الأسرى الأردنيون في المعتقلات الإسرائيلية.. لا بواكي لهم!

الأسرى الأردنيون في المعتقلات الإسرائيلية.. لا بواكي لهم!
الرابط المختصر

أعرب ذوو أسرى أردنيون معتقلون في سجون الاحتلال الإسرائيلي عن تخوفهم على حياة أبنائهم المشاركين بإلإضراب المفتوح عن الطعام.

 

ويواصل ١٨٠٠ أسير في معتقلات الاحتلال إضرابهم المفتوح عن الطعام ضمن "معركة الحرية والكرامة" لليوم الحادي والثلاثين على التوالي, لتحقيق عدد من المطالب الأساسية التي تحرمهم إدارة سجون الاحتلال, أبرزها: إنهاء سياسة الإعتقال الإداري، وسياسة العزل الإنفرادي، وسياسة منع زيارات العائلات وعدم انتظامها، وسياسة الإهمال الطبي، وغير ذلك من المطالب الأساسية والمشروعة.

 

فيما تأكد مشاركة 6 أسرى أردنيين من أصل 26 أسيراً, أصغرهم الأسير محمد مهدي سليمان, اعتقل وهو في الخامسة عشرة من عمره قبل 3 أعوام, بسبب مشاركته أطفال منطقة سلفيت في الضفة الفلسطينية المحتلة رشق جنود الإحتلال  بالحجارة, وحكم عليه بـ 15 عاماً.

 

يقول شاهين شقيق الأسير منير مرعي إنه من الصعوبة معرفة إن كان شقيقه مشاركاً في الإضراب أم لا, وذلك بسبب تواجده بمعتقل جلبوع حيث يحرم الأسرى من وسائل الإتصال, معرباً عن تخوفه على وضع شقيقه الصحي إن كان مشاركاً في الإضراب وكذلك بقية الأسرى بعد 28 يوماً من الإضراب المتواصل, موضحاً أنه سبق وأن أضرب هو عن الطعام 22 يوماً أمام وزارة الخارجية الأردنية من أجل المطالبة بزيارة شقيقه الأسير في سجون الإحتلال.

 

ويضيف شاهين: "بعد أسبوعين من الإضراب تدهورت صحتي بشكل كبير وبطلت اشوف أي حدا ولا أشعر بأي شيىء وما بدي حتى احكي مع الناس.. مع إني كنت معتصم داخل سيارتي أمام وزارة الخارجية, ولست أسيراً في معتقلات الإحتلال الإسرائيلي كحال بقية الأسرى الذين يعانون أوضاعاً قاسية جداً".

 

أمير الظل محكوم بـ 67 مؤبدا

 

يشار إلى أن الأسير منير مرعي أدين بقتل 5 مستوطنين في الضفة الفلسطينية المحتلة في العام 2003, وحكم عليه بـ 5 مؤبدات, بينما حكم على الأسير عبد الله البرغوثي الملقب بأمير الظل  بـ 67 مؤبداً, "وبلغ مجموع القتلى الصهاينة في العمليات من تنسيق وتدبير عبد الله البرغوثي نحو 66 صهيونياً وأكثر من 500 جريح.

 

ومن بين العمليات البارزة التي شارك فيها البرغوثي عملية سبارو، وعملية الجامعة العبرية، ومقهى "مومنت"، والنادي الليلي في مستوطنة "ريشون لتسيون" قرب تل أبيب وقتل فيها نحو 35 صهيونياً وجرح 370 آخرين".

 

اتصلنا بوزارة الخارجية الأردنية لمعرفة أوضاع الأسرى الأردنيين المشاركين بالإضراب المفتوح عن الطعام, حيث وعدت الناطق الإعلامي بإسم الخارجية صباح الرافعي قبل ستة أيام بتزويدنا بمعلومات حول الأسرى, ولم نحصل على هذه المعلومات لغاية نشر التقرير.

 

فيما تؤكد النائب ديما طهبوب أنها وجهت استفساراً نيابياً لوزارة الخارجية حول أوضاع الأسرى الأردنيين, والمعتقل ناصر دراغمة الذي تدهورت صحته كثيراً بسبب مشاركته بالإضراب, مشيرة إلى أنها لم تتلق أي إجابة على استفسارها النيابي.

 

"قلع شوكهم بإيديهم"

 

يقول مقرر اللجنة الوطنية للأسرى والمفقودين الأردنيين في المعتقلات الصهيونية فادي فرح إن الأسرى يعتزمون "قلع شوكهم بأيديهم" من خلال الإضراب المفتوح عن الطعام للحصول على أبسط حقوقهم, موضحا أن الأسرى يخاطرون بحياتهم من أجل حريتهم وكرامتهم، ولا يطلبون منا سوى مناصرتهم شعبيا ورسميا للضغط على الإحتلال لتحصيل حقوقهم التي كفلتها اتفاقيات حقوق الإنسان والمواثيق الدولية.

 

وأشار إلى أنه تم تنفيذ فعاليات مناصرة للأسرى في عدة مدن أردنية, مؤكداً أن أي فعاليات لن ترتق بأي حال لمستوى تضحيات الأسرى.

 

وأضاف فرح بأن أقدم أسير اردني عمار عطاطرة (محكوم بـ 20عاماً قضى منها 17عاماً) يعاني تدهوراً بصحته, معرباً عن قلقه من تعامل الأطباء وهم ممن فشلوا بمهنة الطب, يتم استقدامهم من قبل مصلحة المعتقلات للتعامل مع الأسرى بقسوة.

 

رئيسة إتحاد المرأة الأردنية تهاني الشخشير تقول إن التضامن مع الحركة الأسيرة  في المعتقلات الصهيونية كان في بدايته واسعاً, لكنه تراجع بسبب الأوضاع الداخلية والخارجية التي تؤثر على المزاج العام للأردنيين, إضافة إلى الوضع الإقتصادي الذي يشكل هماً لكافة المواطنين, مؤكدة أن ذلك لا يعفيهم من مسؤولياتهم تجاه الأسرى, خاصة وأن بعضهم دخل مرحلة الخطر.

 

ونظم اتحاد المرأة الأردنية فعاليات مختلفة للتضامن مع اضراب الحرية والكرامة, منها وقفات احتجاجية أمام مؤسسات دولية, مثل هيئة الأمم المتحدة والصليب الأحمر, والإتحاد الأوروبي, بمشاركة هيئات ومنظمات نسائية ومؤسسات مجتمع مدني, جرى خلالها تسليم المسؤولين في هذه المؤسسات مذكرات تطالبهم بتحمل مسؤولياتهم اتجاه الأسرى بتطبيق "المواثيق والقوانيين الدولية التي تؤمن الحياة الأمنة للأسرى, وكشف حقيقة ما يحدث داخل أقبية السجون والمعتقلات الصهيونية والممارسات الفاشية التي تقوم بها سلطات الاحتلال تجاه الأسرى".

 

المحكمة الجنائية الدولية

 

وعن تقييمه للتفاعل مع فعاليات التضامن مع أسرى "الأمعاء الخاوية" بإضراب الكرامة يقول النائب صالح العرموطي ونقيب المحامين الأسبق: "قضية بحجم الأسرى وبحجم إضرابهم تتطلب تفاعلاً واسعاً محليا وعربياً وإسلامياً", مشيراً إلى أن ما يرتكب بحق الأسرى هو جرائم حرب, يتطلب من حكومة الأردن العضو في المحكمة الجنائية الدولية وكذلك فلسطين العضو المراقب أن يقاضيا الإحتلال أمام المحكمة بسبب جرائمها ضد الأسرى, معرباً عن تخوفه أن يفضي الإضراب إلى وفاة الأسرى الذين يعانون أمراضاً خطيرة مثل مرض السرطان.

 

يشار إلى اللجنة الوطنية الفلسطينية لإسناد معركة الحرية والكرامة، صرحت بأن الأوضاع الصحية للأسرى المضربين تتدهور باستمرار، إذ أن عدداً منهم لا يستطيعون الوقوف على أرجلهم، في ظل رفض إدارة السجون تقديم العلاج لهم، ومحاولتها ابتزاز بعضهم بتقديم العلاج مقابل إنهاء الإضراب.

 

ويطالب العرموطي نقيب المحامين الأسبق وسائل الإعلام أن تكون أكثر تفاعلاً مع اضراب الأسرى, فيما يواصل الإعلام الإسرائيلي شن حرب الإشاعات والأكاذيب حول الإضراب، ونشر صور "كاذبة" للأسير القيادي الفلسطيني مروان البرغوثي وهو يتناول الطعام.

ويتساءل العرموطي: لماذا لم يدع اتحاد المحامين العرب إلى جلسة استثنائية خاصة بالأسرى. وختم العرموطي بأن الجميع مقصر بحق الأسرى في المعتقلات الصهيونية, فحتى حكومة بلاده لم تمارس أضعف الإيمان باستدعاء سفيرها لدى الكيان الصهيوني للتشاور حول ما يجري أو حتى استدعاء سفيرة الكيان وإبلاغها غضب الأردن.

 

للمزيد:

 

أضف تعليقك