الأردن يطلب ضمانات روسية في خطة إعادة اللاجئين السوريين
لا يبدو حلم العودة للاجئين السوريين مع بدء الحوارات حول المبادرة الروسية بقريب، رغم لقاء وفد روسي برئاسة مبعوث الرئيس الروسي الخاص إلى سوريا أليكساندر لافرينتيف مع مسؤولين من الحكومة الأردنية الشهر الماضي، تبعتها تصريحات إيجابية من الطرف الأردني على لسان وزير الخارجية أيمن الصفدي حول ما تم بحثه من أفكار روسية حول عودة اللاجئين.
المتحدثة الرسمية باسم الحكومة الأردنية جمانة غنيمات، أكدت لـ"المدن"، أن الأردن ما يزال يدرس العرض الروسي، ويتحاور مع موسكو بهذا الشأن . وأضافت "من حيث المبدأ العودة الطوعية هي أمر محسوم، فمن أراد العودة له الحق في ذلك، لكن العودة القسرية التي تخالف المواثيق والعهود الدولية غير واردة لالتزام الأردن بهذه المواثيق".
وتعد مسألة العودة الطوعية للاجئين السوريين الذين يستضيفهم الأردن البند الأكثر تعقيداً في المحادثات بين عمان وموسكو، فضمانات العودة الآمنة بحاجة إلى قبول واسع من كافة الأطراف، سواء الدولية أو الأمم المتحدة، أو اللاجئين، وهو ما يعيد السؤال حول مدى واقعية تنفيذ هذه المبادرة في الوقت القريب في ظل الوضع الحالي في الداخل السوري.
المبادرة الروسية والتي تقضي بوضع خطة مشتركة لعودة اللاجئين السوريين، وإنشاء مجموعتي عمل في الأردن ولبنان، لا تبدو أنها تلقى قبولاً واسعاً لدى العديد من اللاجئين؛ فغياب ضمانات حقيقية متعلقة بحماية الراغبين في العودة وقدرة روسيا على حماية اللاجئين بعد عودتهم، خاصة المطلوبين أمنياً، هي أبرز المخاوف التي تعتري أولئك.
سامر (اسم مستعار) لاجىء في الأردن من محافظة درعا، يرفض العودة في الوقت الحالي في ظل ما أسماه بوجود "حرب باردة" بين الطرفين الروسي والأميركي حول إدلب. يقول لـ"المدن"، إنه "لا يوجد ضمانات حقيقية لحماية من يرغبون بالعودة والنسبة الأكبر من السوريين خرجوا بسبب ارهاب النظام وتدمير منازلهم والاعتقالات والتجنيد الإجباري والسبب مازال موجودا ولَم يتغير شيء سوى وجود الشرطة الروسية في المناطق التي دخلها النظام مؤخرا في محاولة لكف يد النظام عن المدنيين".
بدورها تؤكد آلاء نصار، وهي لاجئة سورية في الأردن، عدم رغبتها بالعودة إلى سوريا أيضاً، وتقول إنه حتى لو تم فتح الحدود بين البلدين "فلن يعود أحد .. وأنا شخصيا لن أعود إلى وطن كان شعاره وطن شرف إخلاص وجيشه لا يملك أدنى تلك الصفات..لن أعود إلى وطن لا أحترم فيه كإنسان أولا ولا تحترم فيه طائفتي ولا ديانتي ..وطن يستشري فيه الفساد في مختلف مؤسساته.. وطن لا يعتمد مبدأ المساواة والعدالة بين الأفراد..وطن لا أستطيع أن أعيش فيه بكرامة".
وتضيف "عندما يصبح وطني وطناً لجميع أطياف الشعب السوري عندها سأعود إلى وطني لأبنيه مجدداً، ونحن بالطبع قادرون على ذلك إن استعدنا جزءاً من كرامتنا وعادت لنا حقوقنا في هذا البلد".
وتعتبر ناصر أن "ما تقوم به روسيا كمن يقتل القتيل ويمشي في جنازته.. المطالب الروسية بعودة اللاجئين ومحاولتها الظهور بموقف الحمل الوديع ما هو إلا لتعويم النظام سياسيا ودوليا وإعطائه حقاً شرعياً بإكمال حكم سوريا متناسين كل ما فعله من جرائم بحق هذا الشعب وهنا يكمن دور المجتمع الدولي في إيقاف روسيا عند حدها، لأنها تجاوزت كافة الخطوط الحمراء في سوريا وتريد أن تتخطاها إلى خارجها بإعادة من هجر لتحكمه المافيا الأسدية مرة أخرى".
وكانت وزارة الدفاع الروسية أعلنت سابقاً أنها أرسلت مقترحاً إلى عمان بشأن تنظيم عودة اللاجئين بعد مناقشة ذلك بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع نظيره الأميركي دونالد ترامب، خلال القمة التي جمعت بينهما في 16 من تموز/يوليو الماضي.
ويعيش في الأردن نحو 660 ألف لاجئ سوري مسجلين لدى المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، بينما تقدر الحكومة الأردنية عدد الذين لجؤوا إلى البلاد بنحو 1.3 مليون منذ عام 2011 وفق آخر تعداد سكاني للأردن.
المدن