اعتصام "الأردنية".. بين الحوار والفض
يواصل عدد من طلبة الجامعة الأردنية اعتصامهم المفتوح، رفضا لقرار رفع الرسوم لنظام الموازي والدراسات العليا، في وقت يتحدث فيه المعتصمون عن تلويح الإدارة بفض فعاليتهم بالقوة، بعد تأكيدها انفتاحها للحوار ودراسة مطالبهم.
الكاتب حلمي الأسمر، يؤكد على تقديره لموقف رئيس الجامعة الأردنية الدكتور اخليف الطراونة، بعدم منع الاعتصام السلمي لطلبتها، واقتراحه لمجلس الأمناء بأن يلتقي ممثلين عن الطلبة المحتجين، ونفيه في التوجه إلى فض الاعتصام بالقوة.
ويرى الأسمر في الاعتصام ممارسة حضارية، وحقا من حقوق الطلبة، مع إدراك الأعباء التي تثقل كاهل الجامعة، وفي الوقت نفسه، صعوبة تحمل الطلبة وأولياء أمورهم للزيادة الفلكية في الرسوم.
فـ"التعليم لدى الأسرة الأردنية أصبح يوازي الأكل والشرب، وأي زيادة في هذه الأعباء، تشكل ضغطا على العصب الحي المكشوف، لأناس يجدون عنتا ومشقة وصعوبة متضاعفة في تأمين مستلزمات الحياة الأساسية، والتعليم الجامعي غدا جزءا منها".
ويلفت الكاتب إلى أن الاعتصام جاء كآخر الطب، وهو الكي، بعد أن استنفذ الطلبة كل السبل للوصول إلى مطالبهم.
ويعرب الأسمر عن أمله بأن تترجم رؤية مدير الجامعة، ويفتح مجلس الأمناء حوارا جادا مع ممثلي الطلبة، بعيدا عن الوعيد والتهديد، وبما يكفل خروج الجميع بحل مريح، أو قل ما يحقق المصلحة العامة للأطراف دونما ظلم لأحد.
أما الكاتب عمر عياصرة، فيرى أن "الفعالية الحالية تعد مختلفة عن سابقاتها الكثيرات، في كونها اعتصاما مفتوحا، فالطلبة مصرون على الاستمرار في فعاليتهم إلى حين إسقاط القرار.
والملفت، بحسب العياصرة، هو أن رئيس الجامعة اشتبك مع الاعتصام المفتوح بروح مقبولة ويحاول أن يمارس معهم سياسة الاحتواء، فلم يكن قاسيا ليقرر فض الاعتصام، وبالمقابل لا يعطيهم وعدا إلا من باب موارب، ولعله هنا يراهن على "لياقة الاعتصام"، وقصر نفس المعتصمين.
فيما يتمثل أجمل ما في الاعتصام بأنه يقدم خطابا عميقا غارقا في مفهوم العدالة الاجتماعية، فالمطالبات تتركز على أن رفع الرسوم طريق لطبقية التعليم"، يقول العياصرة.
ويطالب الكاتب أطالب إدارة الجامعة بالاستماع إلى الطلبة وعدم إغفال مطالبهم ومن ثم التوافق معهم على صيغة ترضي الجميع.