التداعيات السورية على الحدود الشمالية للمملكة

التداعيات السورية على الحدود الشمالية للمملكة

تنعكس التطورات على الساحة السورية بكل تداعياتها، على اهتمامات كتاب الرأي والمقالات في الصحف اليومية، إن كان على الصعيد الميداني أو الصعيد السياسي، ومدى انعكاسها على الحدود الشمالية للمملكة.

 

الكاتب عريب الرنتاوي، يشير إلى تقلص تنظيم "داعش" في المشرق باستثناء الجنوب السوري، حيث تقتضي المصلحة الوطنية الأردنية العليا، أمنياً واستراتيجياً، ألا تظل “باقية” تحت أي ظرف من الظروف.

 

"فإن استمرت الحال على هذا المنوال، يتعين ألا نسقط من حساباتنا “سيناريو بن قردان”، حتى وإن اتفقنا على اختلاف الظرف والزمان والمكان"، يقول الرنتاوي.

 

ويلفت الكاتب إلى مبايعة عدد من الفصائل في جنوب سورية، لـ"الخليفة البغدادي"، "مسقطاً الكثير من القرى والبلدات، غير البعيدة عن مدن وبلدات الحدود الشمالية للأردن"، في ظل انحساره عن مناطق واسعة من الأنبار والبادية السورية، الأمر الذي بات بأمس الحاجة لعمليات استعراضية.

 

ويرجح الرنتاوي ألا تكون “غزوات إسطنبول وبروكسل وباريس وبن قردان” و”خلية إربد”، بعيدة عن التفكير المهيمن على التنظيم في لحظة انحساره، غضافة إلى عدم استبعاد أن تجول بخاطر قياداته المحاصرة، أفكار من نوع القيام بـ “قفزة” صوب دول الجوار السوري.

 

ورغم تأكيده على الدرجة العالية من اليقظة والاستنفار تعيشها القوات المسلحة الأردنية، وجهوزية وكفاءة الأجهزة الأمنية والاستخبارية، إضافة إلى سلامة شبكة التحالفات الإقليمية والدولية، إلا ان التطورات المتسارعة في جنوب سورية، تدفع دائماً لطلب المزيد من اليقظة والاستعداد، فالأردن في الخندق الأمامي للحرب على الإرهاب، والمؤكد أنه يحتل مكانة متقدمة في “بنك الأهداف” للتنظيم وحلفائه ومناصريه.

 

ويطرح الكاتب اقتراحا لدور أردني منسق مع موسكو وبالتعاون مع واشنطن، لتحقيق جملة من الخطوات من بينها، تثبيت التهدئة مع الفصائل التي تقبل بها، والانتقال من التهدئة إلى المصالحات الوطنية، والتفكير بتخصيص مساحات واسعة من الجنوب السوري كـ “مناطق آمنة توافقية” تستقطب من يجري تهجيرهم، بالتوازي والتزامن، مع مسار الحرب على الإرهاب.

 

أما الكاتب فهد الخيطان، فيرى أن الأيام المقبلة ستشهد بسط الجيش السوري السيطرة على كامل مدينة تدمر التاريخية، إذ لم يعد بوسع مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية المقاومة، بالتزامن مع تكثيف طائرات التحالف الدولي قصفها لمعاقل التنظيم في عاصمته الرقة.

 

ويشير الخيطان إلى أن تحرير تدمر يعني قرب نهاية التنظيم في الرقة، وخلال أشهر، بموازاة حصار القوات العراقية المسنودة أميركيا لمدينة الموصل، والذي يعني أن المعركة الحاسمة لتحريرها باتت على الأبواب.

 

و"باختصار؛ فإن نهاية "داعش" ككيان و"دولة" تحكم أرضا وسكانا باتت وشيكة، وذلك يعني أن الخطر الذي كان يهدد دول المنطقة والعالم يوشك على الزوال"،

 

إلا أن ذلك لا يمثل، بحسب الكاتب نهاية سعيدة، فـ"مصائب المنطقة وويلاتها ماتزال قائمة، والتخلص من دولة الإرهابيين في سورية والعراق ليس سوى بداية طريق طويل وموحش"، على حد تعبيره.

 

"وإذا ما سارت التطورات حسب التوقعات، وانهار "داعش"، فإننا أقرب مانكون لدخول مرحلة انتقالية من الحرب على الإرهاب.. وقد تمتد هذه المرحلة لما يزيد على السنتين، فيما سيكون التحدي الأهم أمام السوريين والعراقيين على وجه التحديد هو إعادة تأهيل الآلاف من الشبان المراهقين والصغار الذين خضعوا عنوة لحكم التنظيم.

 

ويلفت الخيطان إلى المفارقة المتمثلة ببدء أفول التنظيم في الشرق الأوسط، مع نشوء "طبعة" أوروبية منه، "داعش أوروبا"، "والتي أثبتت تفجيرات باريس وبروكسل أنها تملك جيشا من الخلايا التي استيقظت على وقع الضربات في سورية والعراق، وشرعت في ضرب قلب أوروبا، ومايزال في جعبتها الكثير لتفعله".

من جانبه، يلفت الكاتب حسين الرواشدة إلى أن لدى التنظيم، قائمة طويلة من الأهداف تمتد على خارطة تضم أكثر من 60 دولة في العالم، مؤكدا أنه بات يشعر بأن مراكزه مهددة في الموصل والرقة ويريد أن يخرج من الحصار، والطريق المفتوح أمامه هو أن يضرب مثل الأعمى في كل مكان.

 

ويضيف الرواشدة بأن استراتيجية التنظيم تستند إلى ثلاثة محاور، أولها الدفاع عن المركز والتغلغل في الأطراف والتمدد إلى الخارج، وضرب العدو البعيد وتهديد القلاع التي تشكل تهديدا للتنظيم، إضافة إلى الدعاية "الداعشية" التي انتقلت من دائرة حرق مشاعر “المرتدين"، إلى دائرة حرق "مشاعرالكفار"، الذين يعتقد أنهم يشكلون "الحواضن" الأكبر المتخيلة له.

 

ويطرح الكاتب تساؤلين من المهم الإجابة عنهما وهما، كيف يفكر تنظيم داعش، وماذا يريد في هذه المرحلة بالذات، والأخر: هل لدى العالم ما يكفي من جدية للقضاء على التنظيم، أم أن ثمة من يريد أن يوظفها لحساباته ومصالحه، "وبالتالي فما الذي يجب أن نفعله نحن لحماية أمننا من هذا الطاعون الذي اصبح ينتشر في كل مكان"؟

 

أضف تعليقك