البوابات الإسرائيلية حول الأقصى والدور الأردني
أدى المقدسيون صلواتهم على أبواب المسجد الأقصى، معلنين رفضهم دخول باحاته عبر البوابات الالكترونية التي نصبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي بعد إعادة فتح أبوابه إثر العملية المسلحة التي أسفرت عن استشهاد ثلاثة شبان من منطقة أم الفحم، ومقتل جنديين إسرائيليين، وهو ما قوبل بموجة من الاحتجاجات الشعبية والرسمية وخاصة على المقلب الأردني.
الكاتب عبد الله المجالي، يرى أن تأخر صدور أي بيان يوضح موقف الحكومة الأردنية، من الانتهاكات "الصهيونية" الجديدة بحق الأقصى، وآخرها تركيب البوابات الالكترونية على أبوابه، يكلفنا الكثير، مشيرا إلى التصريحات الوحيدة الصادرة عن وزير الخارجية أيمن الصفدي، والتي يصفها الكاتب بالمبهمة والغامضة.
ويؤكد المجالي على ضرورة ألا يقل الموقف الأردني الذي يتحمل مسؤولية الوصاية على المقدسات في الحرم القدسي عن موقف المقدسيين وعموم الشعب الفلسطيني والأردني، بل يجب أن يتقدم عليهم.
فـ"لا يجوز أن تكون الحكومة الأردنية أسيرة للرواية الصهيونية فيما يتعلق بالمسجد الأقصى، ولا يجوز أن تستسلم للرواية الصهيونية التي تدعي أن هذه الإجراءات هي رد فعل على العملية التي سقط فيها جنديان صهيونيان صرعى على يد ثلاثة شبان فلسطينيين، فالرواية الحكومية يجب أن تكون أن المسجد الأقصى والحرم القدسي الشريف منطقة محتلة، وأن كل الجنود والشرطة الإسرائيلية هناك هم محتلون، والقانون الدولي لا يجرم مقاومة المحتل".
ويختم الكاتب بالقول "على الحكومة الأردنية أن تؤكد للاحتلال أن احترام خصوصية المسجد الأقصى والحرم القدسي الشريف أمر منفصل تماما عما يجري داخله من أحداث. وها نحن ننتظر الموقف الحكومي، وندعوها ألا تتأخر كثيرا، لأن صمتها مريب".
أما الكاتب فهد الخيطان، فيؤكد أن "الاشتباك الدبلوماسي الأردني مع الجانب الإسرائيلي مستمر رغم فتح سلطات الاحتلال أبواب"الأقصى" أمام المصلين"، وهو السمة الدائمة لعلاقة الطرفين منذ فترة طويلة، خاصة فيما يتعلق بالحرم القدسي الشريف.
فـ"في الأشهر القليلة الماضية وجه الأردن عشرات مذكرات الاحتجاج على الانتهاكات الإسرائيلية للوضع القائم في المسجد الأقصى، وتدخلت فرق الدبلوماسيين الأردنيين في الميدان لرد هذه التجاوزات، وتوفير الأجواء الآمنة للمصلين".
ويستعرض الكاتب الحملة الدبلواسية التي يقودها الأردن حيال الأزمة الحالية التي تشكل "نقطة فارقة في المواجهة المفتوحة لحماية المقدسات"، والتي هدفت إلى دفع سلطات الاحتلال للتراجع عن قرارها بإغلاق بوابات المسجد، حيث أثمرت بقرار إعادة فتحها.
ويتساءل الكاتب في ختام مقاله "بدل المزاودة واللعب على العواطف، ماذا لو أطلقت القوى السياسية والبرلمانية نداء للبناء على دعوة أردوغان لحشد الدعم العربي والإسلامي للأردن في معركته للدفاع عن المقدسات؟".
ويقول الكاتب صالح القلاب، "كان يجب أن يعبر الأردنيون عن شجبهم وتنديدهم بالجريمة التي إرتكبتها إسرائيل في ثالث أقدس مكان في الكرة الأرضية بالنسبة للمسلمين وأيضاً بالنسبة للمسيحيين لكن أن يستغل البعض من الذين نسيهم الشعب الأردني وأصبحوا يُعتبرون في دول أخرى تنظيماً إرهابياً، والعياذ بالله، ويجددوا مسيرات إثبات الوجود ولكن بأعداد «مايكرسكوبية» ويعودون لصراخ «المزايدات»، فإنها باتت بضاعة لا يمكن تسويقها على أحد".
ويتساءل القلاب "ما هو المطلوب من الأردن يا ترى كردٍّ فوري على الجريمة النكراء التي إرتكبها العدو الصهيوني فعلاٌ في القدس الشريف والأقصى المبارك .. هل إعلان حالة الحرب والتخلي عن عملية السلام بينما الوضع العربي يشهد كل هذه المآسي التي توجع القلوب".
"لقد «زهقنا» هذه العنتريات المسرحية وهذه «المزايدات» الفارغة وهذا الإرغاء والإزباد في ساحة المسجد الحسيني وفي ساحات أخرى ولذلك فقد كان بالإمكان إعلان الجميع «الإخوان»، الذين من المفترض أنهم لم يعودوا تنظيماً معترفاً به لا رسميا ولا شعبيا، وغيرهم التنديد بهذه الجريمة النكراء والمطالبة بموقف دولي حازم ولكن بالإلتفاف حول الموقف الأردني وليس بـ «الغمز واللمز» ولا بالإتجار السياسي في هذه الفترة التي تشهد معارك إنتخابية طاحنة".
ويخلص الكاتب إلى القول "لقد خاض الأردن معركة صامتة فعلية على الصعيد الدولي ومعركة كلمة شجاعة مع الإسرائيليين هي التي ألزمتهم بالإسراع في إطلاق سراح مفتي القدس وبالتراجع عما فعلوه وما كانوا ينوون فعله في المسجد الأقصى الذي بارك الله حوله والذي سيبقى محروساً بـ «الوصاية الهاشمية» ويقيناً أن هذا هو ما يريده الشعب الأردني والذي قلوب أبنائه كلهم في فلسطين.. وهناك عند الشعب الفلسطيني العظيم وهكذا فإن «جهاد» الأفواه الفاغرة بالشتائم وبالمزايدات يجب أن ينتهي ويغيب بصورة نهائية وقاطعة .. واللهم إشهد!
ويلفت الكاتب حلمي الأسمر، إلى أن "زلزال الأقصى لم يهز النظام العربي الرسمي إلا بالقدر الذي يتماهى مع المطالبات الشعبية، بتعبير آخر البيانات والاحتجاجات الرسمية الرخوة، يستثنى من هذا، الموقف الأردني الذي جاء أكثر حرارة، وسمح بتعبير الشارع عن نفسه، لخصوصية العلاقة بين عمان والقدس ومقدساتها.
ويضيف الأسمر بأن المعركة الحقيقية تدور اليوم بين المقدسيين وقوات الاحتلال، وهم يحظون بتعاطف الشارع و»تطنيش» رسمي عربي بامتياز، فثمة ما يشغل بال النظام الرسمي المثخن بالجراحات، أكثر من القدس والأقصى وفلسطين كلها.
فـ"المقدسيون اليوم وحدهم يخوضون على الأرض معركة الدفاع عن الأقصى، بلا إسناد حقيقي من أحد، وأصدق وصف لحال الأمة ما صرح به قبل نحو شهر الشيخ عبد اللطيف فايز دريان مفتي الجمهورية اللبنانية، حين قال إن أمن المسجد الحرام في مكة المكرمة وأمن المسجد النبوي في المدينة المنورة هما خطان أحمران، لا نرضى أبدًا أن يتخطاهما أحد. أما أمن المسجد الأقصى، فهو ليس خطا أحمر، ولا علاقة لأمنه بأمن شقيقيه".