4-7 % من مسني الأردن يعانون انتهاك حقوقهم

الرابط المختصر

بالتزامن مع اليوم العالمي لكبار السن "فوق 60 عاما" صدرت دراسات كشفت أن 4-7% من كبار السن يعانون من أشكال الانتهاك في المنزل وعدم حصولهم على كافة حقوقهم.وتبلغ نسبة المسنين 6.4% من سكان الأردن وفق لدراسة صدرت أول من أمس عن المجلس الوطني لشؤون الأسرة، ومن المرجح أن ترتفع هذه النسبة بسبب التحسن الذي طرأ على الخدمات الصحية والتغذية وزيادة التعليم وانخفاض نسبة الوفيات. في حين بلغ عدد كبار السن من عمر 60 فأكثر في العالم، لعام 2001 حوالي 688 مليون مسن ومن المتوقع أن يصل عددهم إلى 2 بليون بحلول عام 2050.

وتأخذ الإساءة ضد كبار السن الأشكال التالية: التسبب بالألم أو الإصابات الجسمية والاستخدام غير مشروع لأموالهم أو ممتلكاتهم والإساءة النفسية والعاطفية من استغلال وتهديد وتحقير وعدم تلبية حاجاتهم الأساسية من مأكل وملبس ومأوى ورعاية صحية.
 
أم مجدي ربة بيت يعيلها زوجها، زوجها ذو الـ65 عاما يعمل بأجر بالكاد يغطي مصاريف الأسرة الشهرية ولا يبقى ما يدخرونه للأيام التي لن يعود فيها أبو مجدي قادرا على العمل. وتقول: "إذا توقف زوجي عن العمل فأولادي سيوفرون لنا الرعاية، ولكن على الحكومة أن يكون دورها اكبر وتكون مسؤولة عنا نحن هذه الفئة التي لا تقوى في بعض الأحيان على توفير قوت يومها. ورغم شمولنا بالتأمين الصحي إلا أن هذا برأي غير كاف مطلقا، لا من قبل الحكومة ولا حتى من قبل أبنائنا كلاهما مقصر".
 
المعونة الوطنية.. هل تكفي؟
سعود البراري مدير الأسرة والمرأة والطفل في التنمية الاجتماعية أوضح في حديثه لعمان نت أن الوزارة تعنى بشكل كبير بفئات كبار السن العاطلة عن العمل وقال:" هذه الفئة تكون غير مشمولة بالضمان الاجتماعي وبالتقاعد ، فنقوم نحن بالوزارة بدراسة أحوالهم الاقتصادية وصرف معونات من خلال صندوق المعونة الوطنية في حال عدم قدرة عائلتهم بالصرف عليهم".
 
وأضاف:" وفي حال عدم وجود أسرة للمسن نقوم بإيداعه بإحدى المؤسسات كبار السن وندفع كافة مستحقاته سواء كان في القطاع الخاص أو التطوعي، فضلا أن كافة كبار السن مشمولين بالتامين الصحي".
 
هذا ويقوم صندوق المعونة الوطنية بصرف مبلغ مقداره 35 دينارا شهريا لكبار السن العاطلين عن العمل. لكن كثيرين ما زالوا بانتظار دورهم بالحصول على هذه المعونة التي، إن حصلوها، لا تكفي لتغطية الحاجات الأساسية من مأكل ومسكن وعلاج لمسن واحد، بعد الغلاء الذي شهده الأردن خلال السنوات الأخيرة.
 
من جهة أخرى، أوضح خالد القصير الناطق الإعلامي بالضمان الاجتماعي لعمان نت أن المؤسسة فقط تشمل العاملين بخدماتها "نحن غير معنيين كمؤسسة بهذه الشريحة فهناك جهات أخرى تقدم خدماتها كوزارة التنمية الاجتماعية وصندوق المعونة الوطنية وليس لدينا خطط مستقبلية لشمول هذه الفئة بالضمان الاجتماعي".
 
أخيرا.. تأمين صحي شامل
هذا وكانت الحكومة قد قررت فتح مظلة التأمين الصحي الاختياري للفئات العمرية بين 7 أعوام إلى 60 عاما، في مسعى للوصول إلى تأمين جميع هذه الفئات مع نهاية العام المقبل. ويشار إلى أن مجلس الوزراء وافق في مطلع تشرين الثاني 2006 على تخصيص سبعة ملايين دينار في مشروع قانون الموازنة للعام الحالي لغايات شمول كبار السن الذين تزيد أعمارهم على 60 عاما.
 
إستراتيجية وطنية لكبار السن!
وبمناسبة اليوم العالمي لكبار السن أطلق المجلس الوطني لشؤون الأسرة إستراتيجية وطنية وهي الأولى في الأردن لرعاية المسنين في الأردن.
 
وتهدف هذه الإستراتيجية إلى تمكين كبار السن من المشاركة بالمجتمع والقضاء على جميع أشكال العنف والتمييز ضدهم والالتزام بتحقيق المساواة بين كلا الجنسين، بالإضافة إلى تحسين نوعية الحياة وتمكينهم من العيش باستقلالية.
 
مديرة وحدة السياسيات في المجلس الدكتورة منى هندية قالت لعمان نت أننا نسعى من خلال هذه الإستراتيجية على تقديم أفضل رعاية ممكنة لكبار السن لمواجهة تحديات الشيخوخة " كما هو معروف فان كبار السن أصبحوا الآن مشمولين بنظام التامين الصحي الشامل، وما نسعى إلية في المجلس العمل على الاهتمام بالصحة والرعاية المنزلية داخل الأسرة سنقوم بتوزيع كتيب يساعد الشخص على كيفية التعامل مع المسن بظروف مختلفة".
 
وأضافت:" من خلال عقد ندوات ومحاضرات جامعية عن كيفية التعامل مع كبار السن بالإضافة أننا سنركز على الخدمات الصحية الوقائية التي تقلل من حدوث الأمراض المزمنة ومضاعفاتها وهذا  سيخفض من تكلفة الرعاية الصحية على كبار السن والتي وصلت إلى 74 % من إجمالي النفقات من الأردن الصحية".
 
وتابعت هندية" فيما يتعلق بالأردن فان نسبة كبار السن آخذة في الارتفاع البطيء" والسبب كما عزته هندية يعود إلى تغيير في نمط المعيشة والتأثر بالعوامل الاقتصادية والاجتماعية كزيادة عدد الأسر النووية وانخفاض نسبة الأسر الممتدة التي كانت توفر الرعاية للمسنين.
 
وبينت هندية أن فئة كبار السن في الأردن من الفئات العمرية التي يجب تدرس بشكل جدي" إذ يتوقع أن تزيد نسبتها من السكان إلى 7.6 % عام 2060 والذي بدورنا وبدور كافة الجهات يستوجب علينا التخطيط الاستراتيجي لمواجهة المتطلبات الصحية والنفسية والاجتماعية والاقتصادية الخاصة بكبار السن من اجل توفير حياة كريمة ذات نوعية عالية لهذه الفئة".
 
وتابعت:" مع انخفاض معدل الوفيات وارتفاع العمر المتوقع عند الولادة يصل إلى 71.5 سنة عند الرجال و72.4 سنة عند النساء وهذا يعتبر من أهم المؤشرات الصحية الدالة على الانجازات التي حققها الأردن نتيجة تطبيق الاستراتيجيات الوطنية الرامية إلى تحقيق التنمية المستدامة.
 
وبتاريخ 14 من كانون الأول عام 1990 عينت الجمعية العامة للأمم المتحدة اليوم الأول من تشرين الأول ليكون اليوم الدولي لكبار السن وذلك كمتابعة لمبادرات الأمم المتحدة مثل خطة عمل فيينا المتعلقة بالشيخوخة وصادقت عليها الجمعية العامة في وقت لاحق من هذا العام.