وجهة نظر بتصريحات الأسد حول الأردن
في مقال تحت عنوان "ألغاز رسائل بشار الأسد للأردن"، علق الكاتب بسام بدارين في صحيفة القدس العربي على حوار الرئيس السوري بشار الأسد التلفزيوني الأخير، أنه وجه تهديدات للأردن بعبارات تقترب من تحذير عمان وإتهامها بالتقصير بدلا من الجنوح لتهمة التآمر.
وأرجع بدارين ذلك إلى سعي دمشق لبقاء جارتها الأردنية في أبعد مسافة ممكنة عن الإستفزاز الذي يمكنه أن ينتهي بالإنحياز لخصوم النظام السوري أو بالرغبة في الحفاظ على مستوى التنسيق والتواصل السياسي والأمني بين الأردنيين والحليف الروسي الكبير.
وأشار إلى تجنب الأسد توجيه اتهامات مباشرة للحكومة الأردنية بإدخال المقاتلين والسلاح عبر الحدود مع درعا وتحدث عن (دخول وليس إدخال) آلاف المسلحين وعن التقصير في المراقبة عبر مقارنته الموقف من المسلحين الذين يدخلون سوريا بالموقف الأردني من أي مقاوم فلسطيني يحاول إجتياز الحدود بإتجاه إسرائيل.
وأضاف بأن هنالك تقارير دبلوماسية سورية تشك بأن جهة ما غربية تدعم عمليات شراء أسلحة وذخائر بمال سعودي أو عبر وكلاء من عدة بلدان وتستخدم بعض الممرات الوعرة جدا في منطقة ضيقة على الحدود مع الأردن لتمرير بضاعتها للجانب السوري .
ويبدو أن الأسد، بحسب بدارين، وبسبب تبنيه هذه القراءة اللوجستية على الأرض تقصد إستفزاز عمان وتحذيرها حتى يدفعها لإغلاق مثل هذه الممرات.
وينقل بدارين عن المحلل الإستراتيجي المتخصص بالملف السوري الدكتور عامر السبايله ما أكده لمحطة المنار بأن الأردن يتعرض لضغط هائل جدا من أطراف غربية وعربية وإقليمية مؤكدا بأن الأحوال والموازين على الأرض كانت ستتغير فعليا لو إتبعت عمان إستراتيجية فتح حدودها للعمل العدائي تجاه النظام السوري.
"لذلك يعتقد وعلى نطاق واسع بأن إتباع الرئيس الأسد لإستراتيجية (إنتقاد) الأردن وتوجيه اللوم أكثر من إستراتيجة الإتهام المباشر خطوة تكتيكية تهدف لبقاء عمان في موقفها السياسي المعلن حاليا والقاضي بالعمل على حسم الصراع في سوريا بتسوية سياسية متكاملة".
وخلص بدارين إلى أن هذا الأمر دفع الرئيس السوري لمهاجمة الأردن بنعومة ملموسة كجرعة أولى وعلى أمل استفزاز المخاوف الأردنية التي تبدأ من عند عبء اللاجئين المتزايد، وتنتهي عند تمترس تنظيم القاعدة وجبهة النصرة وتعبر من عند ما يصفه المسئولون بخلايا الأسد المحتملة النائمة في الساحة الأردنية.
فيما افتتح رئيس تحرير القدس العربي عبد الباري عطوان عدد الخميس بمقال أكد فيه أن حديث الأسد كان صريحا مباشرا في هجومه على الأردن الجار الجنوبي، واتهامه بالسماح لآلاف المقاتلين واسلحتهم بالتدفق الى العمق السوري، ‘بينما كان الأردن قادرا على إيقاف أو إلقاء القبض على شخص واحد يحمل سلاحا بسيطا للمقاومة في فلسطين"
وأشار عطوان إلى صحة هذا الكلا "إن اتفق البعض مع الأسد أو اختلفوا".
وأضاف عطوان بأن تركيز الأسد خلال المقابلة المتلفزة على الأردن وتركيا يعكس مدى تأذيه من دور الدولتين في دعم الثورة السورية المسلحة وإرسال الأسلحة والمقاتلين الى بلاده.
فيما نقلت وكالة فرانس برس عن مدير مركز القدس للدراسات السياسية عريب الرنتاوي قوله إن "الأردن يقترب أكثر فأكثر من النار السورية"، مشيرا إلى التقارير الصحفية والإعلامية الغربية التي تؤكد سماح الأردن بدخول مقاتلين ودخول سلاح".
وأشار الرنتاوي إلى أن الأسد تحدث عن آلاف المقاتلين الذين عبروا الحدود الاردنية السورية بسلاحهم، والحكومة تنكر هذه المعطيات"، موضحا أن هناك تغيرا في الموقف الأردني في هذا المجال استدعى ردة فعل سورية غاضبة ومحذرة إن لم تكن مهددة بشكل أو آخر.
وأضاف بأن الأردن يتعرض لضغوط نجح في مقاومتها لأكثر من عامين لان انخراطه اكثر في الازمة السورية ميدانيا لن يكون لصالحه خصوصا في ظل معطيات تشير الى ان الازمة السورية لن تشهد حلا قريبا"، مؤكدا أن سياسة الحذر والنأي بالنفس التي اتبعها كانت سياسة صائبة رغم كلفتها العالية والضغوط المالية والاقتصادية".
من جانبه، اعتبر المحلل العسكري اللواء المتقاعد مأمون أبو نوار، وفقا لما نقلته "فرانس برس"، أن تعزيز القوات الأميركية في الأردن يستفز النظام السوري، مشيرا إلى أن حشد قوات اميركية في الاردن والتحضير لعمل عسكري من الطبيعي ان يدفع النظام السوري الى ضربات وقائية، ومن المحتمل بشكل كبير ان يستخدم اسلحة كيماوية».
وأوضح أبو نوار أن "السياسة المعلنة مازالت عدم التدخل بالشأن السوري لكن السياسة الحقيقية باتت مختلفة فالمملكة بدأت التجاوب مع الضغوط نتيجة لاعتبارات كثيرة".











































