الدقامسة لـ عمان نت من سجنه: التغيير بالنسبة لي هو الإفراج
مضى 16 عاما على سجن "أحمد الدقامسة" المؤبد "20 عاما" بعد قتله مجندات إسرائيليات كن يستهزئهن به اثناء صلاته قرب بلدة الباقاورة في 12 اذار سنة 1997.
"عمان نت" قابلته ضمن زيارة حقوقية في مركز إصلاح وتأهيل أم اللولو مؤخرا، بدت عليه أثار الكبر، حيث كسى البياض شعره ولحيته الخفيفة.
بدى كثير التدخين خلال جلستنا القصيرة، متحدثا لنا باختصار عن حبه التواصل الدائم مع أسرته خلال زيارتهم له أسبوعيا، وكم أضاع من عمره في السجون التي خلالها كبر أطفاله.
"لو كنت مسجونا في فندق 5 نجوم سيبقى سجنا"، قالها لنا عندما أوضح أنه مرتاح جدا في سجنه بأم اللولو القابع قرب محافظة المفرق، آملا التغيير في المستقبل القريب، وأي تغيير بالنسبة له هو "الإفراج" الذي بقي من مؤبده 4 سنوات.
خدم الدقامسة في الجيش الأردني، حارسا على الحدود قرب الباقورة، قاضيا 11 عاما من فترة محكوميته في مركز إصلاح وتأهيل السواقة وفيها اعتاد على التدخين الذي لم يكن يتقنه قبل ذلك.
في العام 2008 شهدت الساحة السياسية الأردنية، مناشدة قدمتها 70 شخصية أردنية إلى الملك عبدالله الثاني للعفو عنه، لكن لم يتحرك على ملفه خطوة. فيما شهد العام 2011 تصريحا وصف بالمثير للجدل لوزير العدل آنذاك حسين مجلي عندما قال أن "الجندي دقامسة بطل".
تاليا نص اللقاء القصير الذي أجراه موقع عمان نت مع الجندي السابق أحمد الدقامسة والنزيل في مركز إصلاح وتأهيل أم اللولو:
هل تتواصل مع أهلك؟
طبعا أتواصل معهم أسبوعيا، أراهم في الزيارات المخصصة للنزلاء، ربع ساعة في كل مرة.
مضى على سجنك 16 عاما، كيف تصفها؟
لا أشعرها كانت سريعة، حياتي ذهبت داخل السجون، أريد مجلدات لأكتبها.
هل أنت مرتاح في السجن؟
طبعا، لكن أنتظر التغيير. الخدمات في السجن جيدة جدا، والمعاملة جيدة جدا، وكل شيء تمام، لكن ما أريد قوله أن الحرية لا تقدر بثمن، لو سجنتني بفندق خمسة نجوم سأبقى سجينا.
أي تغيير تقصده؟
التغيير بالنسبة لي هو الإفراج.
لكن بقي من فترة محكوميتك أربع سنوات فقط؟
نعم، لكني لا أفكر إلى ما بعد أربع سنوات. بصراحة لا أمل لدي، وبسياق آخر من هذا أرى في نفسي بعد سجن دام لستة عشر عاما بأني الأقدر في التعاطي مع أمزجة الناس وخلفياتها، يمكن لك التقدير بأني أجاور 24 نزيلا في مهجعي، كل واحد من خلفية مختلفة.
ماذا تقصد بلا أمل لديك؟
لا يوجد لدي أمل بالإفراج عني، الأمل ضعيف، هذا ما قصدته.
كيف ترى تعامل الضباط معك في السجن؟
تعامل الجميع معي أكثر من ممتاز، لكن شعوري أن ثمة تعامل حذر معي.
هل تتابع شؤون البلد والعالم العربي؟
طبعا اتابعها عبر التلفزيون الأردني وصحيفتي الرأي والدستور.
إذن أنت مكتفي؟
لا طبعا، كنت أود اتابع ما لا تحدده لنا إدارة السجن، مثلا وددت لو قرأت صحيفة الغد التي تنشر أخبارا تختلف عما تنشره الصحف الرسمية والمؤكد أنها تتحدث عن التغيير الحقيقي الذي يشهده البلد.
ماذا تتابع في الصحف المتاحة لك؟
طبعا أقرأ الأخبار، ومواظب دائما على قراءة كتُاب جريدة الدستور وهم ماهر ابو طير، حلمي الأسمر وياسر الزعاترة، وحسين الرواشدة، أحب قرائتهم دائما، وتحديدا ماهر أبو طير تعجبني مقالاته كثيرا.
لو عاد بك التاريخ إلى وقت ارتكاب الحادث هل تفعلها؟
أنظر، أنا أنتمي إلى مجتمع أردني يؤمن بالعروبة وينظر إلى فلسطين كأرض مقدسة ثاني الحرمين الشريفين، الإسرائيليون يدنسونها يوميا وأنا لا أرضى بذلك أبدا.
حكم عليك بالمؤبد عشرين عاما، ماذا يعني ذلك لك؟
يعني لي الكثير، حياتي أنفنت بعيدا عن أهلي وأولادي. أولادي كبروا وانا لست معهم، الكبير أصبح في سنته الجامعية الثانية والطفل الرضيع أصبح عمره ستة عشر عاما، حياة السجن ليست إلا تعب.
أراك تدخن وكما علمت أنك لم تكن تدخن؟
أنا لم أتغير سوى أنني أدخن علبتي سجائر يوميا وقد اعتدت عليها من سجن السواقة، حاليا أعاني من السكري والضغط، وتصلب في الشرايين.
ما أريد قوله أن كثيرون انحنوا، إلا أنني مازلت واقفا، كوني قادرا على التعايش مع الناس بألوانهم المختلفة. أنا صبور.
ماذا تريد قوله في النهاية؟
لا أريد شيئا سوى إمكانية نقلي من سجن ام اللولو إلى سجن باب الهوا في إربد، لكون أسرتي تقيم في إربد، وأسهل عليها القدوم إلي أسبوعيا.