المصري في ندوة لراديو البلد: لابد من المقاومة بجانب التفاوض والأردن معذور

المصري في ندوة لراديو البلد: لابد من المقاومة بجانب التفاوض والأردن معذور

- الرنتاوي: من لا يرى الصمود الأسطوري والتضحيات الإنسانية مصاب بـ"الحول"..

- الفلاحات: جميعنا مقصرون ولم نقم بواجبنا تجاه غزّة..

قال رئيس مجلس الأعيان السابق طاهر المصري، إن رد المقاومة الفلسطينية على العدوان الاسرائيلي يمثل نقطة تحول مهمة في القضية الفلسطينية، مشيرا إلى وصول صواريخ المقاومة إلى مختلف المدن الاسرائيلية واغلاق مطاراتها.

جاء هذا خلال ندوة نظمها راديو البلد مساء الخميس تحت عنوان “ما هو المطلوب تجاه العدوان على غزة” وأدارتها الزميلة هبة عبيدات، وشارك خلالها بجانب المصري، نائب رئيس الهيئة المستقلة للانتخاب أسمى خضر، الكاتب والمحلل السياسي عريب الرنتاوي، والقيادي في الحركة الاسلامية سالم الفلاحات.

وأكد المصري أن المفهوم التفاوضي البحت غير مجد وغير نافع، مطالباً بضرورة تغيير الاستراتيجية العربية والشعبية، مشيراً في ذات الوقت "لا بأس في التفاوض لكن يجب أن يكون هنالك مقاومة لتضيف قوة للتفاوض".

وفي موقف الأردن تجاه العدوان؛ أكد المصري أن المصلحة الوطنية الأردنية العليا تتمثل بحل القضية الفلسطينية، مشيراً إلى وجود عدة قيود لتلبية المطالب الشعبية بطرد السفير الإسرائيلي أو سحب السفير الأردني.

وأضاف بأن الأردن لديه اتفاقية سلام مع اسرائيل يتصرف وفقها؛ وهو ما يمنح الأردن عذر في قضية حسم أن المقاومة ذات جدوى أكثر من المفاوضات.

وحول الحديث عن جدوى المقاومة أكثر من المفاوضات، أوضح المصري أن لكل دولة معطياتها، “فنحن لدينا معاهدة سلام وظروف اقتصادية، ويمكن للحكومة استخدام هذا الوضع لمساندة الجانب الفلسطيني”.

وبحسب المصري فإن إغلاق اسرائيل لمطاراتها يومين هو حدث خطير واستراتيجي؛ لم يأت في حسبان إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية.

فـ"إسرائيل تعي أن هنالك تغييرا في عقل المواطن العربي والفلسطيني والأردني بأن المقاومة أنتجت وأثمرت شيء، لذلك جاء هذا الهجوم الاعتدائي لإيصال رسالة بأن المقاومة لم تفد" يقول المصري.

بدوره انتقد القيادي في الحركة الإسلامية سالم الفلاحات الموقف الأردني اتجاه العدوان، "فمن بيده أداة الفعل أردنيا، لا يفعل شيئا، والقادر على تهديد العلاقات بالجانب الإسرائيلي لا يستخدم قدراته بطرد السفير الإسرائيلي من عمان أو سحب السفير الأردني بتل أبيب".

ووصف الموقف الأردني تجاه غزة بـ”أكثر من الفاتر، والمخزي”، داعيا إلى تحرك شعبي ووطني يلزم الجانب الرسمي بالخروج عن موقفه الفاتر.

وأعرب الفلاحات عن استغرابه من المبادرة النيابية باقتطاع 100 دينار فقط من رواتب أعضاء المجلس لصالح أهالي القطاع، "فمجالس الشعب لم تعد تمثل شعوبها"، على حد تعبيره.

ولم يستثن الفلاحات الأحزاب من انتقاد موقفها تجاه العدوان "فليس لدينا أحزاب، وهي مسلوبة الإرادة”.

بدوره أكد مدير مركز القدس للدراسات السياسية عريب الرنتاوي أن غزة أعادت الاعتبار للمقاومة وللأمة العربية مجدها وأثبتت أن العدو واحد هو اسرائيل.

وأضاف بأن العدوان على غزة أعاد الاعتبار للوحدة الوطنية والمصالحة الفلسطينية.

"المطلوب سماع صوت غزة وسماع مطالب الفلسطينين، المطلوب تبني الاجماع لمطالب أهل غزة، ووقف العدوان للأبد، المطلوب تبني الحقوق الفلسطينية" يقول الرنتاوي.

بدورها أكدت نائب رئيس الهيئة المستقلة للانتخاب أسمى خضر أن "التفاوض لأجل التفاوض ثبت عدم جدواه".

واعتبرت خضر أن المقاومة فعل مشروع ضمن القانون الدولي، "طالما يعاني الشعب الفلسطيني فمن حقه أن يقاوم ويجب على المجتمع الدولي أن يحترم ذلك".

وطالبت خضر بموقف سياسي داعم تجاه غزة، "آن الآوان لكي نستثمر هذا الحدث، غزة جزء من أرض محتلة، وهناك سيطرة على المعابر وهي سيطرة محتل".

وأكدت أن ما يحدث في غزة تنطبق عليه "جرائم حرب"، موضحة عدم استثمار الفرص لدعم القضية الفلسطينية.

المبادرة المصرية

وحول المبادرة المصرية، أوضح المصري أن المبادرة المصرية تهدف إلى فتح المعابر ومنح السلطة الفلسطينية السيطرة عليها".

فيما أكد الرنتاوي أن المبادرة المصرية جاءت استناداً إلى التخوف من الإخوان المسلمين.

وانتقد الرنتاوي عدم تعديل المبادرة المصرية "اذا كان كبرياء مصر يمنعها من تعديل المبادرة، فالشعب الفلسطيني ومطالبه أهم من كبرياء مصر".

"بئس المبادرة المصرية ومن أصدرها بهذا الشكل؛ فالشعب الفلسطيني مل الوسيط الضاغط على المطالب الفلسطينية" يقول الرنتاوي.

واعتبر الرنتاوي أن السياسة المصرية تُصنع بهواجس تجاه الاخوان المسلمين، مشيراً أن مصر مسؤولة تجاه غزة انسانياً، ومسؤولة تجاه اعادة السيادة لغزة.

وبحسب الرنتاوي فإن السياسات التي يجب صنعها في هذه المعركة هو تحقيق مصالح الدولة الفلسطينية والشعب الفلسطيني، وليس من التخوف من الاخوان.

وأشار إلى إعادة رفع شعبية حماس والحركة الاسلامية وأنعشت محور تركيا وقطر على أثر العدوان على غزة

وطالب بضرورة اتخاذ موقف واضح بتبني مطالب الشعب الفلسطيني؛ وعدم "اللعب والمقامرة بها والمساومة عليها".

بدوره اعتبر الفلاحات أن استخدام شماعة الاخوان في مصر لانتاج المبادرة، هو غير مبرر، "شماعة الاخوان اخترعتها الأنظمة الرسمية بحجة الحفاظ على بقاءها".

وتوافق الفلاحات على وصف المبادرة المصرية "بمبادرة الخذلان المصري"، موضحاً أن المبادرة جاءت لايجاد مخرج لفشل اسرائيل في العدوان على غزة.

كما وانتقد الفلاحات موقف الحكام العرب واصفاً اياهم "بالمهزومون من الداخل ولا يثقون بشعوبهم، ويعتقدون ان الارتهان بهذه المواقف هو الحل".

وكانت وزارة الصحة الفلسطينية أعلنت حتى مساء يوم الخميس عن سقوط اكثر من 752 شهيدا واكثر من 4640 جريح منذ بدء العملية العسكرية الاسرائيلية الحالية.

فيما أكد الملك عبد الله الثاني وخلال لقاء بالامين العام للامم المتحدة بان كي مون دعم الأردن للمبادرة المصرية للتوصل إلى وقف لإطلاق النار وبأسرع وقت ممكن، وضرورة حشد التأييد الدولي لها.

يشار هنا إلى أن راديو البلد نظم منذ عام 2010 وحتى الآن؛ 41 مناظرة في محافظات المملكة.

أضف تعليقك