في ساعات الفجر الأولى يتسلل مقاتلون من التيار السلفي الجهادي الاردني الى الحدود السورية من خلال نقطتي عبور هما " الاردن و تركيا" و هو طريق العودة منه "مشروطة " حسب احد قيادي التيار السلفي في عمان.
يروي فيلم بث على مواقع جهادية تابعة لتنظيم القاعدة كيفية دخول المقاتلين " للجهاد في بلاد الشام والأدوار التي توكل اليهم في ساحة القتال".
ويكشف فيلم "الطريق الى سوريا" الذي انتجه "مركز أنصار الإعلام" التابع لجبهة النصرة لحظات دخول المقاتلين التابعين للجبهة للأراضي السورية من الحدود التركية.
وعلى الرغم من عدم خوض الفيلم لكيفية تجنيد المقاتلين في البلدان التي أتوا منها الا ان القيادي في التيار السلفي يؤكد ان من يرغب في التوجه الى سوريا عليه المرور بعدة إختبارات منها " أمنية".
مشاركة الجهاديين الاردنيين في ساحات " الجهاد" كانت "نوعية" على مر التاريخ ابتداءً بعبد الله عزام في افغانستان ابو مصعب الزرقاوي في العراق الذين استندوا على افكار منظرين كبار كابي قتادة و ابي محمد المقدسي.
و يترك الاردنييون بصمة لهم في جماعة جبهة النصرة السلفية الجهادية التي اعلنت عن نفسها بداية عام 2012 واسسها قيادات الصف الثاني من تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين من جنسيات عربية واجنبية بـ3000 مقاتل و 5000 مقاتل سوري، و تعتبر أكثر فصائل المعارضة المسلحة فعالية على الرغم من قلة الاعداد نسبة الى الجيش الحر الذي يحوي أكثر من مئة الف مقاتل حسب المتخصص في الجماعات السلفية حسن أبو هنية.
و يشكل الاردنيون ما يقارب الثلث من اعداد المقاتلين ذوي الجنسيات العربية والاجنبية بما مجموعه ـ350 مقاتل يتواجدون بشكل اساسي في درعا وريف دمشق وبعض المقاتلين في حلب.
وبلغت حصيلة القتلى الاردنيين 30 قتيلا كان آخرهم ناصر الخلايلة، بينا عاد مؤخرا عشرة اشخاص الى الاردن لأسباب طبية بعد اصابتهم في ساحة المعركة.
ويضيف المتخصص في الجماعات السلفية حسن أبو هنية أنه وعلى الرغم من أن 80% من المقاتلين الاردنيين تتراوح أعمارهم ما بين ال17 عاماً الى 25 عاماً الا ان الخبرات تتركز بالاعمار من 25 الى 40 عاماً حيث تشغل مناصب قيادية حساسة يذكر منهم: مصطفى صالح عبد اللطيف المكنّى بأبو أنس الصحابة الذي يروى أنه المسؤول الاعلامي للجبهة، وأبو جلديب اياد الطوباسي نسيب ابو مصعب الزرقاوي الذين يحملان موروثاً عسكرياً لقتالهم بالعراق الى جانب الزرقاوي أبان الاحتلال الامريكي، و القيادي أبو الحارث الحياري.
ويرى أن موقف الاردن من الثورة السورية في بداياتها ساعد السلفيين بالتسلل بسلاسة عبر الحدود من طريق درعا الا ان التخوفات من سيطرة التيارات الاسلامية المتطرفة ضيقت من سبل التحرك عبر الحدود.
و كون الجبهة لا تعدم الوسائل لإيجاد الحلول لمشكلاتها فإن الخبرات في تعدي الحدود والتواصل مع ضباط الارتباط في الداخل السوري تجعل الجبهة ما تلبث الا ان تجد طريقاً آمناً لنقل المقاتلين الى سوريا.
وحسب أبو هنية فيعتمد المقاتلون على الغنائم بالتسليح، إلا أنهم في بداية الاحداث كانوا يخرجون بعتاد خفيف معهم.
أحد القيادات البارزة في التيار السلفي بالاردني والذي رفض الاعلان عن اسمه "لدواع أمنية" قال أن بعض المقاتلين يدخلون الى سوريا عن طريق وتركيا إلا أن هؤلاء يتوجب ان تكون سجلاتهم الامنية نظيفة لضمان مرورهم من المطار دون إثارة الشكوك.
ويؤكد القيادي أن خروج المقاتلين لا يتم بصورة تنظيمية إنما بصفة شخصية، لكن التيار لعب دوراً بالتحريض على الجهاد خاصة بعد إفتاء رموز من التيار بوجوب الجهاد في سوريا.
وحسب هذا القيادي فإن من يخرج للقتال يجب أن يكون بالغاً واعياً ومدركاً للمخاطر التي سيواجهها هناك، وعليه أن يتخطى عدداً من الاختبارات الامنية أو تتم تزكيته من شخص بارز بالتيار، وذلك خوفاً من اختراق الاجهزة الامنية لصفوف الجبهة.
ويضيف القيادي أن من يخرج من المقاتلين لا يعود الى الاردن كون " غايته إما النصر أو الشهادة"، الا بعض الحالات التي تعاني من إصابات لا علاج لها في سوريا فتسمح لها اللجنة الشرعية للجبهة بالعودة استناداً على تقرير الاطباء.
كما يشير القيادي الى الادوار الاغاثية التي تقوم بها الجبهة في مساعدة المناطق المنكوبة وبنقل اللاجئين، وبعض الجهود الفردية بتهريب الادوية عبر الحدود الاردنية الى سوريا.
رأي النظام السوري
يوجه الباحث رفيق طلف في برنامجه على قناة سوريا "درعا درع ودمعة" اتهامات للتيار السلفي في الاردن معتبره حاوي القيادة لجبهة النصرة.
ويتوقع لطف في برنامجه أن يكون الفاتح الجولاني قائد جبهة النصرة اردني الجنسية مستبعداً حمله للجنسية السورية، ويعتبر الاردن المصدّر الاكبر لمقاتلي جبهة النصرة. على حد قوله.
خبراء في الجماعات الاسلامية يطلقون اسم " المحرقة السورية " على ساحة القتال في سوريا و يزعمون ان السلطات في دول عربية ومنها الاردن تسهل خروج مقاتلين سلفيين الى سوريا للتخلص منهم في ساحة القتال.