"وادي الكفرة" في الجامعة... الجنون فنون

الرابط المختصر

حياة جامعية من نوع مختلف، يعيشها عدد من الطلبة في عزلة عن الاجواء الجامعية والطلابية المتعارف عليها، ليستقلوا ويستقروا في المكان الذي اختاروه لانفسهم، بعيدا عن العيون المراقبة لتصرفات وممارسات الطلبة، لكن ذلك المكان لم يعد مثلما كان قبل حلول شهر رمضان.

منشورات معلقة على ابواب وجدران عدد من كليات الجامعة الاردنية وبالاخص الكليات الانسانية، لقربها من مكان تجمع أولئك الطلبة في المكان المعني بالمنشورات، في دعوة لزملائهم لمكافحته ومعاداة مرتاديه...

أما حقيقة ما يجري في ذلك المكان المعروف بين الطلبة باسم "وادي الكفرة"... فهو كما ورد على السنتهم:
 
"يعتقد بعض الطلاب ان الاكل في رمضان رجولة لذلك تجدهم مندفعين الى وادي الكفرة".. هكذا وصفت الطالبة ميس شباب الجامعة مدمني الذهاب الى ذلك المكان، مؤكدة على ضرورة مكافحته بكل الوسائل الممكنة، اذ لا يكفي مجرد تعليق تلك المنشورات التي لا يقرأها الطلبة اصلا..
 
الطالبة ليلى التي كانت تجلس فيه دون علمها بتلك التفاصيل، تؤكد ضرورة وجود متابعة له قائلة "كنت اجد عددا من اصدقائي يأتونه فاجلس معهم، لكني لاحظت بعضا من الامور الغريبة كوجود من يسمونهم الشياطين إضافة إلى تصرفات غير لائقة، مما قلل من ثقتي بالحياة الجامعية".
 
أما الطلبة رواد "وادي الكفرة" فيرون انه مكان منعزل يجدون فيه راحتهم ليفعلوا ما يشاؤون، وبالاخص في رمضان حيث الاكل والسجائر، لكن الغريب في الامر ان غالبيتهم أيد ضرورة مكافحته، لأسباب بدت قريبة من بعضها...
 
"ما أحبه في وادي الكفرة انه مكان منزوي واستطيع ان افعل به ما اشاء لبعده عن اعين الطلبة الاخرين، واللذين يأتون هذا المكان هم اصلا قلائل لذلك نأخذ به راحتنا، لكن مع ذلك فأنا اشجع مكافحة المكان لحدوث امور اكثر من اللازم هنا"، هكذا يؤيد الطالب وسيم ضرورة مكافحة" وادي الكفرة" مؤكدا على تلك المنشورات المعادية له ومشجعا لها رغم انه من رواده.
 
ويبدو ان ضوضاء وصخب الحياة الجامعية ، خلقت نوعا من التجانس المنافي لتلك الاجواء بين هذا الصنف المختلف من الطلبة، وهو ما يؤكده الطالب لطفي " نتعاون ونتكامل فما ان يرى احد منا رجل او سيارة امن حتى ينشر الخبر على طول الشارع فنخفي ما لدينا من مأكولات ومشروبات".
 
وعن رأيه في المكان يقول "هو في الحقيقة مكان انحراف وانا اؤيد المنشورات المعادية له، فالامر تعدى مجرد وجود مجموعات طلابية تتجمع فيه للاكل والتدخين في رمضان الى حدوث حركات لا اخلاقية، لابد من وضع حد لها".
 
اما الطالب مصطفى فلديه رأي اخر " انا احد رواد هذا المكان وارى ان مجرد ابتعادنا عن الطلبة لنفعل ما نريد كالاكل والتدخين في شهر رمضان وهي امور شخصية، يعني اننا نحترم حرمة الشهر ولا ننتهكها".
 

المنشورات

اما تلك المنشورات المعادية والموزعة داخل عدد من الكليات، والتي تخلو من اسم المكان المعروف ب"وادي الكفرة" فتصف ما يجري فيه بدقة من حيث رواده وتصرفاتهم، حيث تتضمن "يوجد طلبة ينتهكون حرمة شهر رمضان الفضيل بتجمعهم على طول شارع الفنون فيأكلون ويدخنون بطريقة مزرية وبضحكات عالية".
 
لكن ما يلفت النظر في هذا المكان - عدا تصرفات الطلبة المنتهكة لحرمة الشهر- هو اختيارهم لشارع الفنون دون غيره، وهو اكثر ما يغيظ الطلبة الآخرين اذ ان هذا الشارع هو الطريق الوحيد المؤدي الى مسجد الجامعة، فيعترض طريق معظم المارة أحد "كفرة" هذا الوادي ليسأله سؤاله المعتاد "معك سيجارة"!!