إسرائيل لا تثق بقدرة الأردن على صد "تمدد داعش"

إسرائيل لا تثق بقدرة الأردن على صد "تمدد داعش"
الرابط المختصر

عبرت الدوائر الأمنية الإسرائيلية، بحسب ما نقلت صحيفة يديعوت أحرنوت العبرية، عن تخوفها من عدم قدرة الأردن  على التصدي لإمتداد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش"، الأمر الذي قد يزيد من احتمالية انتقاله إلى الضفة الغربية وإسرائيل.

هذا التخوف دعا وزير الداخلية الإسرائيلي "جدعون ساعر"  للتشديد على ضرورة ضم غور الأردن في الضفة الغربية إلى إسرائيل، بوصفه عمقاً إسراتيجياً لن تتنازل عنه إسرائيل بسهولة ونقطة تأمين أولى للداخل الإسرائيلي، بحسب المحلل السياسي والكاتب عريب الرنتاوي.

وتبحث الدولة العبرية في إبقاء قواتها في غور الأردن، على طول الحدود لمجابهة أي خطر محتمل قد يهددها.

ويرى الرنتاوي، بحسب ما قال لـ"عمّان نت" أن "داعش" أو التخوف من تمدد الجماعات الإسلامية المتشددة كان له دور كبير في إنهيار عملية السلام الإسرائيلية الفلسطينية، مشيراً إلى أن إسرائيل غير مطمئنة من قدرة السلطة الفلسطينية على الحفاظ على الأمن في الضفة ومنع وصول الجماعات الإسلامية المتشددة التي قد تستغل الأرض الفلسطينية لضرب أمن إسرائيل.

ووسط هذا التخوف الإسرائيلي أكد الملك عبدالله الثاني أن الأردن يراقب ما يجري في الأقليم وهو "قوي وقادر على التعامل  مع أي تطورات".

إسرائيل تخشى وصول داعش إلى الأردن

وتخشى إسرائيل من وصول "داعش" إلى الأردن، بعد أن سيطر على مساحات واسعة في سوريا بدايةً وفي العراق مؤخراً.

ويتمثل تخوف إسرائيل بحسب محلل صحيفة يديعوت احرنوت للشؤون العسكرية "رون بن يشاي" في توابع وصول الجماعات الإسلامية المتشددة إلى الأردن، وانعكاسات ذلك على اتفاقية السلام الموقعة والصامدة بين البلدين منذ عام 1994، رغم المطالب الشعبية المستمرة بإنهائها، والتي كانت اخرها بعد مقتل القاضي الأردن رائد زعيتر على معبر الكرامة نهاية آذار الماضي.

رغم التوتر الملموس بين البلدين، إلا أن التنسيق الأمني ما بين الأردن وإسرائيل ما زال "قوياً" بحسب ما تؤكد إسرائيل.

 "إسرائيل لم تعد تثق بأحد" هكذا يرى الرنتاوي، والذي يقول إن إسرائيل بدأت تدعو إلى الاعتماد المطلق على ذاتها لحماية أمنها الداخلي والخارجي، وبخاصة أن إسرائيل ترى أن الأردن لديه قواسم أيدولوجية وطائفية مع "العراق وسوريا" والتي من شانها أن تعزز من احتمالات توجه داعش نحو الأردن بعد بسط نفوذها داخل سوريا والعراق.

وترى إسرائيل أن الأردن لا يمتلك القدرات الدفاعية التي تؤهله لصد هجوم داعش، وربما يعجز عن حماية النظام الملكي في عمّان.

الأردن: قادرون على حماية أراضينا وداعش لا تنوي التمدد تجاه الأردن

صمت الأردن عدة أيام بعد سيطرة "داعش" على بعض المحافظات العراقية قبل نحو أسبوع، إلا أنه سرعان ما أكد عبر "قيادة الجيش ووزير الداخلية" أن الأردن قوي وقادر على حماية أراضيه.

 ولم يتوقف حد التصريحات عند الدوائر الأمنية إنما وصلت الملك عبدالله الثاني، والذي أكد  بدوره أن الأردن يتابع ما يجري في الأقليم، وأنه قوي وقد اتخذ كافة الاحتياطات اللازمة.

وانتشرت قوات حرس الحدود الأردنية على طول الحدود المشتركة ما بين الأردن والعراق، واتخذت مواقع الدفاعية.

وأيضاً يرى محللون وقادة في التيار السلفي الجهادي الأردني المقرب من "داعش" أن الأخير لا ينوي التمدد اتجاه الأردن، ربما حالياً فقط، لإنشغاله في "تأمين" المناطق التي احتلها في العراق، ورغم ذلك لا يستطيع أحداً الجزم "بنوايا" ومخططات "التنظيم الطموح".