"النيروز"..عيد يزهر في الأردن
تزامنا مع عيد الكرامة وعيد الام يحتفل الشركس، والاكراد، والبهائيين، في الاردن، ابتداء من ليلة 21-22 آذار من كل عام بعيد " النيروز " وهو اليوم الذي يتساوى فيه الليل مع النهار ويدل على بداية الحياة والربيع بداية الخصوبة بالاضافة الى ارتباطهم بالطبيعي مما يرمز لبداية الحياة
وتختلف طقوس الاحتفال بالنيروز بين كل ديانة واثنية بتنوع ثقافتها ، إذ تشهد الاحتفالات تنوعا ثقافيا ، تبعاً لموروثات ومعتقدات قديمة بين مختلف الشعوب لعيد واحد يجمعهم على شعور واحد، ليعم فيها الفرح والابتهاج والحب والتسامح، وبرغم انخراط ، اثنيات واعراق في المجتمع الأردني إلا ان البعض لا زال متمتسكأ بالاحتفال بهذا اليوم.
عيد نيروز لدى الشركس
الكابتة الشركسية منال شكت، تشرح لعمان نت ابرز الطقوس الشركسية في الاحتفال بعيد النيروز، وتقول " يعد بمثابة رأس السنة الشركسية، ويتم خلالها تقديم الاضاحي باللون الاسود سواء كان خروفا اسود او نعجة سوداء او ديك اسود، وذلك رمزاً للقضاء على الظلام، ومن ثم اشعال النار بواسطة الدهن الحيواني كبداية للنور والفرح والحق وانتصار النور على الظلام , ومن ثم اختيار احدى السيدات القديرات لتقديم الفطائر الشركية تعزيزاً لدور المرأة الشركسية "
حيث يحتفل الشركس في عيد النيروز ، وهو اليوم يبدأ فيه الربيع، وتبدأ حياة الخصوبة دورتها الجديدة، مشيرة الى أن "هذا اليوم بالنسبة للشعب الشركسي الذي ارتبطت حياته بالأرض والطبيعة هو يوم عظيم وأساسي، تتضمن طقوس الاحتفال غناء أغنية السنة الجديدة " اوشاد " ويبدأ المحتفلون بالرقص على أنغامها بالرقصة الشركسية ورقصة الربيع" .
تقول "قد يستمر هذا الاحتفال لثلاثة ايام وتبادل التهاني والزيارات".
عيد نوروز لدى الأكراد
من جهتها قالت رئيسة منظمة قنديل الدولية للمحافظة على الثقافة والتراث الكردي سهاد طالباني، لعمان نت، إن إقامتها الطويلة في عمان لم تمنعها من الاحتفال بالنيروز، تصيف "رغم إقامتي منذ سنوات في الاردن التي قد تصل الى تسع سنوات، ورغم انصهاري التام بالمجتمع الاردني، الا انني مازلت احافظ على كافة الطقوس، واصبح معارفي يترقبون هذا الاحتفال، ويعود الفضل بذلك الى طبيعة المجتمع الأردني الذي يفسح لهم الفرصة بابراز مساهمتهم في إثراء الصورة الثقافية الانسانية والقائم على الديمقراطية وقبول الآخر واحترام التنوع والاختلاف في الثقافات ".
ويتم التحضير لاحتفال نيروز قبل شهرين، ويخرج الاكراد في 12-22 من كل عام للاحتفال امن خلال الدبكات والافراح وتوزيع الحلويات.
وحول تاريخ العيد لدى الأكراد، تقول "عيد نوروز تاريخي، بدأ من أسطورة كاوا حداد، وهو رجل كردي شجاع، ولد في بلد كان لديها حاكم ظالم وطاغي، وكانت عليه لعنة الظلام، وكان هذا الحاكم على كتفه ثعابين تتغذى على أدمغة الأطفال، وكاوا رجل خسر أطفاله بقيت لديه طفلة واحدة، وهرب بها الى الجبل وبدأ بتهريب الأطفال ويدربهم الى ان اصبحوا اقوياء اشداء ثم عادوا الى البلد وحرروها وقتلوا الحاكم الطاغي واعلن النصر انذاك ، ثم اشعل النيران على الجبل كعلامة للانتصار وأصبحت هذه النار هي رمز للانتصار والحرية، والتخلص من العبودية والتحرر".
والان، يقوم مناصرون لـ“كاوا” بإشعال النيران أعالي الجبال المحيطة بالمدينة تعبيرا عن فرحهم بانتصار الخير على الشر.
عيد نوروز لدى البهائيين
اما تهاني روحي، من الطائفة البهائية، ترى ان عيد النيروز "هو عيد ديني يحتفل به البهائيون منذ آلاف السنين بعد الانتهاء من شهر الصيام شهر العلا الذي يبدأ من يبدأ من 2 إلى 21 مارس، وفيه يجب الامتناع عن تناول الطعام من الشروق إلى الغروب، وبعد الانتهاء منه شهر صومهم يأتي عيد النيروز".
وتقول إن "تتمثل التقاليد البهائية بيوم النيروز بتبادل التهاني وانطلاق الأعمال الخيرية التي فيها خدمة المجتمع وتهم العموم والمجتمع" .
تختلف الديانات والأعراق، إلا ان الربيع يوحدهم، كرمز للعطاء و التجدد والحياة والخصوبة، في وطن كحديقة كبيرة يتسع لمختلف الأزهار من ألوان عديدة تضيف له تنوعا وتثيره عطاء.