2020 العام الأسوأ سياحياً في تاريخ البترا
تعرضت السياحة في البترا لأزمات عدة، رافق أغلبها الأحداث السياسية التي مرت بها المنطقة ودول الجوار، وكانت تؤثر على توجهات السياح تجاه منطقة الشرق الأوسط، وتقلل من أعدادهم، إلا أن العام 2020 ونتيجة تداعيات كورونا، كان هو الأسوأ سياحيا.
هكذا يصف الحال ماجد معمر النوافلة صاحب محل بيع تحف في ساحة مركز زوار البترا، فمنذ منتصف شهر آذار وبدء تداعيات الجائحة في المنطقة، توقفت السياحة الوافدة، وأغلقت غالبية المحلات، ولم يعد غالبية العاملين في القطاع من أبناء اللواء، وهم بالآلاف، يحققون أي دخل مادي.
أما المساعدات فلم تشمل قطاع التحف وغيرها من القطاعات السياحية الأخرى العاملة في المنطقة، في وقت يعاني فيه أصحاب المحلات والمستثمرون في القطاع، من تراكم الأجور وكلف التشغيل، رغم أن محلاتهم مغلقة ولم تحقق أي دخل يذكر. فكورونا الجائحة وفقا للنوافلة، كانت أسوأ من كل الأزمات السابقة التي عصفت بالقطاع. ويتفق معه رئيس جمعية الخيول محمود هارون الحسنات، الذي يعتبر أن هذا العام كان الأقسى، خصوصا وأنه أسهم بتوقيف دخول الكثير من العاملين في القطاع والمستفيدين منه، وبشكل لم يسبق له مثيل. الحسنات دعا إلى مزيد من الدعم للبترا بصفتها من أكثر المناطق تضررا من الجائحة، لأن ما يزيد على (80%) من مجتمع اللواء، يعتمد على الدخل السياحي، فيما تضررت بسبب توقف حركة الكثير من القطاعات الأخرى، لا وبخاصة التجارية، نتيجة ضعف القدرات الشرائية للمواطنين.
ويؤكد رئيس جمعية الفنادق طارق الطويسي، أن هذا الحال قد انعكس على الجميع، فغالبية الفنادق والاستثمارات السياحية المتعددة في البترا، أصبحت معطلة، وبشكل غير مسبوق. وطالب بضرورة مراعاة الظروف الصعبة التي تمر بها المنطقة، وترحيل التزامات الأهالي المتضررين لمرحلة ما بعد الجائحة، وإلى حين أن يستعيد القطاع السياحي عافيته، مشيرا إلى أن أهالي اللواء قد تضرروا من ناحية، وأرهقتهم الالتزامات من جانب آخر. وأشار إلى أن الفنادق السياحية التي كانت تعج بالسياح في مثل هذا الوقت من العام الماضي، باتت فارغة الآن ومغلقة ولم تحقق أي نسب إشغال تذكر، وهذا دليل على حجم الخسائر والمعاناة. ووصف المواطن محمود النوافلة هذا العام بأنه (عام الديون والخسائر)، فجميع من يعمل ويستثمر في القطاع قد خسر، فهناك من خسر عمله، وهناك من خسر بسبب توقف استثماره، فيما باتت مسألة القروض وأقساطها والفواتير والأجور والالتزامات الأخرى، تشكل تحديا حقيقيا، أمام مجتمع تعطلت أهم القطاعات الحيوية فيه. وأشار إلى أن الجميع في البترا سواسية أمام الخسائر التي تسببت بها الجائحة، فتوقف السياحة وخصوصا الوافدة، قد أنعكس أيضا على دخل الحكومة المتأتي من تذاكر الدخول، وعلى المواطنين الذين يعمل غالبيتهم في السياحة. ويدعو الحكومة إلى ضرورة وضع مزيد من الحلول، والقيام بإجراءات استباقية تكفل عودة السياحة حال انتهاء الجائحة. يشار إلى أن حركة السياحة الوافدة قد توقفت في البترا منذ منتصف آذار الماضي، وتزامنا مع بدء تأثر المملكة بشكل مباشر بفيروس كورونا، ما أسهم بإغلاق غالبية الاستثمارات السياحية وعدد واسع من المحلات التجارية، منذ ذلك الوقت وحتى الآن.