هل من تأمين على عريشة الخضار؟

300 دينار واكثر هي خسارة فضيل الأربعيني الذي يملك معرش للخضار في إحدى ضواحي العاصمة، خسارة لم يكن يتوقعها من الزائر الأبيض الذي حل على عمان قبل ِأيام.الثلوج التي غطت كل المكان احتلت معرشة فضيل التي يبيع فيها الخضار في شارع مجاور لمنطقة الرابية غرب عمان.."الثلج اتلف كل ما تحويه المعرشة".

فالثلج ادخل عند البعض فرحا بالزائر الشتوي، في حين ترك عددا من العائلات الفقيرة دون مصدر رزق، كفضيل وعائلته التي تضررت حيث تكبد خسارة مالية تقدر بـ 300 دينار.
 
منزل فضيل البعيد عن معرشته أمتارا محدودة، كان يرقب الثلوج وهي تغزو المعرشة ولم يكن بيده حيلة، ورغم حالة الطرق غير السالكة لم تسعفه من إنقاذ ما تبقى من خضاره.. كان المنظر العام للمعرشه مأساوي فأكوام الثلج غطت المعرشة والعفن غزا خضاره.
 
"ماذا سأفعل؟ قمت بإحضار عمال على حسابي الخاص وقمنا بجرف الثلج لحوالي ساعتين تقريبا حتى تمكنا من إزالته عن بضاعتي التي اشتريتها بـ 600 دينار، فخسارتي كبيرة ولا احد يعوضنا" وفق لفضيل.
 
لا تأمين..
فضيل وأمثاله لا معيل لهم ولا احد يوفر لهم تأمين على معرشاتهم المنتشرة في أرجاء العاصمة، فضلا عن ذلك فان الأمانة تقوم بحملات دورية لإزالة هذه المعرشات.
 
ويكمل فضيل حكايته مع أمانة عمان الكبرى" الأمانة تحاول يوميا ترحيلنا من مواقعنا وإزالة المعرشات، فانا رجل مريض وأعيل 10 إفراد وليس لدي أي دخل آخر غير قيامي ببيع الخضار، ماذا يريدون منا نحن أصحاب المعرشات هل يريدون أن نسرق ونشحذ ولا جهة توفر لنا تامين على المعرش".
 
مفاصلة..
أصحاب هذه المعرشات ليس لديهم موسما للانتشار ففي فصل الصيف تكثر معرشات البطيخ والشمام وأما في الشتاء فيستبدلونها بالحمضيات والموز.  
 
وتلقى هذه المعرشات إقبالا كبيرا من قبل المارين في سيارتهم والذين يركنون سيارتهم جانبا لأجل شراء ما يريدون من الخضار، التي قد يخفض البائع من سعرها لأجل كسب الزبون.
 
"الكثير ممن يشترون معرشتي يبدأون بالمفاصلة على قرش وقرشين فاضطر لتبخيس السعر رغم أن أسعار الخضار نشتريها مرتفعة من السوق المركزي، فمثلا أبيع كيلو الخيار في بـ 75 قرشا، في حين  يباع في الأسواق الخارجية بدينار".
 
أربعة دنانير..
تكلفة رأسمال معرشة فضيل 600 دينار، ويجني في اليوم ما يقارب أربعة دنانير أو أكثر بقليل "لا استطيع أن افترش مكانا في السوق المركزي لأنهم يطلبون خلو يقدر بعشرة آلاف دينار، وأنا لا املك هذا المبلغ وعندما تطرح الأمانة عطاء على بسطات الخضار يقوم التجار الكبار بشراء هذه البسطات فتضيع فرصنا ولا نستطيع تملك بسطة في السوق وبالتالي نتخذ إحدى زوايا الطرق لعرض بضاعتنا".
 
وخسائر المواطن فضيل نتيجة تساقط الثلوج ما هي إلا حالة تشبه عشرات الحالات المماثلة في مناطق اخرى لمواطنين وتجار تضرروا جراء تساقط الثلوج وتراكمها على بضاعتهم غير المحمية في الشوارع لأيام.
 
ولم تستطع هذه الفئة التي تعيل عشرات الأسر سوى الشكوى إلى الله وإزالة الثلوج ومعاودة فتح هذه المعرشات على أمل ان تعوض خسائرها الايام المقبلة.

أضف تعليقك