الحركة الإسلامية: جمود سياسي أم انطلاقة جديدة

الحركة الإسلامية: جمود سياسي أم انطلاقة جديدة
الرابط المختصر

خيم هدوء طال انتظاره على فعاليات الحركة الإسلامية قبيل إجراء الانتخابات النيابية واستمر حتى هذه اللحظة في ظل غياب غير مبرر عن ساحة الحراك التي تصدرتها للحركة الاسلامية خلال العامين الماضيين.

الهدوء سبق إجراء الانتخابات النيابية، واستمر بعد اجرائها وتشكيل المجلس السابع عشر وفق قانون انتخاب رفض من قبل الحركة الإسلامية، وفي ظل مواصلة الحكومة السير في السياسات الاقتصادية التي حذرت الحركة الاسلامية من خطورتها.

مصدر قيادي داخل الحركة الاسلامية ارجع في حديثه "لعمان نت" الهدوء الذي يخيم على الحركة الى جهود ترتيب البيت الداخلي في ظل غياب توافق قيادي على آلية التعامل مع مجريات ما يحدث.

ووصف المصدر ما تعانيه الحركة بـ "شلل قيادي" اثر على قدرتها على اتخاذ قرارات تتعلق بالفعاليات الاحتجاجية.

وتابع هناك اختلاف بين قيادات الحركة على سيناريوهات التعامل مع المجريات في ظل استئناف النظام للنهج السياسي رغم رفضه من قبل الحركة وتنحيتها حتى من المفاوضات الأخيرة في تشكيلة الحكومة.

أمر آخر لا يمكن إنكاره، وهو انشغال الحركة الإسلامية مؤخراً في "حالة الانقسامات الداخلية لديها" على حد وصف المصدر ؛ حيث أعلن بعض أعضاء الحركة انشقاقهم منها وانتقالهم إلى حزب الوسط الاسلامي من جهة، أو مساندة مبادرة البناء للوحدة الوطنية "زمزم".

وقد يرى بعض القيادات في هذه الانقسامات "ضربة قاسية" للحركة الإسلامية ومنهجها؛ الذي يرى البعض به ضرورة مراجعته والخروج بنهج يتوافق مع المرحلة الحالية، دون ربطه بالمخرجات السياسية لدول الجوار والتعويل على صعود الاخوان بها.

مصادر اخوانية أخرى أكثر تفاؤلاً أكدت "لعمان نت" أن الحركة في مرحلة الدراسة والاستعداد لتهيئة القادة؛ في ظل تصريحات الحكومة المتتالية باتجاه رفع الأسعار.

وأضاف ذات المصدر، بأن هذا الهدوء يأتي في ظل استئناف انطلاقة الحراك من جديد، بعد دراسة للوضع السياسي في الأردن؛ معولاً على انطلاقة الحراك بقوة مضاعفة عن السابق.

تبريرات إطالة قراءة الوضع السياسي والاقتصادي بالنسبة للحركة الإسلامية، تأتي بحسب ذات المصدر القيادي في الحركة نتيجة الاجراءات المتتالية للنظام الأردني بشأن اتخاذ القرارات؛ حيث أجريت الانتخابات وفق قانون الانتخاب المرفوض من الحراك على حد قولهم، بالإضافة إلى تكليف رئيس الوزراء عبد الله النسور بتشكيلة الحكومة، والسياسة الاقتصادية المنتهجة من قبل الحكومة.

اختلاف وجهات النظر في تبرير أطالة حالة الهدوء الاسلامي بالنسبة للقيادات الاخوانية مؤشر لا يمكن إنكاره في وجود "عثرة" أمام الحركة لتجاوزها والعودة إلى ريعانها.

وتضع "العثرة" خيارين؛ الأول، تجاوز المرحلة الحالية بغض النظر عن مسبباتها والانطلاق من جديد بنهج جديد، أما الخيار الثاني، مرحلة "الانحدار" للحركة الاسلامية والتي تعني بروز قوى أخرى لامست الشارع الأردني في ظل فشل الحركة في تجاوز مشاكلها.