المسؤولية المشتركة لضعف التعليم الأساسي

المسؤولية المشتركة لضعف التعليم الأساسي
الرابط المختصر

يشكو أولياء أمور طلبة في المرحلة الأساسية  في مختلف المدارس الحكومية، من تدني مستوى  التعليم لدى أبنائهم ، مؤكدين ما صرح به وزير التربية والتعليم مؤخرا، حول عدم إجادة العديد من طلبة هذه المرحلة للكتابة والقراءة.

 

رقية فايز والدة ثلاثة طلبة في المرحلة الأساسية ترى أن هذه المرحلة لا تجد الاهتمام والرقابة من وزارة التعليم، مشيرة إلى أن أبناءها الثلاثة لا يجيدون القراءة أو الكتابة، الأمر الذي ترجعه إلى قلة الخبرة والمعرفة لدى معلمي هذه المرحلة، ما دفعها للجوء إلى الدروس الخصوصية.

 

المعلمة سيرين علي، وهي تقدم دروسا خصوصيا في منزلها للطلبة وخاصة من الصفوف الثلاثة الأولى، تقول أن  مسؤولية ضعف التدريس في هذه المرحلة هي مسؤولية مشتركة ما بين المعلم والطالب والأهل، حيث تحتاج للمتابعة المستمرة من الأهل ، وبذل جهود أكبر من الطالب نفسه، إضافة إلى ضرورة امتلاك المعلم الخبرة  والأساليب الكافية لتطوير التعليم.

 

ويرى الخبير التربوي  الدكتور ذوقان عبيدات، أن ضعف التعليم  في المرحلة الأساسية في معظم المدارس الحكومية، يعود إلى نقص الكادر التعليمي المؤهل،  وضعف المناهج الدراسية، إضافة إلى ضعف وسائل التعليم، فضلا عن المشاكل اللوجستية كاكتظاظ الطلبة داخل الغرف الصفية.

 

كما أن الجامعات لا تخرج معلما يتقن  مهارات التدريس، ولا يمتلك أساليب التدريس الحديثة، مشيرا إلى أنه لا يوجد مؤسسة تمتلك مهارات لإعداد وتأهيل معلمين، تنعكس إيجابيا على واقع التعليم في المرحلة الأساسية، بحسب ذوقان.

 

ويحمل ذوقان المسؤولية الأولى على عاتق نقابة المعلمين، والتي من شأنها الاهتمام وتدريب وتأهيل منتسبيها مهنيا، ، مشيرا إلى مشاركة وزارة التربية والتعليم بالتقصير.

 

فيما تلقي نقابة المعلمين  مسؤولية  ضعف التدريس في المرحلة الأساسية على وزارة التربية والتعليم، التي تقوم بتعيين  المعلمين الخريجين  الجدد من الجامعات دون تأهيل أو تدريب،  بحسب النقيب  حسام المشة، الذي يوضح بأن معلمي الصفوف الأساسية يمتلكون المعرفة دون الخبرة والمهارات  الكافية لإيصال المعلومات  إلى الطلبة.

 

ويشير المشة إلى دور نظام "النجاح التلقائي" بقرار من الوزارة، وافتقار المدارس للوسائل التعليمية فاقم من مشكلة ضعف التعليم في المرحلة الأساسية، ويجعل من المعلم شخصا اتكاليا، ولا يهتم بمستوى الطلبة التعليمي.

 

ويؤكد على ضرورة أن يكون التعليم في هذه المرحلة اتقانيا، أي ألا يتجاوز الطالب الصف إلا بعد امتلاكه المهارات المطلوبة، وإجادة القراءة والكتابة والمهارات الحسابية الأساسية.

 

ويشير المشة إلى أن لدى النقابة مركز تدريب للمعلمين، عمل على تدريب ما يزيد عن 2000 معلم  على المهارات الأساسية في إيصال المعلومات للطالب، وخاصة المرحلة الاساسية .

 

من جانبها، تلفت مديرة إدارة التدريب بالوكالة  في وزارة  التربية والتعليم الدكتورة خولة أبو الهيجاء، إلى ما أظهرته دارسة أجريت عام 2012، بما أن ما نسبته 22% من طلبة الصفوف الأساسية  الأولى، يعانون من ضعف بمهارات القراءة والكتابة.

 

وهو ما أكده المسح الميداني  الذي قامت به الوزارة العام الماضي، شمل 450ألف طالب وطالبة في الصفوف الأولى، الأمر الذي دفع الوزارة لاتخاذ قرار بتطوير المناهج   لتناسب هذه الصفوف، إضافة إلى تدريب وتأهيل المعلمين في هذه المرحلة، والبالغ عددهم 13500 معلم ومعلمة .

 

وتوضح أبو الهيجاء أنه  تم تدريب 56 ألف معلمة ومعلمة على مختلف البرامج التعليمية،  بالتعاون مع أكاديمية الملكة رانيا، لحل مشكلة ضعف التعليم في المرحلة الأساسية.

 

وتؤكد أبو الهيجاء وهي مديرة إدارة التعليم  في الوزارة التربية، سعيها لتوسيع  وزيادة الصفوف المدرسية لتقديم دروس التقوية داخل المدرسة، والتي تعالج الضعف في مختلف المراحل المدرسية، إضافة إلى غرف مصادر صعوبات التعلم.

 

وفيما يتعلق بالنجاح التلقائي، تقول أبو الهيجاء إن الدراسات  تؤكد أن الرسوب في الصفوف الأساسية ليس الحل لمشكلة ضعف التعليم، لذا من الضروري دعم وتعزيز الطالب ابتداء من أولياء الأمور وانتهاء بالمدرسة.

 

هذا ويبلغ عدد المدارس الحكومية الموزعة على كافة محافظات المملكة، 3750 مدرسة تضم حوالي مليون و450ألف طالبة وطالبة، بينهم نصف مليون طالب في الصفوف الثلاثة الأولى من المرحلة الأساسية.