اشتكى سكان الحي الشرقي من منطقة النهضة في لواء الشونة الجنوبية من انقطاع مياه الشرب عن منازلهم منذ ثلاثة شهور ، وشحها في مناطق اخرى من المنطقة ، مما شكل أزمة حقيقية في ظل ارتفاع درجات الحرارة والحاجة الملحة لاستخدامات المياه في مثل هذه الظروف ، لمنطقة لا يقل عدد سكانها عن 5000 مواطن ، وهذا ما أثار حفيظة السكان من عدم تحرك الجهات المسؤولة لتامين المياه لهذه المنطقة .

وأشار الأهالي نقلا عن مسؤولين أن الأسباب المباشرة لانقطاع مياه الشرب هي اعتداءات بعض المواطنين على خط الأنابيب الناقل لمياه الشرب ، وتحويلها للمزارع لسقاية مزروعاتهم .
  
أبو عبدالله احد سكان المنطقة ، يؤكد على ذلك بقوله " المتصرفية وسلطة المياه أكدتا على أن هناك فتحات سرية على الخط الناقل يقوم بعملها بعض المواطنين يسكنون بالقرب من هذا الخط  لري مزروعاتهم وخاصة اشجار الموز " مضيفا " أصبح الموز أهم من المواطن في الشونة الجنوبية ".
 
 
وفضلا عن انقطاع المياه ،يأتي استغلال أصحاب صهاريح مياه الشرب المأساة الأخرى التي يعيشها سكان المنطقة ،فالمواطن الفقير بحالته المادية الصعبة اصبح  يعتمد على صهاريج المياه التي بلغ سعر بيعها  للمتر المكعب من مياه الشرب خمسة دنانير بحسب عيد سالم " أي شخص يقف عند مدخل القرية سيلاحظ الحركة النشطة لصهاريج  المياه ، وبالرغم من غلو ثمنها ، حيث تصل ثمن بعض الصهاريج 20 دينار ،الا انه اصبح مواطن النهضة مجبرا لان يخضع لاستغلال اصحاب هذه الصهاريج خاصة بعد ارتفاع اسعار المحروقات ".
 
ويطالب عيد الجهات الأمنية بالتدخل لحماية الخطوط الناقلة ، خاصة ان ما يمنع إزالة هذه الاعتداءات تعرض الموظفين لإطلاق عيارات نارية من قبل المعتدين " توجهنا للمسؤولين لكن لا نجد الحل ، نطالب بالاستعانة بعناصر أمنية  لحماية الخط الناقل ، وحماية الموظفين العاملين على إزالة الاعتداءات ، وتوفير المياه لمستحقيها ". 
  
فيما أكد احمد حوسه مدير مياه محافظة البلقاء على أن معدل استهلاك الفرد في الشونة يعادل 270 الف متر مكعب ، وهذه تعتبر نسبة استهلاك عالية ، لكن حجم الفاقد يشكل ما نسبته  66% ، جراء الاعتداءات " الخط الناقل لمياه الشرب يمر عبر منطقة الكفرين ومنطقة الرامة ثم النهضة ، فالمياه تسرق قبل أن تصل إلى منطقة النهضة ، مما يحرم منطقة النهضة من الشرب ".
 
ونوه حوسه إلى انه سيتم توفير مياه لهذه المناطق ، و اتخاذ الإجراءات للحد من مشكلة الاعتداءات على الخطوط الناقلة " يتم ردع  المخالفين من خلال تعهد لعدم تعرضهم لهذه  الخطوط  ، هناك دوريات امن عام على الخطوط الرئيسية لمياه الشرب ، وسيشعر المواطن خلال الفترة القادمة بتقسيم الدور على منطقتي النهضة والرامة ، وسيتم تزويد المنازل التي لا تصلها المياه ب صهاريج مياه من السلطة ، لحين السيطرة على الوضع ".
 
 يشار إلى أن مشكلة شح المياه وانقطاعها تعاني منها معظم مناطق لواء الشونة الجنوبية ،وحسب الكثير من أهالي اللواء فان مشكلة المياه مصدر معاناة حقيقية مطالبين رئاسة الوزراء بالنظر فيها، ومهددين في حال عدم حل مشكلة الانقطاع الدائم للمياه بتنفيذ اعتصام أمام رئاسة الوزراء.
 
هذا وكانت كمية المياه التي ضخت لمنطقة الشونة عام 2007 بلغت 800 ألف متر مكعب في الدورة الواحده ، وبلغت كمية التزويد المائي  العام 3 مليون و 184 ألف متر مكعب ، وبلغ معدل التزويد للساعة 364 متر مكعب لما يقارب 60 الف سكان لواء الشونة الجنوبية.