التوقيت الشتوي: رفض بكل المقاييس

التوقيت الشتوي: رفض بكل المقاييس
الرابط المختصر

كتب موظف في القطاع العام على صفحته على مواقع التواصل الاجتماعي فيسبوك ناقماً على إصرار الحكومة إبقاء العمل بالتوقيت الصيفي "كنا نسمع واحنا طالعين عالشغل طلعت يا محلا نورها واليوم بنسمع نحنا والقمر جيران".

التوقيت الشتوي الذي بدأت الاردن باستخدامه عام 1974 بأن تأخر الساعة لمدة 60 دقيقة، قررت الحكومة توقيفه اعتباراً من العام الماضي، قرار اقتصادي هدفه توفير الطاقة، قرار لم يتزامن مع دراسة اجتماعية حول قدرة المواطنين على التأقلم مع الوضع الجديد، الذين يواصلون الاحتجاج على القرار منذ اعلانه.

النائب جميل النمري وجّه الخميس مذكرة لرئيس الوزراء للعدول عن الابقاء على التوقيت الصيفي والعودة الى التوقيت الشتوي، داعياً الحكومة للبحث عن إجراءات اخرى لتوفير الطاقة غير هذه الوسيلة.

وفي حال لم تستجب الحكومة  لمذكرة النمري، أوضح لـ"عمان نت" أنه سيحولها الى استجواب وجلسة نقاشية مغلقة، قد تصل الى مطالبة بطرح الثقة عن الحكومة اذا أصرت على موقفها.

ويرى النمري أنه على الحكومة تدبر إجراءات أخرى لتوفير الطاقة غير الابقاء على التوقيت الشتوي، وأنه آن الآوان لإعادة النظر بهذا النظام.

الطالب عبد الله جبر والذي يدرس في إحدى جامعات العاصمة قادماً من محافظة اربد، يقول أنه يضطر للخروج بالليل الحالك لحضور محاضرته التي تبدأ الساعة الثامنة، ليشاهد شروق الشمس قبيل الدخول الى قاعة المحاضرة بقليل، حسب قوله.

ويزيد الشتاء من معاناة عبد الله، مبدياً تخوفه من الصقيع و الانجماد و الضباب، مما يرفع نسبة حوادث السير في وقت ذروة حركة السيارات التي ترافق غياب الشمس لمدة طويلة صباحاً.

أما الطالب عمار أبو رقيق يقول أن المواصلات العامة تكون أصعب مع طول فترة غياب الشمس بسبب التوقيت الصيفي، مما يجبره على التأخر قبل الجروج الى جامعته مما يعرضه لغيابات متكررة في مساقات الصباح.

ويشير أبو رقيق الى المعاناة المضاعفة لدى الطالبات أكثر من الطلاب، في إشارة الى جريمة مقتل "طالبة آل البيت" بسبب التوقيت الشتوي الذي أجبرها على الخروج من منزلها في العتمة.

بدوره، يعتبر المحلل الاقتصادي مازن مرجي أن الإبقاء على التوقيت الصيفي منافي للطبيعة التي تغير مواعيد شروق الشمس وغروبها مع حركة الارض تغير الفصول.

ويرى مرجي أن استخدام التوقيت الصيفي لن يفيد في الحفاظ على الطاقة حيث يقلل من الساعات التي يتعرض لها المواطن للشمس، داعياً الحكومة الى تقليل وقت العمل لمدة نصف ساعة بدلاً من الابقاء على التوقيت الصيفي.

ويضيف مرجي لـ"عمان نت" أن المواطن الأردني يضيئ بيته ويستعد للخروج الى دوامه في الظلام الدامس ويعود الى منزله في الظلام ايضاً، مما يعني أن الأردن لم يستفيد من هذا الاجراء ولم يكن سوى عبئ على المواطن.

"فالوفر المحقق من التوقيت الصيفي بتخفيض كلف انتاج الطاقة الكهربائية سيعوضه تأخير موعد بدء الدوام الرسمي  الذي قررته الحكومة، وعليه فإن العمل بالتوقيت الشتوي سيقود إلى النتيجة ذاتها" يقول مرجي.

وكانت فكرة التوقيت الصيفي قد طبقت لأول مرة أثناء الحرب العالمية الأولى، حيث أجبرت الظّروف البلدان المتقاتلة على وجود وسائل جديدةٍ للحفاظ على الطاقة. فكانت ألمانيا أول بلدٍ أعلنت التوقيت الصيفي، وتبعتها بريطانيا بعد فترة قصيرة.