هل سيتأثر الأردن بالأزمة الروسية الأوكرانية؟
يراقب الأردن بحذر شديد تسارع وتيرة الأحداث بين روسيا وأوكرانيا، نظرا لما قد تسببه من تداعيات محتملة على الصعيد السياسي والاقتصادي في ظل وجود سيناريوهات للحرب بين بلدين، وسط دعوات وزارة الخارجية المواطنين بعدم السفر إلى أوكرانيا، ومطالبة المواطنين المقيمين هناك لمغادرتها حفاظا على سلامتهم.
تقديرات وزارة الخارجية تشير الى وجود نحو 2600 أردني على الأراضي الأوكرانية، بينهم نحو 700 طالب جامعي يدرسون في عشرات الجامعة الأوكرانية، سجل منهم 500 على الرابط الإلكتروني الذي أطلقته الوزارة للتواصل معهم.
وما يستدعي هذا القلق الكبير، هي الحشود الروسية على الحدود مع أوكرانيا، حيث أعلن مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، ان ثمة احتمالا كبيرا بأن تقدم روسيا على غزو أوكرانيا، فيما طالبت المزيد من دول العالم رعاياها ودبلوماسييها بمغادرة أوكرانيا فورا تحسبا لاندلاع الحرب.
المحلل السياسي الدكتور منذر الحوارات يرى أن كافة الجهود الدبلوماسية لحل هذه الازمة قد توقفت، ولم تعطي اي نتائج حاسمة لحل الخلافات السياسية بين البلدين.
ويوضح الحوارات ان تواجد الحشود على حدود الدولتين يعد مؤشرا واضحا لتفاقم الأوضاع، مشيرا حالة الحرب قد تكون واردة ان لم تفتح الطريق من جديد أمام الجهود الدبلوماسية.
radio albalad · د. منذر الحوارات يتحدث عن التطورات السياسية لحالة التوتر بين روسيا وأوكرانيا وهذا التسارع في الأحداث
وزير الخارجية الأوكراني يقول أن بلاده طلبت اجتماعا مع موسكو وأعضاء الدول في وثيقة فيينا، خلال 48 ساعة لمناقشة الحشود العسكرية الروسية على الحدود الأوكرانية، بحسب ما نقلته احدى الوسائل العالمية امس.
دراسة أعدها المحلل السياسي خالد شنيكات تشير الى أن لقاء القمة الذي جمع الرئيس بوتين وبايدن في 10 يناير 2022 وما تلاه من مفاوضات بين روسيا والناتو، وكذلك المحادثات بين روسيا ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، لايعني بالضرورة الاتفاق على التفاوض، فمن الواضح أن روسيا تريد ضمانات أمنية لها، وبشكل رئيسي عدم انضمام أوكرانيا للناتو وهو ما صرح به سيرغي ريابكوف نائب وزير السياسة الخارجية الروسي.
الحوارات يعتبر ان هذا التصعيد السياسي له العديد من التبعات السلبية على المنطقة الاوروبية والعالم ككل ومن بينها الأردن الذي يعد جزء من هذا العالم، مشددا على ضرورة ان تتخذ الحكومة هذه الازمة بشكل جدي، من خلال وضع خطط للتعامل مع هذه الظروف السياسية.
وزارة الخارجية تؤكد أنها تتابع عن كثب تطورات الأوضاع في أوكرانيا عبر السفارة الأردنية في أنقرة، وكذلك عبر مركز العمليات في مقر الوزارة، وذلك في ظل ترقب عالمي لاحتمال إقدام روسيا على غزو أوكرانيا.
هذه التطورات في الأزمة بين روسيا وأوكرانيا، قد تلقي بظلالها أيضا على الأوضاع الاقتصادية في الأردن نظرا لاستيراد لمختلف احتياجاته من القمح والنفط من الخارجي، ونشوب الحرب قد يؤدي الى ارتفاع اسعارها بحسب الخبير الاقتصادي حسام عايش .
ويشير عايش إلى أن حجم التبادل التجاري بين الاردن وروسيا وأوكرانيا قليل قياسا بحجم المستوردات والصادرات الأردنية من دول اخرى، إلا أن ذلك لن ينأى الأردن عن تداعيات تلك الأزمة.
radio albalad · حسام عايش يتحدث حول تداعيات الأزمة ما بين روسيا وأوكرانيا على الاقتصاد الأردني
يصل حجم التبادل التجاري بين الأردن و أوكرانيا 200 مليون ، ويستورد الأردن ما نسبته 185 مليون دولار ، ويصدر الاردن نحو 15 مليون دولار الى أوكرانيا، بينما يبلغ حجم التبادل بين الاردن وروسيا نحو 210 مليون دولار، ويصدر الاردن ما يقارب 6 مليون دولار الى روسيا.
كما تبلغ نسبة احتياجات الأردن الغذائية من الخارج ما بين 80 إلى 90 % بالاضافة الى استيراد المواد الأولية والعديد من السلع، الأمر الذي قد تتاثر به الأسواق العالمية.
وتكمن الإشكالية في حال نشوب الحرب الى حرمان العالم ما نسبته 30% من إنتاج القمح، بالإضافة إلى أن هناك توقعات بارتفاع أسعار النفط عالميا الى نحو 120 دولارا، وهذا الأمر سيزيد من زيادة الكلف، وارتفاع الأسعار، ومعدلات التضخم، بحسب عايش.
هذا وارتفع المؤشر العالمي لأسعار النفط للأسبوع الخامس على التوالي، ليصل سعر البرميل إلى أكثر من 94 دولارا، وبلغت قيمة الفاتورة النفطية للأردن لنهاية شهر تشرين الثاني الماضي، إلى 2.25 مليار دولار، وفق تقارير الأسعار العالمية.