التبادل اللغوي وسيلة مجانية لتعلم اللغة بين اللاجئين

التبادل اللغوي وسيلة مجانية لتعلم اللغة بين اللاجئين
الرابط المختصر

كان للاجئ السوري في الأردن دور في نقل الصورة الحضارية لبلده والبلد المضيف من خلال مشاركته في حلقات التبادل اللغوي والتي تقام في مراكز أو ندوات فكرية، يكون الهدف منها تعليم اللغة العربية للأجانب في مقابل تعلم اللغة الإنجليزية أو الفرنسية للطلاب العرب.

 

جيك هيزين طالب أمريكي جاء إلى الأردن لتعلم اللغة العربية لمساعدته في دراسته لتاريخ الشرق الأوسط، يقول هيزين لمجلة سوريون بيننا: "أتقابل كل أسبوع مع شريك لغوي سوري الجنسية، نجلس لمدة ساعتين تقريبا، تكون الساعة الأولى لتعلم اللغة العربية والثانية للإنجليزية، فهي إحدى أسهل الطرق لتطوير لغتي العربية".

 

وعن سبب انتقائه للهجة السورية يؤكد هيزن" أكثر ما أحبه في هذه اللهجة أنها تحوي مفردات قديمة وغير عربية لا زالت تستعمل حتى الآن وهذا مهم جدا في دراستي للتاريخ".

 

مركز ومنتدى جدل الثقافي والذي يعتبره كثيرون حلقة وصل بين الراغبين في الحصول على شريك لغوي من السورييون والأردنيين بحسب مؤسسه فادي عميرة، معتبرا المكان مساحة مفتوحة للتبادل الثقافي واللغوي، والسوريون جزء أساسي من هذا المكان، الذي يرتاده ضيوف من جنسيات مختلفة.

 

وحول أهمية اللغة الثانية للسوريين في بلدان اللجوء يقول عميرة إنها أساسية اليوم في أي وظيفة أو في أي دراسة، "اللاجئ السوري خسر كثيرا في الحرب التي اجتاحت بلاده، ولا يستطيع التسجيل في معاهد لتعليم اللغة لأنها مكلفة جدا، فيعمد إلى إيجاد شريك لغوي يساعده في تعلم اللغة الإنجليزية أو الفرنسية، ما يساهم في تطوير مهاراته وإيجاد فرصة عمل له أو للسفر خارجا".

 

الطالبة إيمان العلي تقول لمجلة سوريون بيننا: "عندما جئت إلى الأردن لاستكمال دراستي وجدت صعوبة في الدراسة، فالمنهاج مختلف ويحوي كتباً كثيرة باللغة الإنجليزية، لكن التبادل اللغوي سهل من هذه المشكلة وهو من أهم الأمور التي ساعدتني في تخطي حاجز اللغة خاصة الكتب ذات الاختصاص"، مشيرة لدوره في خلق مساحة واسعة في التعريف ببلدها، فضلا عن التنوع الثقافي الذي يوفره من خلال الحديث عن العادات والتقاليد والأعراف الموجودة، معتبرة إياه بمثابة نافذة تتعرف من خلالها على ثقافات البلدان الأخرى.

 

الأخصائي الإجتماعي عمر أحمد يؤكد أن التبادل اللغوي بين الشبان العرب والأجانب يخلق نوعا من التعايش الحضاري، حيث يعتقد أن كل طالب سفير لبلده، والتبادل اللغوي وسيلة لنقل تصوره عن بلده.

 

ويضيف أن دور اللاجئ السوري في عملية التبادل اللغوي يوضح مدى تفاعله مع المجتمع المضيف عبر مشاركته في مختلف الندوات الفكرية والثقافية التي تعود عليه وعلى المجتمع بالفائدة .

 

ولايزال اللاجئ السوري يبتكر وسائل تعينه على التعلم وسط غلاء المعيشة وقلة فرص التعليم المجاني في بلدان اللجوء، علها تفتح أمامه أبوابا لا يستطيع طرقها في معظم الأحيان دون ذلك.