البنزين المهرب: مكاسب سريعة للبائعين وأضرار بالغة للمستخدمين

البنزين المهرب: مكاسب سريعة للبائعين وأضرار بالغة للمستخدمين
الرابط المختصر

مقابل مجمع المحطة، يضع أحد الباعة جالونات البنزين المهرب على الرصيف المحاذي للمجمع على مرأى من الجميع، لتصطف السيارات تباعاً لتعبئة البنزين منه.

بسطات بيع البنزين باتت ملحوظة في عدة مناطق في العاصمة عمان، ليصل عددها في أحد شوارع منطقة أم نوارة 4 بسطات، تبيع البنزين المهرب بأسعار منخفضة جداً نسبة الى أسعار البنزين في المحطات النظامية.

سعر لتر البنزين المهرب يتراوح ما بين النصف دينار والـ60 قرشاً، في حين يبلغ سعر لتر البنزين في محطات الوقود 88 قرش للتر.

تبدأ رحلة البنزين المهرب في السعودية والتي يباع لتر البنزين فيها بنحو 8 سنتات فقط فقط، أي 12.5 لتر بدولار واحد، في حين تحتاج لحوالي 14 دولاراً لشراء نفس الكمية بالأردن.

ويعتمد مهربو البنزين على طرق مختلفة لإيصال البنزين السعودي رخيص الكلفة الى الأردن، أهمها دخول سيارات "الجيمس" السعودية والشاحنات إلى المملكة معبأ تنكها بالكامل، وتعبئة التنك الإضافي من أقرب محطة لبيع البنزين في السعودية، كما يتم الاتفاق مع أحد المواطنين الأردنيين لتفريغ التنك بجالونات في أقرب منطقة حدودية مع السعودية.

وعلى الرغم من أن السعودية تفرض رسوم إضافية على السيارات التي تصل الحدود بتنكات مليئة بالبنزين، إلا أنه يبقى رخيص الكلفة نسبة الى البنزين الأردني.

مدير عام دائرة الجمارك منذر العساف يقول إن الدائرة تتابع ملف تهريب البنزين بشكل دائم، إلا أن الآلية التي يستخدمها المهربون لا تعتبر تهريباً مباشراً كونهم يفرغون تنكات سياراتهم الخاصة ويبيعونها.

ويحذر العساف من استخدام البنزين المهرب، كونه لا يخضع للمواصفات الأردنية، متخوفاً من أن يكون مغشوشاً مما يؤدي الى تلف في محركات السيارات التي تستعمله.

ويدعو العساف المواطنين الى مقاطعة البنزين المهرب، تجنباً لأي ضرر قد يلحق السيارات التي تستعمله، ولتلافي وقوع الحوادث كون البنزين يباع دون أي معايير السلامة.

مدير مديرية المقاييس في مؤسسة المواصفات والمقاييس محمد الأسكر يؤكد التزام المديرية بالرقابة على البنزين المهرب الذي ينتشر بالشوارع الأردنية، مشيراً الى أن البنزين المهرب عادة ما يكون أسوأ من الأردني.

وعلى الرغم من أن البنزين المهرب خالي من الرصاص إلا أنه يتفاوت في رقم الأوكتان الذي يعبرّ عن "مقدرة البنزين على مقاومة الاحتراق المبكر" عادة ما يكون أقل من المواصفات الأردنية، حسب الأسكر.

ويرى الأسكر أن لجوء مستهلكي "المهرب" قد يؤدي الى خسائر أكبر في بعض الأحيان، حيث قد يتضرر المحرك بسبب سوء البنزين المهرب.

"مشكلة البنزين المهرب تكمن بأن مناطق البيع غير ثابته، فحتى لو تلقّت دائرة الواطفات والمقاييس شكاوى من المواطنين حول بيع البنزين المهرب فإن متابعة الشكوى ستكون مستحيلة حين يغير التاجر مكانه" يقول الأسكر.

وكان ﻧﻘﯾب اﺻﺣﺎب ﻣﺣطﺎت اﻟﻣﺣروﻗﺎت ﻓﮭد اﻟﻔﺎﯾز كشف بتصريح سابق أﻧﮫ طﺎﻟب الحكومة ﻣﻧذ شهور وعبر كتب رسمية ﺑوﻗف ﺗﮭرﯾب اﻟﺑﻧزﯾن ﻣن اﻟﺳﻌودﯾﺔ، نظراً للضرر الذي تلحقه تجارة البنزين المهرب بعمل محطات المحروقات.

من جهته يقول المواطن محمد أبراهيم أنه يستخدم البنزين المهرب منذ شهور، ولم يواجه أي مشاكل فيه حتى الأن، ولم يؤثر على سيارته سلباً حتى الآن.

ويضيف سائق السيارة العمومي علي أسعد أن البنزين السعودي يوفر عليه مبالغ مالية كبيرة، نظراً لسعر البنزين الأردني المرتفع.

وكانت الجمارك السعودية قررت نهاية العام الماضي منع سيارات الأجرة الأردنية من دخول أراضيها إلا مرة واحدة كل ثلاثة أيام، للحد من تهريب البنزين.

أضف تعليقك