تحولت ساحات الجامعة الأردنية يوم الخميس الماضي إلى ساحات قتالية أبطالها طلاب يتراشقون الحجارة ويشتمون بعضهم البعض.
وأدت أحداث العنف إلى إصابة نائب رئيس الجامعة د بشير الزعبي والقائم بأعمال الدائرة الثقافية د.مهند مبيضين أثناء محاولتهم فض الاشتباك، كما أصيب 4 من حرس الجامعة وستة طلاب بينهم طالبة.
واختلفت آراء عدد من طلاب الجامعة الأردنية حول الأسباب من وراء أحداث العنف التي وقعت يوم الخميس الماضي.
الطالب سمير خالد من الجامعة الأردنية، أكد على أن المسؤول الأول عن العنف الجامعي هو الأمن بالجامعة، موضحا أن "الأمن لا يعمل على فض النزاع بالتروي بل يزيد تعقيد المشكلة سواء بأن يقدم على ضرب الطلاب بالعصي لتفريقهم، فرجال الأمن بجامعتنا بحاجة إلى التغير، إضافة إلى عدم وجود انتماء من قبل الطلاب لبعضهم البعض، فكل واحد منهم يتفاخر بعشيرته على أنها الأقوى وستحصل على أعلى الأصوات بالأنتخابات.
الطالبة سهى محمد- تخصص ترجمة وجهت رسالة إلى جامعتها قائلة "يجب وضع حد للخلافات والمشاجرات الطلابية، فيجب إشغال أوقات الفراغ بين المحاضرات للطلاب عن طريق العمل التطوعي، فهو يودي إلى صقل شخصياتهم ويهذب أخلاقهم وأذواقهم ويقوم سلوكهم بما يخدمون به مجتمعاتهم ومستقبل أوطانهم.
الطالب عماد مهيب من الجامعة أكد على أهمية تفعيل قرارات الجامعة وعدم التهاون في تطبيقها بحق المخالفين، وأضاف "معظم المشاكل التي تحدث في جامعتي أسبابها لا تذكر، فإما من أجل مقعد أو من أجل العشيرة وازدادت المشاكل وقت الانتخابات، فقاموا بتكسير مرافق الجامعة وتحطيم زجاج بعض الشبابيك وضرب بعضهم البعض .
ويرى الدكتور فاخر دعاس منسق حملة ذبحتونا الناشطة في الدفاع عن حقوق الطلبة أن سبب العنف الذي حصل في الجامعة الأردنية يعود إلى " قيام إدارة الجامعة الأردنية "بالتكتم" عن الأحداث ومحاولة إخفاءها مما أدى إلى تضخيم الأحداث .
وأضاف "السبب الذي يدعو الطلاب إلى القيام بالعنف داخل الحرم الجامعي، هو عدم شعور الطلاب بأن هناك أية عقوبة سوف تتخذ من قبل الجامعة بحقهم".
والسبب الآخر يتمثل بأن "الطلاب أصبحوا ينتمون إلى عشيرتهم وليس إلى وطنهم وجامعتهم، فالعنف الذي أحدثه عدد من الطلاب في مرافق الجامعة الأردنية وكلياتها يدل على عدم إنتمائهم لجامعتهم، إضافة إلى شعور هؤلاء الطلاب بأن القانون لم يعد يطبق ويأخذ مجراه في الأردن .
وفي تصريحات صحفية سابقة كشف رئيس الجامعة الاردنية د.عادل الطويسي أن الجامعة شكلت عدة لجان للتحقيق في المشاجرات المؤسفة متوقعا أن تعلن النتائج قبل نهاية الأسبوع الحالي.
وأكد الطويسي أن الجامعة قامت بجمع الأدلة والقرائن التي تثبت المتورطين في المشاجرات من خلال تقارير الأمن الجامعي وصور الكاميرات الخاصة بالجامعة إلى جانب طرق أخرى تم اللجوء إليها مبينا أنه ستتم إحالة جميع المتسببين للجهات القضائية المختصة.
من جهته أكد أخصائي علم الاجتماع الدكتور حسين الخزاعي أن ظاهرة العنف تتكرر بشكل عنيف داخل أسوار الجامعة وأضاف "يجب على الجامعة أن تقوم باستيعاب الطلاب عند حدوث المشاجرات داخل أسوارها بدلا من أن تخرجهم للشارع حتى لا تزيد عملية الثأر بينهم، وعليها أيضا أن تقوم بعملية دمج للطلاب وأن توفر لهم سبل الراحة وتركز على قيم المحبة.
وقال الخزاعي " جميع مؤسسات المجتمع المدني والحكومي تتحمل مسؤولية حدوث العنف بين الطلاب، فالجامعة وحدها لن تستطيع منع أعمال العنف .