اغتيال "عميد الأسرى" تحت الأبصار الروسية في سورية
احتل نبأ اغتيال الأسير المحرر والقيادي في حزب الله اللبناني سمير القنطار ، العناوين الأولى من نشرات الأخبار في مختلف وسائل الإعلام، كما ترك مجالا لإعادة القراءة بين أعمدة المقالات في الصحف الأردنية اليومية.
الكاتب جمال العلوي، يستذكر مسيرة "عميد الأسرى" ومشاركته بعملية "نهاريا" التي جرح خلالها بعد أن نجح بأسر الإسرائيلي داني هاران، واستمر في الاشتباك وقتئذٍ مع قوات الاحتلال على الشاطئ إلى أن اصيب بخمس رصاصات وتم أسره، حتى العام 2008.
ويضيف العلوي أن القنطار عاش "مقاتلا وأسيرا وها هو اليوم يرتقي شهيدا على أرض سورية العروبة بصواريخ الغدر الصهيوني التي امتدت له في شواطئ السواحل اللبنانية لتصفية حساب قديم معه وحساب جديد معه بعد أن كان له دور واضح في تفعيل الجبهة السورية من شطرها الجولاني".
ويردد الكاتب في ختام مقاله، بعد تمجيد روح القنطار التي تعمدت لبنانيا وفلسطينيا وسوريا، كلمات عميد الأسرى لدى الإفراج عنه: "لم أعد من فلسطين الا لكي أعود لها".
أما الكاتب أحمد عزم، فيرى في اغتيال القنطار في سورية، خبرا سيئا للشعوب العربية، حيث تستباح الأرض العربية مجددا، فيما الانشغال على أشده بالمعارك الداخلية؛ والفشل في ذروته في ترتيب الوضع السياسي، والتدخل الخارجي يتزايد.
ويستنتج عزم من هذا الحادث تبدد الشك بالتنسيق الروسي الإسرائيلي في المعادلة التي أعلنها الإسرائيليون حول عدم الممانعة من الجهد الروسي بحماية الرئيس السوري ونظامه، مقابل عدم وقوع مواجهة بالخطأ، "فالروس دخلوا معركة النظام للبقاء، ولكن وجودهم لا يعني شيئاً بالنسبة للمعادلات الإقليمية".
ويخلص الكاتب إلى القول إن حزب الله سيكون محرجا جدا إن لم يقم برد فعلي على اغتيال القنطار يتذكره الناس، لافتا إلى عدم رد الحزب على القيادي العسكري فيه عماد مغنيه وغيره.
فيما يشير الكاتب عيسى الشعيبي، إلى تصدر خبر اغتيال القنطار لوسائل الإعلام سريعا، خلافا لحالات التكتم السوري على مثل هذه الحوادث، لافتا إلى بعض التقارير التي تؤكد وقوع نحو خمس عشرة غارة إسرائيلية وقعت العام 2015، منها ست غارات بعد التدخل الروسي في سورية.
ويضيف الشعيبي أن ما أثار الحرج، وفاقم حالة الذهول هذه المرة، أن اختراق الأجواء السورية حدث في ظل سيطرة روسية على هذه الأجواء المستباحة في الشمال والشرق، فيما هي محمية في وسط البلاد وفي جنوبها، بفضل منظومة الصواريخ الروسية المضادة "S400".
ويرجح أن يفتح الانتهاك الإسرائيلي للأجواء السورية تحت الأبصار الروسية، أسئلة كثيرة لدى سائر الجهات المعنية، التي تجد نفسها الآن مطالبة بمراجعة عاجلة لتلك الافتراضات والتمنيات والسيناريوهات المترتبة على حدوث هذا الخرق العميق، في ظل التنسيق المعلن بين إسرائيل وروسيا.
يذكر أن أمين عام حزب الله حسن نصر الله، حمل عشية الحادث، الجانب الإسرائيلي مسؤولية اغتيال القنطار في ضواحي العاصمة السورية، مؤكدا على حق الحزب بالرد على الحادث في الوقت والمكان والطريقة التي يراها مناسبة، على حد تعبيره.