هل ينهي ترشيح بني رشيد للمجلس الخلاف الحكومي الإسلامي؟

هل ينهي ترشيح بني رشيد للمجلس الخلاف الحكومي الإسلامي؟
الرابط المختصر

  تتمحور اجتماعات حزب جبهة العمل الإسلامي  في هذا الوقت حول مرشحيهم الذين سيخوضون المعركة الإنتخابية القادمة.

و يتسائل الكثيرون عن الإشاعات التي تتردد حول ترشح الأمين العام للحزب زكي بني  رشيد للانتخابات.

  " بالرغم من ابداء بني رشيد رغبته بالترشح لعدد من المراقبين وأعضاء داخل الجبهة؛ فإن ترشحه لم يحسم بعد في داخل الحركة الإسلامية.."، حسبما يقول الصحفي محمد أبو رمان.

و يضيف "هنالك صعوبات تقف في طريق ترشيح زكي من داخل الجبهة و خارجها." 

 

  ويبدو أن بني رشيد أمام خيارين، في حال تمت الموافقة على ترشيحه، إما الترشح للبرلمان أو البقاء في منصب الأمانة العامة للحزب بحسب القرار الإستثنائي للحزب الذي صدر في الإنتخابات النيابية السابقة و العرف السائد داخل الجبهة.

 

 يقول ابو رمان" في ضوء ما سمعنا ، ينبغي على من يريد الترشح للانتخابات ألا يكون عضوا في المكتب التنفيذي  سواء في جبهة العمل أو جماعة الإخوان." 

 

  أما في حال ترشح بني رشيد و نجاحه في الانتخابات، الذي سيؤدي إلى إعفائه من منصب الأمانة العامة، سيكون له تأثير "إيجابي في ظل الظروف الراهنة  على علاقة الحكومة مع الإخوان المسلمين و مع جبهة العمل الإسلامي تحديدا" بحسب ابو رمان.   

 

"إذا نظرنا إلى خارطة المكتب التنفيذي سواء في الجبهة أو الجماعة فسنجد منها عددا قليلا ممن يؤيدون اتجاه زكي بني رشيد و هم من  الذين أوصلوا العلاقة مع الحكومة إلى مرحلة متوترة.."

 

  ويتابع أبو رمان "وهذا لا يعني أن الحكومة تريد علاقة جيدة، و لكن  هذه الشخصيات غير مرغوب فيها من قبل الحكومة؛ فإن خروج زكي بني رشيد الذي يمثل "رأس الحربة" لهذه الشخصيات سيؤدي إلى تخفيف حدة الأزمة مع الحكومة."

 

 و عدم رغبة الحكومة بوجود زكي بني رشيد  بدا واضحا بعد تبادل الإتهامات التي رسمت العلاقة المتوترة بينهما كان آخرها استثناء الرئيس معروف البخيت  لبني رشيد من لقاء المصالحة و التفاهم مع جبهة العمل الإسلامي الإسبوع الماضي.

 

إلا أن نائب أمين عام جبهة العمل الإسلامي الدكتور رحيل غرايبة يقول حول تغييب و تهميش الحكومة لشخص بني رشيد و عدم رغبتها بوجوده" نحن في الحزب أو في الحركة الإسلامية لسنا معنيين بموقف الحكومة من أي شخص في الحركة الإسلامية، فنحن نأخذ قرارتنا بحق أي شخص بمبررات داخلية و مصلحية" بحسب غرايبة.

 

وحول استثناء البخيت لزكي بني رشيد من لقاء المصالحة يعلق غرايبة "تم ارسال دعوة لأشخاص محددين وتمت الموافقة عليه بعد دراسة الأمر، بالإضافة أن الجبهة تقوم بتحديد الأشخاص الذين ستقوم بإرسالهم بحسب المكان و الزمان المناسبين."

 

وحول سؤالنا للدكتور غرايبة هل هذا يعني أنكم قررتم عدم إرسال بني رشيد للقاء المصالحة و التفاهم أجابنا" نعم، نحن من قرر عدم إرسال زكي بني رشيد لهذا اللقاء" يقول غرايبة.

بالنسبة لفرص المصالحة و التوافق بين الجبهة و الحكومة، فيعتقد أبو رمان " أن الصفقة لن تكون كبيرة بين الحكومة و الجبهة لأن هناك استرتجية حكومية تهدف إلى إضعاف جبهة العمل الإسلامي و الإخوان المسلمين، ضرب بنيتهم التحتية و التخفيف من نفوذهم داخل المجتمع.." بحسب أبو رمان.

 و يبدو أن المشكلة بين الحكومة و الإسلاميين تتعدى شخص بني رشيد، يقول أبو رمان  "بالتالي هنالك مشكلة حقيقية و بنيوية سواء كان بني رشيد موجودا أم لا؛ إنما زكي بني رشيد و بعض الأشخاص يؤججون الأزمة بينهم و بين الحكومة ويقومون بإعطاء ذرائع  للجهات الرسمية في إطار هذا الصراع."  

 

  أما بحالة حدوث هذا التوافق، الذي  ربما بدأ الأربعاء الماضي  بلقاء الجبهة مع الحكومة. يرى الكاتب أبو رمان " أنه لن يؤدي إلى حصول انشقاق داخل الحزب بل على العكس؛ فالأوضاع داخل الحزب ستؤخذ منحى جيد و سيكون هنالك نمو و تقوية للتيار المعتدل داخل الجبهة."  

 

هذا واثار وصول الامين العام لحزب جبهة العمل الاسلامي زكي بني رشيد لقمة الحزب توترا كبيرا بين الحركة الاسلامية  والحكومة خصوصا بعد وصول حركة حماس الى السلطة العام الماضي بعد فوزها بالانتخابات التشريعية الفلسطينية، اذ عرف عن بني رشيد توليه منصب المحاسب المالي  لحركة حماس في الاردن قبل طردها في عام 1999، واثارت شخصية بني رشيد جدلا كبيرا حتى في واسط الحركة الاسلامية نفسها واثارت رسالته الاخيره التي انتقد فيها  الحكومة وجاءت تحت عنوان "بلد العجائب" خلافا كبيرا بين الحكومة والاسلاميين التي مازالت آثاره باقية حتى الآن.