SMS مغرية للمواطن ومربحة للشركات
أضيفت اشتراكات ومسابقات الرسائل القصيرة إلى طقوس مواسم الأعياد والمناسبات، فبالنسبة لشركات مزودي الخدمة تعتبر هذه المواسم من الفرص السهلة لرفع ميزانيتها.فالمغريات التي تعرضها الشركات الكبرى لخوض غمار المسابقة أمام المواطن كثيرة ( شقة، سيارة، ملايين الدنانير)، تدفع العديد من المواطنين للمشاركة رغم تكاليف الرسالة الباهظة.
وكذلك الحال بالنسبة للمسابقات التي تعرض على شاشة التلفزيون هي الأخرى مكلفة، وقد يصل سعر الدقيقة الواحد إلى أربعين قرشا، فعملية التحويل من سؤال لسؤال تستغرق دقيقة، فاحسب كم دقيقة تحتاج لإنهاء المكالمة؟!،.. فلا يشعر الشخص بالمصبية إلا بعد حصوله على فاتورة هاتفه الشهرية، فتقول بحزم: "لن أكررها مرة أخرى"!.
ولكن المغريات تدفعك لتكرار والتكرار أملا بالفوز!.
هذه الظاهرة، بدأت بالانتشار مع كثرة استهلاك الهواتف الخلوية من قبل المواطن الأردني حيث أشارت الدراسات إلى أن 850 ألف أسرة أردنية تستخدم الهاتف الخلوي.
فالمواطن لم يعتمد فقط على الرسائل للمشاركة في المسابقات، بل اعتبرها أنها وسيلة للتبادل التهاني والتبريكات والأخبار والنكد، بالإضافة إلى المحال التجارية التي اعتبرتها هي الأخرى وسيلة للترويج عن بضاعتها.
البعض وجد ان هذه الرسائل طغت على العلاقات الاجتماعية في حين اعتبرها البعض عكس ذلك...
محمد، لا يجد أن الاعتماد على الرسائل القصيرة يلغي العلاقات الاجتماعية بل وسيلة للتقريب وقال:" من 400 إلى 550 رسالة إرسالها تحديدا يوم الجمعة لمعارفي، واعتبرها أن ربح تجاري للشركات لكن لا استطيع الاستغناء عنها رغم تكلفتها المادية فإنها بنظري ارخص من تكلفة الاتصال".
حسن ليست لديه ثقافة إرسال الرسائل القصيرة، شارك مرة واحدة في بالمسابقة ولكنه وجد:" لم اقتنع مطلقا
"مش جايبة همها" فضلا انها بحاجة إلى ميزانية كبيرة فلا يوجد أي شفافية بتكلفة تسعيرة الرسالة القصيرة".
وأضاف:" برأي فان الاعتماد كليا على الرسائل القصيرة يحد من العلاقات الاجتماعية نوعا ما ولا يقربها".
صالح، اعتبر أن المواطن يقع ضحية الشركات فكل هذه الرسائل ليس إلا مجرد ربح تسعى الشركة لاستحقاقه من المواطن ويقول:" لا أحبذ إرسال المسجات نهائيا، فالتكلم هاتفيا أقوى بنظري ويقرب المشاعر،ولم أشارك في أي من هذه المسابقات التي تعرض على عبر وسائل الأعلام لأنني لا أومن بجديتها".
"أس أم أس" على الفاضي والملايين!
الكاتب الساخر احمد حسن الزعبي، وفي مقالته له أوضح أن هناك شيئان يكثران في الأعياد والمناسبات وفي رمضان ومنها الشحادة واشتراكات الرسائل القصيرة "الاس أم أس'' وفي متنها:" إذا أردت أن تأخذ حكمة من مراهق أرعن،أرسل رسالة قصيرة (صب حكمة) وأرسلها على الرقم الفلاني وهو سيصبّ تفاهته عليك، وإذا أردت أن تحصل على نصيحة من واحد ''شلاتي'' أرسل كلمة (صب شلاتي) على الرقم الفلاني وهو سيصب ''شلاتيته عليك''.
وأضاف الزعبي:"وإذا أردت أن تعرف برجك أرسل كلمة (صب برج) على الرقم الفلاني وقرود الدنيا سوف تنزل عليك،إذا أردت أن ''تزهق حالك'' من الصور والعبر والنكات البالية أرسل كلمة ( صب زهق) والشركة سوف تصب ''زهقها'' عليك، وإذا أردت أن تعرف صلاحيّة وضوئك أرسل كلمة (صب وضوء) على الرقم الفلاني وستأتيك رسالة قصيرة تبين مدة صلاحية وضوئك وآخر مرة قمت بتجديده ومتى يجب عليك إعادة التعبئة، مواعيد الصلاة، زكاتك، السحور، نقع التمر هندي، حلاقة ذقنك، عطستك، كله أصبح عن طريق شركات ''الأس أم أس''.
وأنهى الزعبي مقالته (بصراحة ربنا ) نحن أساتذة في اختراع وتصنيع وتغليف وتصدير (الكلام الفارغ)!!.
50% من التكلفة لشركات الاتصال!
مدير التطوير التجاري لشركة Bee Cellهاني ثلجي، أوضح لعمان نت أن 10% من كلفة الرسائل القصيرة تذهب لحكومة، في حين 50% لشركات الاتصال، و60% موزعة ما بين الشركة مزودة الخدمة وبين الشركة المعلنة وقال لعمان نت:" يكثر عملنا في فترة الأعياد وفي الشهر الفضيل، وتعتمد تكلفة الرسالة على طبيعة المسجات التي يتم إرسالها فسعر رسالة المسابقة تتراوح من 10 إلى 20 قرشا وتعتمد تكلفتها بحسب طبيعة الجائزة المقدمة".
وأضاف ثلجي:" بالنسبة للرسائل المعادية تكون من شخص لشخص وتكلفتها ليست عالية ولا يكون لنا دور فيها لأنها مجانية".
.وهنا لا شك فان الشركات مزودة الخدمة تبدأ بالتنافس في مواسم الأعياد لزيادة عدد زبائنها الراغبين في ترويج خدماتهم
ثقافة التواصل الالكتروني!
د.مجد الدين خمش رأى أن إرسال الرسائل القصيرة لم تلغي أي من العلاقات الاجتماعية بل قربتها وقال لعمان نت:" مع دخول المجتمع مرحلة الهاتف الخلوي زاد من ثقافة التواصل الالكتروني فلا شك أن إرسال الرسائل أضافت زخم جديدا من الاتصال والتواصل في ظل انشغال الناس في أمور الحياة فهذه المسجات تذكر الناس بعضهم البعض".
وعن مشاركة المواطن بالمسابقات بين خمش:" المواطن أصبح لدية العديد من المهارات الالكترونية يرغب باستخدامها، فالشركات ترغب أن تكون تفاعلية فتطرح مثل هذه المسابقات والمواطن يشارك رغم انه لن يحني أي ربح في اغلب الأحيان".
ووجد خمش أن ثقافة التواصل الالكتروني مرشحة للازدياد مع تطور الزمن ودخول احدث أنواع التكنولوجيا.
إستمع الآن











































