“العمل الإسلامي” يخاطب الأسد: الحل الأمني لن يفلح بوأد المطالبة بالحرية والكرامة

“العمل الإسلامي” يخاطب الأسد: الحل الأمني لن يفلح بوأد المطالبة بالحرية والكرامة
الرابط المختصر

أكد حزب جبهة العمل الإسلامي أن الحل الأمني في معالجة الاحتجاجات والتظاهرات التي تشهدها سوريا، ليس هو الحل الأمثل، مشيرا إلى أنه لن يفلح في وأد نزوع المواطنين للحرية والكرامة، وقد يدفع القمع إلى ممارسات وتدخلات وتحالفات ليست في مصلحة الوطن.

وأضاف الحزب في رسالة وجهها الاثنين إلى الريس السوري بشار الأسد، أن مشاهد العنف الممثلة بقتل العشرات من أبناء الشعب السوري، والتنكيل ببعض المتظاهرين تهز وجدان كل عربي، وكل حريص على سوريا.

وأعرب العمل الإسلامي عن أمله باتخاذ الأسد جملة من القرارات العاجلة، كإعلان العفو العام عن جميع المحكومين والموقوفين، وتبييض السجون، وإقرار مبدأ التعددية الحزبية، وضمان حق الشعب السوري في التعبير السلمي بكل الوسائل التي تضمنها المواثيق الدولية، وإطلاق الحريات الصحفية والإعلامية، وإعلان حملة وطنية ضد الفساد والمفسدين، ووضع حد لتجاوز الأجهزة الأمنية دورها الدستوري المحصور في حماية الوطن وعدم التدخل في الحياة المدنية.

وتاليا نص الرسالة الموقعة من أمين عام "العمل الإسلامي" حمزة منصور:

سيادة الرئيس الدكتور بشار الأسد حفظه الله

رئيس الجمهورية العربية السورية

بوساطة سعادة سفير الجمهورية العربية السورية في عمان المحترم

السلام عليكم رحمة الله وبركاته وبعد ؛؛

فان حزب جبهة العمل الإسلامي يهديكم تحياته، مقرونة بتمنياته، بأن يوفقكم الله تعالى لقيادة الشعب السوري برشد ومسؤولية وطنية عالية، لتحقيق ما يصبو إليه من حرية وكرامة وكفاية وعدالة، تضعه في المكانة اللائقة به كجزء هام من بلاد الشام، التي خصها الله تعالى بالبركة، ودعا لها رسول الله صلى الله عليه وسلم بالخير .

سيادة الرئيس:

لقد وقف حزب جبهة العمل الإسلامي إلى جانب سوريا الشقيقة في كل المؤتمرات، وفي مواجهة التحديات والتهديدات الصهيونية الأمريكية، انطلاقا من إيمانه بوحدة الأمة، وضرورة حصر التناقض مع أعدائها، وحرصا على أن تظل الجمهورية العربية السورية في خندق الممانعة، وفي طليعة المدافعين عن المقاومة. ومن هذا المنطلق فقد وقع حزبنا مع حزب البعث العربي الاشتراكي في سوريا بروتوكول تعاون لما فيه خير أمتنا العربية، وحرصنا على أن لا نفوت فرصة للتعبير عن وقوفنا إلى جانب الشعب العربي السوري، ولم نضن عليكم في اللقاءات التي أتيحت لنا مع سيادتكم ضمن وفد الأمانة العامة للأحزاب العربية بالنصيحة. وسجلنا باعتزاز احتضان سوريا للمقاومة الفلسطينية واللبنانية. واليوم تطالعنا وسائل الإعلام بمشاهد لا تليق بسوريا، ولا تعبر عن مصالحها، فمشاهد العنف الممثلة بقتل العشرات من أبناء الشعب السوري، والتنكيل ببعض المتظاهرين تهز وجدان كل عربي، وكل حريص على سوريا.

سيادة الرئيس :

إن وطننا العربي اليوم يشهد حالة نهوض وانتفاضة في مواجهة الاستبداد والفساد والتبعية، ما يبشر بغد عربي مشرق يستعيد فيه العرب كرامتهم ووحدتهم، على طريق تحرير أوطانهم المغتصبة، وتبوّؤ الأمة الموقع اللائق بها تحت الشمس كأمة عظيمة سطعت شمس حضارتها على العالم. وان الشعب العربي السوري ليس حالة استثنائية في أمته، فهو نزاع للحرية والاستقلال والكرامة.

وان الحراك الجماهيري الذي شهدته كل المحافظات السورية ظاهرة صحية، إن أحسن التعامل معها، حيث مازالت معظم الجماهير السورية تطالب بالإصلاح وليس بالإسقاط كما حدث في بعض الأقطار العربية، وتتلخص مطالبهم –وسيادتكم أعلم بها- بالحرية والكرامة، وإلغاء قانون الطوارئ، واحترام التعددية السياسية والحزبية، ومحاربة الفساد. وقد عبرتم سيادتكم عن تفهمكم لهذه المطالب، وتبنيكم لها ، لكن عامل الزمن عامل بالغ الأهمية، وهذه المطالب لا تحتاج تلبيتها إلا إلى الإرادة السياسية للتغيير، ولا نخالكم إلا قادرين عليها بحول الله تعالى.

سيادة الرئيس:

لقد أثبتت الوقائع أن الحل الأمني ليس هو الحل الأمثل، فان هو أفلح في قمع المواطنين، وإسكات صوتهم، فانه لن يفلح في وأد نزوعهم للحرية والكرامة. وقد يدفع القمع إلى ممارسات وتدخلات وتحالفات ليست في مصلحة الوطن، والنماذج حاضرة في أكثر من قطر عربي.

إننا من موقع الحرص على سوريا، ودورها العروبي والإسلامي، نأمل من سيادتكم اتخاذ القرارات العاجلة التي من شأنها أن تحقق مطالب الشعب وتطلعاته في الحرية والكرامة، والتي تصب في النهاية في استقرار البلد وازدهاره، والتفاف الشعب حول قيادتكم، وتفانيه في تحقيق التنمية الشاملة في وطنه، وتماسكه في مواجهة أعداء وطنه وأمته، وحتى يتحقق هذا كله فلا بد من اتخاذ القرارات العاجلة الآتية:إعلان العفو العام عن جميع المحكومين والموقوفين، وتبييض السجون، لتتحول سجون سوريا إلى معاهد علم، وصروح ثقافة.

1-     تمكين جميع أبناء سوريا ممن اضطروا لمغادرتها من العودة إلى وطنهم، والإسهام في بنائه ونهضته، ووضع نهاية للملاحقات القضائية .

2-     إقرار مبدأ التعددية الحزبية، على قاعدة التنافس ألبرامجي، ليخدم كل مواطن وطنه من موقعه، ووفق رؤيته الحزبية والسياسية.

3-     ضمان حق الشعب السوري في التعبير السلمي بكل الوسائل التي تضمنها المواثيق الدولية.

4-     إطلاق الحريات الصحفية والإعلامية، وتمكين وسائل الإعلام من نقل صورة الواقع بأمانة وموضوعية.

5-     إعلان حملة وطنية ضد الفساد والمفسدين، وتمكين الشعب السوري من استعادة ما امتدت إليه أيدي العابثين بغير وجه حق.

6-     اعتماد معيار العدالة والشفافية في الوظائف والتعليم والخدمات على قاعدة المواطنة.

7-     وضع حد لتجاوز الأجهزة الأمنية دورها الدستوري المحصور في حماية الوطن وعدم التدخل في الحياة المدنية.

سيادة الرئيس :

إننا لعلى يقين أنكم قادرون على ذلك ، وفي فترة قياسية، وأن تحقيقكم لهذه المطالب، التي اشتققناها من شعارات المتظاهرين ومناشداتهم، سيسجل لكم ريادة في الوطن العربي، بتحقيق طموحات شعبكم بإرادة ذاتية وليس استجابة للضغوط، وستزيد من رصيدكم لدى شعبكم وأمتكم.

والله نسأل أن يحفظكم وأن يوفقكم لتحقيق أماني شعبكم وأمتكم "وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون" .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الأمين العام

لحزب جبهة العمل الإسلامي

أ.حمزة منصور

أضف تعليقك