18 سؤالا وجواباً حول السلفية

18 سؤالا وجواباً حول السلفية
الرابط المختصر

1- ماهي السلفية؟

يصعب تعريف السلفية بمفهوم عام للتنوعات والتيارات المتضاربة التي تحتويها، ولكن التعريف المتداول والبسيط يقول أنه تيار إسلامي ومدرسة فكرية سنية تدعو إلى العودة إلى "نهج السلف الصالح" بحسب رؤيتهم له. أما التعريف المعاصر لهم فيتمثل بكونهم مدرسة من المدارس الفكرية الحركية السنية التي تستهدف إصلاح أنظمة الحكم والمجتمع والحياة عموما إلى ما يتوافق مع النظام الشرعي الإسلامي.

2- ما هي أبرز التيارات السلفية؟

هناك من يقسم السلفية إلى 3 تيارات أو مدارس رئيسية وهي المدرسة التقليدية أو المحافظة وتنشغل بالدعوة والعلم الشرعي من خلال حلقات دينية ونشاطات مشتركة، مع رفض الالتزام بصورة رسمية أو علنية بإطار حزبي أو تنظيمي معين، إذ يعتبرون ذلك مخالفا لمنهجهم، والمدرسة الثانية هي اﻹصلاحية التي تؤمن بالعمل السياسي بالطرق السلمية، أما المدرسة الثالثة فهي السلفية الجهادية وهي الوجه الراديكالي أو المتطرف للسلفية التي غالباً ما تؤمن بالعنف ورفض اﻵخر لتحقيق أهدافها.

3- ماهي مطالب السلفيين في الأردن؟

يطالب السلفيون في الأردن بتحكيم شريعة الاسلام في مختلف مناحي الحياة أو ما يعرف حديثا بالإسلام السياسي، وبعد أحداث الزرقاء تركزت مطالبهم على الافراج عن قيادات التيار.

4- إلى أي مدرسة ينتمي السلفيون ممن شاركوا في أحداث الزرقاء؟

السلفيون الذين شاركوا في أحداث مدينة الزرقاء يصنفون مع المدرسة الثالثة ألا وهي السلفية الجهادية

5- ماهو موقف التيارات السلفية من الثورات العربية؟

تباينت مواقف السلفية من الثورات العربية بحسب تياراتها، فالسلفية التقليدية حرمت المشاركة في أي فعالية سلمية للتعبير عن الرأي، مهما كانت ظروفه ومهما كان من يحكمه. وعلى النقيض تماما من ذلك، تبنت السلفية الجهادية تنظيم مسيرات واعتصامات في أكثر من محافظة من محافظات المملكة، وتوعدوا بالمزيد من الحراك في حال عدم تلبية مطالبهم.

ويقول بعض المتتبعين للحركات الاسلامية أن هنالك تنسيقاً إلى حد ما بين التيارات السلفية في مختلف الدول وذلك رغم عدم وجود إطار تنظيمي للسلفية. إلا أن البعض الآخر يعتبر ظهورهم بقوة في آن معاً طبيعياً في ظل اتساع مساحة التعبير عن الرأي.

6- كيف ينظر السلفيون إلى مفهوم الديمقراطية؟

يرفض السلفيون الديمقراطية كنظرية سياسية، ويروجون لمصطلح "الشورى" كبديل شرعي إسلامي لها. كما يرفضون كافة المذاهب السياسية العلمانية السائدة، يمينية كانت أو يسارية. ويقول السلفيون أن الأيديولوجيات العلمانية التي تحكم اللعبة السياسية في البلدان الإسلامية هي أيديولوجيات غربية مستوردة وغريبة عن روح الإسلام وتعاليمه.

,الديمقراطية، بحسب هذا الخطاب، نظام كفري مستورد ومتناقض مع الشريعة، فالألباني يشدد على أن "الديمقراطية والتي تعني أن الشعب مصدر السلطات جميعا مناقضة للشريعة الإسلامية والعقيدة.

7- كم يبلغ عدد السلفيين في الأردن؟

لا توجد أرقام دقيقة حول أعداد اتباع التيار السلفي في الأردن، ولكن بعض الباحثين يشيرون إلى ان أعدادهم لا تتجاوز الـ7 آلاف.

8- متى برزت السلفية في الأردن؟

بدأت السلفية التقليدية تبرز في الأردن في الثمانينيات من القرن الماضي، عندما جاء الشيخ ناصر الدين الألباني وهو من أشهر شيوخ الدعوة السلفيَّة في العالم إلى عمان، فبدأت أعداد اتباع السلفية بالتزايد من خلال دعوانه وفتاويه وكتبه التي انتشرت خارج اﻷردن أيضاً.

9- متى برزت السلفية الجهادية في اﻷردن؟

مع بداية التسعينات، برز الوجه الآخر للسلفية (الجهادي) على يد الأب الروحي له عصام البرقاوي (أبو محمد المقدسي) وأحمد فضيل الخلايلة (أبو مصعب الزرقاوي) وكان اعتقالاهما بداية الخلاف بينهما، ليتحول فيما بعد خلافا منهجيا وفكرياً في قيادة التيار الجهادي نفسه.

بعد الإفراج عنهما عام 1999 بعفو ملكي، خرج الزرقاوي من السجن متجها لأفغانستان فيما اتجه المقدسي للتنظير والعمل الدعوي.

وبدا هنالك تطور واضح في اﻷردن لدى هذا التيار خلال السنوات الماضية تمثل بعدم القيام بأي نشاط مسلح في اﻷردن، حيث أعلن منظر التيار الشيخ أبو محمد المقدسي أنه لا يجوز استهداف اﻷبرياء الذي يقوم به تنظيم القاعدة في العراق، وجاء ذلك في مواجهة أبو مصعب الزرقاوي الذ كان حينها يترأس القاعدة في العراق.

10- أين تنتشر السلفية؟

تنتشر السلفية في مختلف أنحاء العالم الإسلامي، فيتواجدون في شبه الجزيرة العربية واليمن ومصر والعراق والشام وشمال إفريقيا. وتتبى السعودية الفكر السلفي بشكل رسمي، كما وأن في هذه الدول وغيرها جماعات وجمعيات تتبنى المنهج السلفي وتسعى لنشره، مثل: جماعة أهل الحديث في باكستان والهند، وجماعة الدعوة إلى القرآن والسنة في أفغانستان، وجمعية أنصار السنة المحمدية في مصر والسودان واريتريا وجمعية إحياء التراث الإسلامي في الكويت وجمعية دار البر في دبي وغيرهم.

11- أين ينتشر السلفيون في الأردن ومن هم أبرز قياداتهم؟

ينتشر السلفيون في محافظات ومدن المملكة كافة، إلا أن كثافة انتشارهم هي في عمان الشرقية، الزرقاء، الرمثا والطفيلة، وبدرجة أقل السلط ومعان والكرك. ومن أبرز قيادات التيار في شمال الأردن أبو محمد الطحاوي (المعتقل حالياً)، والقياديان في مدينة السلط جراح الرحاحلة ولقمان الريالات، وفي عمان الدكتور سعد الحنيطي وجواد الفقيه وفي معان محمد الشلبي (أبو سياف) وصخر المعاني.

12- ما علاقة التيار السلفي بتنظيم القاعدة؟

يعتقد السلفية أن الجهاد بموجب أحكام الشريعة الإسلامية هو فريضة كفاية، والشيخ جميل الرحمن الأفغاني أول من دعى للقتال ضد السوفيت في أفغانستان. ورافق هذه الدعوة بروز تيار عريض تاثر بعدد من الشخصيات السلفية التي تدعو للقتال ضد من أسموهم بأعداء الأمة الإسلامية، كما يدعو للثورة على جميع النظم الحاكمة في مختلف الأقطار المسلمة، ويعتبر الشيخ عبد الله عزام هو مؤسس هذا التوجه من خلال قتاله ضد السوفيت في أفغانستان. وتأثر به العديد من شباب وشيوخ المسلمين في ذلك الوقت، من أبرزهم الملياردير السعودي السابق أسامة بن لادن، مؤسس تنظيم القاعدة.

13- هل للسلفيين علاقة بتفجيرات عمان؟

رغم أن إحدى الخلايا التابعة لأبو مصعب الزرقاوي ذو الجنسية اﻷردنية(الجناح المتشدد في التيار الجهادي) هي من خططت ونفذت تفجيرات 2005 في عمان، إلا أن سلفي اﻷردن لم يشاركوا في هذه العملية التي ستهدفت ثلاث فنادق تقع في وسط العاصمة ووصل التقدير للقتلى إلى أكثر من 57 قتيل، إضافة إلى ما يقارب 115 جريح؛ وهذا ما عرض التيار السلفي فيما بعد لضربات أمنية استمرت بعد اغتيال الأميركيين للزرقاوي في حزيران 2006.

بطبيعة الحال، فإن الجناح اﻵخر لسلفية الجهادية في اﻷردن استنكر هذا العمل، وأدانته بشدة.

14- كيف تبدو علاقة السلفيين بالدولة؟

لطالما كانت علاقة الدولة بالتيار السلفي والحركات اﻹسلامية عموماً علاقة متأرجحة، تعتمد باﻷساس على المصالح وفيما إذا كانت هذه الجماعات تخدم مصالح الدولة وأمنها أم تضر بها، فتتحدد وفقا لذلك السياسات الرسمية. بل يعتقد البعض أن التيار السلفي بشكله التقليدي كان يستخدم بمواجهة التيارات اﻹسلامية اﻷخرى.

وتظهر تغيرات مواقف الدولة في أحداث الزرقاء، حيث وصفت الحكومة اﻷحداث بالعمل اﻹرهابي ووصف وزير الداخلية السلفيين المشاركين في الاعتصام بالتكفيريين

ويقول د. محمد أبو رمان قبل اﻷحداث اﻷخيرة في كتابه "السلفيَّة المحافظة: استراتيجيَّة أسلمة المجتمع وسؤال العلاقة الملتبسة مع الدولة" أن الجماعات والحركات الإسلامية الأخرى تنظر إلى السلفيين المحافظين أو التقليديين باعتبارهم "الطفل المدلل" لدى الدولة، إذ لا يواجهون منعًا من الوعظ والخطابة، كما أنهم يتمتعون بفرص جيدة في التوظيف في الوزارات المعنية، ولا يعانون من "حجب الموافقة الأمنية"، كما هي حال نسبة كبيرة من جماعة الإخوان المسلمين والجهاديين وأفراد حزب التحرير.

ولا يتعرض السلفيون التقليديون على خلاف الجهاديين للدولة وشرعيتها إلا اضطرارًا، ويوجهون عنايتهم إلى المجتمع وفعالياته الناشطة

ولكن وعلى الرغم من دعوى الألباني بعدم التدخل في السياسة، إلا أن أتباعه، عمليا، انخرطوا بصورة غير مباشرة في المعادلات السياسية، من خلال الحروب الفكرية والسياسية التي خاضوها نيابة عن الحكومات في مواجهة التيارات الإسلامية الأخرى.

15- العلاقة بين التيار السلفي واﻹخوان في اﻷردن؟

منذ حضورها المبكر في المجتمع الأردني أعلنت الدعوة السلفية التقليدية عن خصومتها الصريحة مع جماعة الإخوان وأفكارهم، وذلك بما كان يقدمه الألباني من خطاب فكري معارض للعمل السياسي حتى بصيغته الإسلامية، نظرا لرفضه الحزبية الإسلامية، وهجومه العلني والصريح على العقائد الدينية للجماعات الأخرى، باعتبارها لا تلتزم بعقائد ومناهج السلف الصالح، نظريا وعمليا.

16- هل هنالك علاقة بين جماعة التكفير والهجرة والسلفية؟

في الحقيقة، يعتبر معظم الدارسين للحركات الإسلامية أن هنالك فرقا واختلافاً كبيراً بين جماعة التكفير والهجرة والسلفية رغم اتفاقهما على عداء الإخوان المسلمين والاشتراك باستخدام العنف مع الجناح المتشدد للسلفية الجهادية. فالتكفير والهجرة التي ظهرت في السجون المصرية على يد مصطفى شكري في سبعينات القرن الماضي يتلخص فكرها في مقولتين هما «تكفير السلطة والمجتمع والدعوة الى هجرهما». فبالنسبة لاتباع هذا التيار لا يجوز للمؤمن العمل في مرافق الدولة باعتبارها كافرة، وهم لا يرسلون أبناءهم للمدارس ولا يصلون في المساجد التي يعتبرونها غير شرعية، ولا يقيمون صلاة الجمعة التي يعتبرون أنها لا تجوز شرعا الا في أربعة مساجد هي المسجد الحرام والمسجد النبوي والمسجد الأقصى ومسجد قباء.

17- هل يمتاز السلفيون بمظهرهم الخارجي عن التيارات اﻹسلامية اﻷخرى؟

يتخذ أغلب أتباع السلفية المحافظة ملامح في المظهر تمايزهم عن غيرهم، وعن التيارات الإسلامية الأخرى، بدعوى أن تلك المظاهر التزام بالسنة النبوية في اللباس والعادات والعلاقات مع الآخرين.

السمة الغالبة عليهم إطالة اللحى، وارتداء الثوب القصير، فوق كعبي القدمين، وعلى الأغلب الثوب العربي، والحديث باللغة الفصحى، والالتزام الديني الصارم، وفي أداء الصلوات في المسجد، وتحريم الأغاني والموسيقى والاختلاط، وعدم الاهتمام بالسياسة والإعلام (إلا من خلال قياداتهم).

18- كيف ينظر المراقبون إلى مستقبل التيار السلفي وتحديداً في اﻷردن؟

ينظر مراقبون إلى المرحلة المقبلة لمستقبل التيار السلفي الجهادي على أنها نقطة تحول بعد انتصار الثورات الشعبية السلمية البعيدة عن التوجهات الاسلامية من جهة، وبعد مقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن من جهة اخرى. بل يذهب البعض إلى أن التيار سيصبح اكثر انفتاحا وتعاطيا مع العصر ووسائله، وربما يذهب باتجاه إنشاء حزب سياسي.

أضف تعليقك