذي قاطع" في إشارة إلى مشاركة حزب الوسط.

هذا الدعم من قبل الحكومة هو أمر رفضه الحزب من حيث الواقع؛ إلا أن التصريحات الحكومية تبرز دعماً معنوياً "حتى اللحظة" للوسط الإسلامي، وهو ما قد يتضح في عدد الحقائب الوزارية التي سيحوزها الوسط الإسلامي ضمن تشكيلة الحكومة المنتظر الإعلان عنها بداية الأسبوع المقبل.

صعود الوسط الإسلامي، الذي صاحبه خلافات وانشقاقات داخل الحركة الإسلامية؛ صحبه انشقاقات لقيادات في أحزاب سياسية أخرى كان من ضمنها الحركة الإسلامية، هذا بالإضافة إلى تأكيد بعض المصادر عن إمكانية انضمام أعضاء مبادرة زمزم لـ"لوسط الإسلامي".

كما وأكدت مصادر حزبية بأن هنالك 500 عضو قد انتموا لحزب الوسط الإسلامي منذ إعلان نتائج الانتخابات النيابية؛ وهذا الرقم مرشح لازدياد.

ملامح انتشار الحزب لم تقف على حدود الأردن فقط؛ فهو تيار وسطي بدأ بالظهور في بعض الدول العربية في ظل فشل التيار اليساري في الحكم وعدم تلبية التيار الإخواني لمطالب الشعوب العربية؛ فامتدت علاقات حزب الوسط الإسلامي للأحزاب الوسطية في الدول العربية؛ في محاولة لتوثيق أطر التعاون بينه وبين الوسط الإسلامي في مصر واليمن والسودان وحركة مجتمع السلم في الجزائر والعدالة والتنمية في تركيا والعدالة والتنمية في تونس.

بل تعداه الأمر إلى دعوة الرئيس البوسني للوسط الإسلامي في الأردن للقائهم في ظل توثيق أطر التعاون.

عودة إلى حزب الوسط الإسلامي؛ فهو حزب أسسه منشقون عن جماعة الإخوان المسلمين في مطلع الألفية عام 2001؛ تحت شعار "وكذلك جعلناكم أمة وسطاً"؛ ويقوم على مبدأ الإسلام الوسطي ويؤسس لمبدأ الدولة المدنية.

أحد أسباب انبثاق حزب الوسط الإسلامي بحسب الحزب إيمانه بمبدأ التعددية وهو "سمة أساسية في هذا الكون، والتنوع يدفع إلى التنافس في الخير"؛ إضافة "لكون الإسلام اليوم يتعرض لعمليات تشويه، فكان لا بدّ من إظهار الإسلام على حقيقته من خلال حزب ديمقراطي إسلامي يرفض التطرف والتعصب".

ملامح انتشار الحزب قد تتضح أيضاً من خلال عدد مقار الحزب البالغة (11) مقراً في: عمان - السلط - ديرعلا - الزرقاء - الكرك - الرمثا- اربد - معان - عجلون - جرش - مأدبا؛ بالإضافة إلى التأسيس حالياً لمقر آخر في محافظة الطفيلة.

ومن هنا يبقى السؤال عن إمكانية نجاح حزب الوسط الإسلامي كتيار بديل عن الإخوان واليسار؟ وإن حقق نجاحاً فهل يأتي في سياق نجاحه كحزب سياسي، أم تعويض لغياب الإخوان واليسار؟.

أضف تعليقك