استكملت إدارة المخيم الإماراتي الأردني للاجئين السوريين في "مريجيب الفهود" إجراءات تسجيل طلبة المخيم ممن اجتازوا امتحان الثانوية العامة ضمن برنامج البكالوريوس في جامعة الزرقاء، وعلى نفقة الهلال الأحمر الإماراتي.
وشملت إجراءات التسجيل ثلاثة طلبة حققوا النجاح في دورة الامتحان الصيفية للعام 2015، وهم أسيل الخميس التي التحقت بكلية الصيدلة، وقصي جواد في تخصص الهندسة المدنية، وإنعام عيد في تخصص اللغة الإنجليزية، وجميعهم ضمن برنامج الدراسة الموازي.
وتقدم 20 طالبا وطالبة من اللاجئين للإمتحان في تلك الدورة من خلال المدرسة الثانوية التي تأسست في المخيم غداة افتتاحه عام 2013، والتي تتبع لمديرية تربية الزرقاء الثانية.
وكان مدير المخيم علي الظاهري ونائبه عـبدالله الشحي زارا جامعة الزرقاء يوم الإثنين 8 شباط، حيث التقيا نائب رئيسها بالوكالة الدكتورة نانسي هاكوز، وبحثا معها أوجه التعاون بين الهلال الأحمر الإماراتي والجامعة.
وأوضحت الدكتورة هاكوز في تصريحات صحفية أنه جرى خلال اللقاء استعراض آفاق تنفيذ مشاريع ومبادرات مشتركة وتعزيز الشراكة الإنسانية بين الطرفين، وإمكانية تدريس الطلبة السوريين اللاجئين في الجامعة.
من جهته، قال الشحي إن "الطلبة الناجحين كانوا أبدوا رغبتهم في إكمال تعليمهم الجامعي، وقمنا بدورنا بمخاطبة هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، وبتوجيهات عليا، وبحمد الله، تمت الموافقة على إكمال دراستهم ولمدة أربع سنوات".
وأضاف أنه بناء على ذلك "قمنا بإرسال مندوبنا مع الطلاب إلى الجامعة للتسجيل في الفصل الدراسي القادم إن شاء الله، وتمت الإجراءات بكل يسر ولله الحمد، وبالطبع حولت الدفعة الكاملة للمبلغ شاملا أقساط الطلبة الدراسية ولمدة أربع سنوات".
وبين الشحي أنه تقرر أن يظل سكن الطلبة ضمن المخيم مع توفير المواصلات لهم ذهابا وإيابا إلى جامعة الزرقاء نظرا لقرب المسافة بينهما، والتي لا تتجاوز ثلاثين كيلومترا، مثمنا "تعاون الجامعة وتقديم إدارتها لكافة التسهيلات لمصلحة أبناء أشقائنا اللاجئين السوريين".
وإذ أكد اهتمام الهلال الأحمر الإماراتي بالتعليم والتشجيع على الدراسة سواء داخل أو خارج دولة الإمارات، فقد عبر عن أمله في أن تنعكس مبادرة كفالة طلبة المخيم في الجامعات، إيجابيا على معنويات أقرانهم الذين لا يزالون على مقاعد الدراسة في المخيم.
وقال إن "هذا القرار يشجعهم على الدراسة والتفوق، فقد يكون أحدهم يتمنى أن يدرس الطب أو القانون وغيرهما، فيبذل كل ما بوسعه حتى يصل إلى هذه الغاية بما أن الفرصة متاحة".
وعبرت الطالبة أسيل عن سعادتها بالحصول على مقعد جامعي، وكذلك عن امتنانها للهلال الإماراتي الذي تكفل بنقفات دراستها.
وقالت "في بداية المرحلة الثانوية استحوذت علي مشاعر الخوف من المستقبل، وطالما تساءلت عما إذا كنت سأستطيع إكمال دراستي في هذه المرحلة أم لا، ثم هل ستكون بعدها دراسة جامعية أم لا؟".
وأضافت "وحين نجحنا في الفصل الأول في امتحان التوجيهي، وعدنا أخوتنا الإماراتيون بمساعدتنا لنكمل التحصيل الجامعي، والحمد لله، الإمارتيون وفوا بما وعدونا ودخلنا الكليات كلٌ حسب معدله".
وكانت أسيل حصلت على معدل 75,9 في امتحان الثانوية العامة، وأفصحت لـ"هنا الزرقاء" غداة إعلان نتائج الامتحان عن أملها في أن تتمكن من متابعة دراستها الجامعية في تخصص الصيدلة، وهذا ما حققته لها إدارة المخيم.
كما قدم والدها محمد الخميس، وأيضا والد الطالبة إنعام شكرهما لدولة الإمارات التي تكفلت بتوفير المقعد الجامعي وكافة نفقات دراسة ابنتيهما.
وقال الطالب جواد "عند لجوئي إلى الأردن لم أتوقع أن أتمكن من إكمال مرحلة التوجيهي، لكن والحمد لله تمكنت أن أحراز النجاح بمساعدة اخوتنا الإماراتيين الذين لم يقصروا معنا".