الأردن و"داعش".. بعد سقوط تدمر والأنبار

الأردن و"داعش".. بعد سقوط تدمر والأنبار
الرابط المختصر

أعادت سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" على مدينة تدمر السورية، بعد سيطرته على مناطق في محافظة الأنبار العراقية، طرح التساؤلات حول مدى تهديد التنظيم على أمن الأردن مع اقترابه من المناطق الحدودية المشتركة.

 

الكاتب ماهر أبو طير، يؤكد أن الخطر يحيق بالأردن فعلا، "وداعش قاب قوسين أو أدنى"، مشيرا إلى أن البيئة الداخلية، أمام كل أخطار الجوار، "مهشمة وضعيفة ورخوة للغاية، ولا تحتمل أي أزمات".

 

ويدلل أبو طير على وصفه للبئة الداخلية بانتشار الجريمة والعنف، والتنابز بالكراهية لأتفه الأسباب، والتناحر الاجتماعي، والشكوك والشائعات، إضافة إلى التراجع الاقتصادي.

 

ويضيف بأن البيئة الشعبية غير مؤهلة لمواجهة أي أزمات، مشيرا في الوقت نفسه إلى قدرة الأردن على المرور بالأزمات التي انهارت بثقلها بعض دول الجوار، إلا السؤال الذي يطرحه عن المستقبل.

 

ويخلص الكاتب إلى ضرورة "مراجعة عميقة للداخل الأردني، من حيث تسوية قضايا كثيرة على المستوى الشعبي العام، وحتى على مستوى الأفراد، لنزع فتيل الغضب، إضافة إلى إعادة إنتاج البيئة الداخلية وتخفيف الضغط عنها، بوسائل كثيرة، دون الاستناد إلى الفكرة الوحيدة السائدة الآن، أي بث الذعر من الخطر، لضمان رص صفوف الداخل، وهذه فكرة على أهميتها، كثيرا ما تأتي بنتائج عكسية.

 

ويستعرض الكاتب عريب الرنتاوي آخر التطورات الميدانية على الساحتين العراقية والسورية ومدى التقدم الذي يحرزه مقاتلو تنظيم "داعش"، لافتا إلى الفروق العقائدية بينهم وبين الجيوش النظامية في الدولتين.

 

وفي مقال سابق حول سقوط ميدنتي الرمادي العراقية وتدمر السورية بيد التنظيم، يؤكد الرنتاوي أن تغييراً كبيراً قد طرأ على معادلات الحرب مع التنظيم وعليه، يلقي بأعباء ثقيلة على “نظرية الأمن الوطني الأردني”.

 

وتقتصر الخيارات الأردنية، بحسب الرنتاوي، على إبداء أقصى درجات الجاهزية والاستعداد لكل الاحتمالات، طالما قرر الأردن أن “داعش” هي الخطر والتهديد الذي يتصدر سلم أولوياته، وطالما أنه الأكثر انخراطاً في الحرب على الإرهاب، قياساً بجميع الدول العربية الأعضاء في التحالف الدولي".

 

ورغم أن الأردن لا يتصدر “لائحة أولويات داعش”، وأن التنظيم سيظل حتى إشعار آخر، مشغولاً في حروبه المفتوحة في سورية والعراق، "ولكن من قال إن التنظيم سيتخلى طواعية عن ورقة تهديد أمن الأردن، واستتباعاً السعودية، أو سيؤْثر عدم القيام بهذا الدور أو حتى التلويح به"، يكتب الرنتاوي.

 

ويلفت الكاتب إلى التفاؤل الذي عكسته تصريحات الملك الأخيرة حول قرب فتح طريق عمان – بغداد، فيما يبقى الرهان قائما في سورية على حالة "الهدوء النسبي" التي تعيشها محافظات الجنوب.

 

ويطرح الرنتاوي مجموعة من التساؤلات التي أعقبت سقوط الرمادي وتدمر، فيقول: "هل يمكن أن نتخيل سيناريو استدعاء داعش على مقربة من الحدود السعودية والأردنية، لنقل كرة النار من الملعبين السوري والعراقي، إلى هذين الملعبين الجديدين؟"

 

أما الكاتب خالد الزبيدي، فيتناول القضية من زاوية اقتصادية، متسائلا عن مصادر تمويل تنظيم "داعش"، وتقديم الدعم اللوجستي له.

 

ويخلص الزبيدي إلى أن "حروب وغارات داعش الإرهابي هي مخطط كبير، يهدف الى تدمير الإمكانات الاقتصادية لشعوب المنطقة، وتشغيل مصانع السلاح الغربي، وإذكاء سياسة "الاحتواء المزدوج" المعروف وهو من ادبيات وسياسات الغرب الذي يقدم السلاح والعتاد والمعلومات لطرفي الصراع، مع ضمان عدم السماح لأيٍ من الطرفين الانتصار".