"الاتفاق الثلاثي" وارتداداته سوريا وإقليميا

"الاتفاق الثلاثي" وارتداداته سوريا وإقليميا
الرابط المختصر

تشير التقارير الإخبارية عن "تماسك" إلى حد كبير لاتفاق خفض التصعيد العسكري في مناطق الجنوب الغربي من سورية، وسط تكهنات بانعكاساته على مفاوضات الأزمة السورية، وارتداداته على أرض الواقع سوريا وإقليميا.

 

الكاتب عريب الرنتاوي، يذهب إلى أن "الاتفاق الثلاثي" سيلقي بظلال إيجابية على المحادثات الدائرة في “جنيف 7”، بيد أنه لن يكون كافياً لإحداث الاختراق على هذا المسار، كما سيلقي بظلال إيجابية على بقية مناطق “تخفيف التصعيد” في سورية.

 

ويلفت الرنتاوي إلى أن ميزة الاتفاق الثلاثي أنه جمع لأول مرة القطبين الدوليين حول “تفاهمات مشتركة”، حيث يفتح اتفاق موسكو وواشنطن باباً للتعاون في بقية الملفات السورية، ويرسم سقوفاً لأدوار اللاعبين المحليين والإقليميين.

 

وعلى المقلب الأردني، يرى الكاتب أن الاتفاق نزل عليه "بردا وسلاما"، فله جملة من المصالح فيه، وهذا يفسر حماس الأردن الظاهر للاتفاق، بدءاً بتأمين الحدود وإبعاد مختلف المليشيات عنها، وصولاً لفتح معبر جابر – نصيب، وربما معبر آخر مقابل لمحافظة السويداء السورية، دع عنك قضية اللاجئين والآمال بإعادة مائتي إلى ثلاثمائة ألف منهم إلى بلادهم.

 

فـ"لا شك أن الأطراف التي وقعت الاتفاق مهتمة بتفاوت بتنفيذه، لكن للأردن مصلحة أكثر من غيره، في ترجمته على الأرض، وهذا يتطلب نشاطاً أردنياً إضافياً، مع الفصائل المحسوبة عليه من جهة، وبينها وبين النظام من جهة ثانية، وبين موسكو وواشنطن من جهة ثالثة".

 

ويؤكد الكاتب عيسى الشعيبي، أن ما تم الاتفاق عليه بين الأمريكيين والروس إزاء الكارثة السورية المستفحلة، يعد أول اختراق من نوعه في جدار هذه الأزمة، التي شهدت عدداً لا يحصى من اتفاقيات وقف إطلاق نار.

 

"ورغم الغموض المحيط بهذا الاتفاق إلى جانب عدم القبول الصريح بترتيباته واستحقاقاته الميدانية من قبل الأطراف المخاطبة به مباشرة، فإنه يعتبر اتفاقاً ينطوي على سابقة ايجابية غير مسبوقة، يمكن البناء عليها".

ويستطيع الأردنيون، بحسب الشعيبي، أن يمدوا أرجلهم باطمئنان لا بأس به، وأن يثقوا بأنفسهم أكثر من ذي قبل، بعد أن عزز هذا الاتفاق رؤيتهم الواقعية للحل السياسي المنشود، واحترم الكبار خطوطهم الحمراء بصورة جيدة، بما في ذلك حفظ أمن حدودهم، وإبعاد منظمات الإرهاب والميليشيات الايرانية نحو ثلاثين كيلو متراً عن مناطقهم الشمالية، وتعميق دورهم الإقليمي المرحب به في الجوار السوري.

 

فيما يشير الكاتب مهند مبيضين، إلى أن الأزمة السورية في طريق الحسم، موضحا بأن مناطق الصراع الجنوبية والتي أزعجت النظام، لم تعد في حسبته آنياً، وتركت لغيره، من القوى العالمية، روسيا وأمريكا، والأردن جاء طرفا أساسيا كونه كان أول المحذرين من انسلاخ الجنوب السوري والتغيير الديمغرافي لصالح إيران.

 

ويقول مبيضين إن الاتفاق الغربي، يبدو أنه راعى أمن حدود الأردن الشمالية، وحدود إسرائيل، لكنه جعل غربي دمشق بيد النظام، وهي المناطق التي توفر له وصول دعم حزب الله.

 

أما الأردن فيبدو مرتاحا، ولا أطماع له بمعركة إعادة الإعمار، إلا في حدود نشاط قطاعاته الاقتصادية التي تنافس في الجنوب بسبب القرب الجغرافي، فيما ضمنت روسيا سابقا ما تريد، لتبقى أمريكا تنظر أكثر واقعية للصراع في سورية، بحسب مبيضين.