اللجوء السوري والتأثير الديموغرافي في الأردن

اللجوء السوري والتأثير الديموغرافي في الأردن
الرابط المختصر

أكدت دراسة نفذتها الأمم المتحدة، أن معدل بقاء اللاجئين في البلد المستضيف، يصل إلى 17 سنة، إلا أن استطلاعاً للرأي أجرته مجلة "سوريون بينا، بين اللاجئين السوريين، أظهر أن غالبية اللاجئين يتوقون للعودة إلى بلادهم في أقرب فرصة ممكنة، فيما أجابت النسبة الأقل بأنهم قد يضطرون للبقاء في الأردن لفترة أطول، ريثما يتمكنون من ترتيب أمورهم بسبب دمار مساكنهم الأصلية.

 

الأمين العام للمجلس الأعلى للسكان سوسن المجالي، أوضحت في المؤتمر الدولي للاجئين، أن عدد اللاجئين السوريين الكبير زاد من عدد السكان، وتسبب بخلل في الهرم السكاني في المملكة.

 

وبحسب المجالي، فقد خططت الدولة الأردنية لتقليص قاعدة الهرم السكاني، عن طريق تنظيم الأسرة وتقليص عدد الأطفال في المجتمع، وزيادة عدد العاملين لرفع مستوى النمو الاقتصادي.

 

إلا أن هذه الخطط لم تنجح، كون اللاجئين السوريين الوافدين غالبيتهم من الأطفال والنساء، ما تسبب بتقليص أعداد الرجال والأيدي العاملة في المجتمع، يضيف المجالي.

 

وبلغت نسبة النمو السكاني بين غير الأردنيين 18%، وارتفعت نسبة الإعالة في الأردن، ووصل عدد الولادات بين السوريين إلى 53 ألف ولادة، حسب إحصاءات دائرة الأحوال المدنية.

 

لا يوجد ما يبرر بقاء اللاجئين لفترات طويلة في الأردن

الباحث السياسي الاقتصادي فهمي الكتوت، لا يرى سبباً منطقياً لبقاء اللاجئين لـعشرات السنين أو أكثر في الأردن، إلا أنه يؤكد أن السياسات الأمريكية في المنطقة، ومحاولاتها لتغيير بنية المجتمع العربي، هي السبب الأول في امتداد أزمات اللجوء في المنطقة ومن ضمنها اللجوء السوري.

 

ويؤكد الكتوت أن أثر اللاجئين السوريين سيكون خطيراً جداً على الوضع الاقتصادي والاجتماعي للبلاد، فالبنية التحتية في البلاد لا تستطيع تلبية حاجات السكان الأصليين كونها متهالكة أصلا، وحملت عبء موجات اللجوء في الفترة الأخيرة.

 

اللجوء السوري لا يشكل خطراً على الهوية المجتمعية الأردنية

يقول مدير مركز هوية للدراسات محمد الحسيني، إن الأردن استقبل موجات اللجوء منذ بداية تأسيسه، فيما تشكلت الهوية الأردنية منذ البداية كخليط من مجوعة هويات، ولم يكن يوما لونا واحداً، ولن يصبح في يوم ما ك كذلك.

 

ويضيف الحسيني أن موجة اللجوء السورية طويلة الأمد، ستعزز التنوع في المجتمع الأردني، كونها تحمل معها تنوعاً ثقافيا، ولا تشكل تغييراً ديموغرافياً بحتا.

 

ويرى أن هذه الموجات لن تستمر بنفس الزخم لفترة طويلة، وسيعود الجزء الأكبر من السوريين إلى بلدهم، أو سيغادرون إلى دول ثالثة.

 

أما من ناحية الهوية فيشير الحسيني إلى أن الهوية السورية قريبة جداً من الهوية المحلية، ولن يشكل ذلك خطراً عليها، لا بل ستشكل إضافة إيجابية للهوية الثقافية الأردنية، لتعزيزها التنوع الثقافي في المجتمع.

 

التمازج والتماهي الثقافي بين الشعوب سنّة كونية، ولا شك أن التقارب في الأصول هو العامل المشترك الأقوى بين شعوب المنطقة، وهو ما سيبقى دائما عامل الترابط الأقوى بينها.

 

أضف تعليقك