الحراك الشعبي: جثة هامدة أم قنبلة موقوتة؟

الحراك الشعبي: جثة هامدة أم قنبلة موقوتة؟
الرابط المختصر

يشارف عام 2013 على الانتهاء بمطالب شعبية لم تتحقق وبحراك شعبي متعثر يعاني أزمات وانقسامات متعددة، يعتبرها محللون وناشطون مؤشراً لاحتضاره.

الحراك الذي انطلق  بداية 2011 وكان من أوائل الحراكات التي أثرت وتأثرت بـ"الربيع العربي"، لم يعد وجوده ملحوظاً في الشارع الأردني.

وتضمنت مطالب الحراك الشعبي منذ انطلاقه جملة من القضايا من بينها "برلمان يمثل الشعب وحكومة وطنية منتخبة وإصلاحات دستورية تحقق مبدأ الشعب مصدر السلطات، والفصل بين السلطات وتحقيق استقلالية القضاء، ووقف تدخل الأجهزة الأمنية في الحياة السياسية والمدنية، ومكافحة الفساد بجدية وفعالية، ووقف رفع الأسعار".

مطالبٌ لم يستطع الحراك أن ينجزها، حيث جاءت مجزوءة التنفيذ بغالبيتها وفقاً للناشط الإسلامي ثابت العساف.

القبضة الأمنية حاضرة !

ويرى العساف أن استمرار الاعتقالات السياسية خلال عام 2013، وعدم تحقيق مبدأ استقلال القضاء ، والاكتفاء بالتعديلات الدستورية التي جرت في2011 وشبهها بـ"الترقيعات"، ما هو الا ارتداد على النهج الاصلاحي الذي يطالب به الحراك الشعبي.

وكان العساف  هم باسم الروابدة وهشام الحيصة ومعين الحراسيس ومنذر الحراسيس ورامي سحويل وطارق رزق جميل ومؤيد الغوادرة قد تم الإفراج عنهم من قبل محكمة أمن الدولة بعد اعتقالهم لشهور بتهمة تقويض نظام الحكم والقيام بأعمال إرهابية.

ويستمر اعتقال ثلاثة ناشطين على خلفية ، وجهت لهم تهم تعكير صفو العلاقة مع دولة صديقة وإطالة اللسان بسبب مسجات على "الواتس اب".

واختار عدد من الناشطين ترك البلاد والتوجه  هرباً من ما وصفوه بـ"القبضة الأمنية" وملاحقة محكمة أمن الدولة.

فرصة ضائعة:

ويعتبر المحلل السياسي لبيب قمحاوي أن الحراك الأردني فرصة ضاعت على كل من النظام والمعارضة، بتركهما للقضايا الأساسية دون علاج مما حول هذه القضايا الى قنابل موقوتة.

ويتوقع قمحاوي ظهور ردود فعل عصبية من المواطنين بسبب ملفات البطالة والمتابعة الأمنية والأزمة الاقتصادية، وهي ملفات اعتبرها ضاغطة على المواطن الأردني لحدود ما بعد الاحتمال والسيطرة.

انعكاس الواقع الإقليمي:

وكما تأثر إيقاع الحراك الاردني بالمحيط الإقليمي في لحظات صعوده،وخفت ايضاً بعد أن انعكست أحداث مصر وسوريا على  ومواقف الحراكات الشعبية من كلا الحدثين.

إلا أن  الناشط العساف عاد وقلل من أهمية التطورات الإقليمية، مؤكداً أن المواطنين الأردنيين أصبحوا اكثر قدرة على تمييز التشويه الذي يتم إسقاطه على الحراك الاردني وترهيب الشعب من تطور المشهد للوصل الى ما وصلت له مصر أو سوريا.

ودعا قمحاوي الى اغتنام ما تبقى من فرصة بيد الأطراف بين المعارضة والنظام، حتى لا يعاني الأردن أكثر، ولتخفيف الخسارة عن الجميع.

إحياء ميت !

الناشط تيسير الكلوب يرى في تراجع الحراك السياسي وضعاً طبيعياً في ظل الظروف الراهنة، إلا أنه يعوّل على ، التي توضح انتشار ثقافة الاحتجاج واستمرارها في الشارع الأردني.

"لم تختفي حالة عدم الرضا من الحكومة إلا أنها انتقلت من الشارع الى الجلسات المغلقة ومواقع التواصل الاجتماعي بسبب عدم إدارة الحراك بشكل جيد من قبل بعض القيادات وبسبب حالة اليأس العامة" يقول الكلوب.

ويدعو الكلوب الى اعادة النظر في آلية تشكيل الكتل الضاغطة لتحقيق المطالب وتوجيه الرأي والتفاعل في القضايا الوطنية عبر أساليب مستحدثة تحقق المشاركة وترسخ العقل الجمعي لدى المواطنين.

ويؤكد  العساف على أن المطالب الشعبية مازالت في أذهان المواطنين، ولن تنتهي إلا بتحقيقها.

ويوضح العساف أن الحراكات الشعبية استجابت بغالبيتها لمبادرة توحيد الجهود بين الفعاليات والحراكات المختلفة التي بدأت العمل عبر لجان مختلفة على وضع أسس ووسائل لتنظيم العمل في الشارع.

وكان وزير الشؤون السياسية والبرلمانية خالد الكلالدة قد دعا في وقت سابق الحراكات الشعبية والشبابية الى والتي يسمع صوتها وتعبر عن رأي من تمثلهم، للضغط على الحكومات لدفعها لتحقيق الإصلاحات والتعديلات وإحداث التغيير.

أضف تعليقك