أمراض تبقى في أعماق المواطن بغياب "الصحة النفسية"

أمراض تبقى في أعماق المواطن بغياب "الصحة النفسية"
الرابط المختصر

لا يزال مفهوم الصحة النفسية، شبه غائب، أو يستقبل بنظرة سلبية في المجتمع الأردني، رغم النظرة العالمية القلقة تجاه تنامي الأمراض النفسية.

 

وتظهر الإحصاءات أن 95% ممن يعانون من اضطرابات نفسية في المملكة، لا يحصلون على العلاج المناسب، فيما تتجه قطاعات كبيرة من المجتمع إلى طرق غير صحيحة لعلاج أمراض لا يعرفون أسبابها.

 

ويوضح الأخصائي النفسي باسل الحمد، بأن أغلب المواطنين يلجؤون إلى اتباع أساليب علاجية خاطئة، كالتوجه إلى المشعوذين، أو تناول عقاقير غير مناسبة دون مراجعة الطبيب.

 

ويؤكد الحمد على أهمية تغيير النظرة المجتمعية النمطية السلبية لمفهوم الصحة النفسية، مشيرا إلى أنها لا تقتصر على المصابين بالاضطرابات النفسية، إذ تشمل تقديم المشورة للأشخاص الذين يتعرضون لضغوط حياتية.

 

وتساهم الصحة النفسية بتحسين إنتاجية العديد من الأفراد، وتزيد من إبداعاتهم بعد تلقيهم العلاج المناسب، والوقوف عند تفاصيل تتعلق بحياتهم وعلاقاتهم الاجتماعية، بحسب الحمد.

 

منظمة الصحة العالمية تتوقع أن يتصدر الاكتئاب قائمة الأمراض في العالم بحلول العام 2020، بعد أن احتل المرتبة الثانية خلال الفترة الحالية.

 

كما تشير الدراسات الى احتمالية إصابة شخص من كل أربعة أشخاص على الأقل، في فترة من فترات حياتهم بالاضطرابات النفسية، نتيجة ضغوطات الحياة اليومية.

 

ويؤكد الحمد أن الصحة النفسية تحتاج إلى إقرار قانون خاص بها، يتضمن حقوق المرضى، وواجباتهم وكيفية تعامل الطبيب المختص مع المصابين، محذرا من خطورة عدم شمول المرضى النفسيين بالتأمين الصحي، الأمر الذي  يجب على الحكومة دراسته، نتيجة التكاليف العلاجية الباهضة التي تحول دون تلقي الكثيرين للعلاج.

 

نفسيون يطالبون بنقابة خاصة

 

تؤكد منسقة مشروع نقابة الأخصائيين النفسيين فداء أبو الخير، على ضرورة مناقشة مجلس النواب لقانون النقابة خلال الدورة المقبلة، بعد عدم إدراجه على جدول أعمال الدورة الاستثنائية الحالية.

 

وتلفت أبو الخير إلى الفوائد الكبيرة التي تعود على الفرد والمجتمع بإقرار القانون وتأسيس النقابة، لما للأخصائيين النفسيين من دور هام بعلاج الأمراض النفسية المتنوعة التي قد تتعرض لها مختلف شرائح المجتمع.

 

فـ"تشكيل نقابة للأخصائيين النفسيين يوضح الأطر السليمة لممارسة المهنة، وتحفظ للأخصائيين حقوقهم، كما تساهم بالحد من التجاوزات وحالات الفوضى العشوائية، كتعين أشخاص غير مؤهلين للعمل في هذا المجال"، بحسب أبو الخير.

 

ويبلغ عدد خرجي التخصصات النفسية من حاملي شهادة الدكتوراة والماجستير ما يقارب 200 شخص، فيما تفوق أعداد حاملي شهادة البكالوريوس هذا العدد بكثير.

 

وتشير آخر الدراسات الأكاديمية إلى أن ما نسبته 12-20% من الأردنيين يعانون من اضطرابات نفسية، أي ما يعادل مليونا و750 ألف مواطن تقريبا.

أضف تعليقك