الأردن والتدخل البري في سورية.. ونداء "ليست حربنا"

الأردن والتدخل البري في سورية.. ونداء "ليست حربنا"
الرابط المختصر

أعادت الأنباء حول التدخل العسكري البري في سورية، بمشاركة أردنية، الجدل حول مدى تأثير الأزمة السورية على المملكة، ودورها في إيجاد حل للصراع على الجانب الآخر من حدودها الشمالية.

 

الكاتب عريب الرنتاوي، يرجح أن تحمل الأيام المقبلة نذر ضغوط استثنائية ستتعرض لها السياسية الأردنية، "فالانجرار وراء مغامرات ومقامرات خارج الحدود “خيارٌ” مكلف لأمن الأردن واستقراره، والاحتفاظ بـ “هامش مناورة” كذاك الذي احتفظت به عمان طول سنوات خمس عجاف، سيبدو أمراً شديد الصعوبة".

 

وبحساب الربح والخسائر، يقول الرنتاوي: "لا مجال للتردد في الاختيار، فالسياسة التي اتبعها الأردن حيال الأزمة، ظلت بالمجمل والحصيلة العامة، سياسة صائبة، مراعية للمصالح العليا للدولة الأردنية، رغم كونها لم تكن مقبولة تماماً من قبل جميع العواصم والمحاور.

 

ويتساءل الكاتب "ما الذي ستفعله القوة البرية التي يجري الحديث عنها، وما هي أهدافها الحقيقية، الظاهر منها والمعلن؟ ... وهل يمكن للأردن أن ينخرط في حرب لا تتحدد مسبقاً خطوط نهايتها، ومن هم حلفاؤك فيها ومن هم خصومك؟ ... وهل يمكن أن نتخيل سيناريو وقوف جندي أردني في مواجهة قتالية قبالة جندي سوري على سبيل المثال؟"

 

ويشير إلى أن إرسال قوات أردنية إلى شمال سوريا، قد يبدو يسيرا، ويتطلب أن تنحصر مهمة هذا القوات بمقاتلة تنظيم داعش، وهذا أمر غير مضمون، وأن يكون هناك توافق أمريكي – روسي على سيناريو التدخل، بما يعني، موافقة حلفاء كل من موسكو وواشنطن على “القوة البرية” من حيث تركيبها وتفويضها، وهذا أمرٌ لا يبدو أنه ممكنا في الأفق المنظور.

 

ويخلص الكاتب إلى أن الأردن ليس بصدد الاستجابة لدعوات التجييش أو فتح جبهة عسكرية من حدوده الشمالية مع سورية، سيما وأن كافة المؤشرات تدفع على الاعتقاد، بأن القوات النظامية السورية، ستكون قد وصلت إلى معبر “نصيب” و”الجمرك القديم”، قبل أن ينهي “الحلفاء” مشاوراتهم بشأن القوة البرية.

 

أما الكاتب فهد الخيطان، فيشير إلى التحذيرات الأردنية الداخلية، بعد ورود اسم المملكة ضمن الدول المرشحة للمشاركة بالتدخل البري الواسع في سورية، مؤكدا على أهمية الثقة بـ"الحكمة الأردنية" وعدم التشاؤم من "التقارير العابرة، بعد خمس سنوات من الصمود في وجه إغراءات التدخل.

 

ويضيف الخيطان أن من يسمون أنفسهم بالخبراء، رسموا مرات عديدة، سيناريوهات وخططا قالوا إنها جاهزة لتدخل أردني وشيك في سورية، ثم أثبتت الأحداث أنها مجرد مخططات في رؤوس أصحابها، وفي أحسن الأحوال تمنيات لبعض الأطراف التي ترغب في توريط الأردن فيما لا دخل له فيه.

 

ويؤكد الكاتب أن الأردن حدد دوره مبكرا في الأزمة السورية؛ والمتمثل بالعمل مع المجتمع الدولي من أجل حل سياسي ينهي الأزمة فيها، إضافة إلى الشراكة الكاملة مع كل القوى الدولية الراغبة في محاربة الجماعات الإرهابية.

 

وينتهي الخيطان إلى التساؤل "من يصدق أن الأردن وبعد التدخل الروسي المباشر في سورية، وميل واشنطن إلى تسوية تاريخية للأزمة، واندحار المعارضة المعتدلة لصالح الجماعات الإرهابية، يمكن أن يقدم على مغامرة مجنونة كمغامرة التدخل البري؟!"