هل تقسيم امتحان "التوجيهي" إلى عامين يخفف توتر وضغوط الطلاب؟

الرابط المختصر

مع اقتراب موعد امتحان شهادة الثانوية العامة "التوجيهي"، يشعر الطلاب وأسرهم بمستوى متزايد من التوتر والقلق، باعتبار أن هذه المرحلة تعد حاسمة في مسيرتهم الأكاديمية والمهنية، وسط آمال بأن تكون رؤية تطوير الامتحان الذي تطمح له الحكومة تساهم بالتقليل من هذه الضغوطات، في وقت ينصح فيه خبراء تربويين بتخفيف هذا الضغط من خلال تنظيم أوقات الدراسة والتركيز على فهم المواد بشكل كامل.

ويستعد الطلاب لتقديم الامتحان، الذي سيبدأ الثلاثاء المقبل في الرابع من هذا الشهر وسيستمر حتى الخامس والعشرين من الشهر نفسه، بمشاركة نحو 190 ألف مشترك ومشتركة من مختلف فروع التعليم الأكاديمي والمهني، يتضمن ذلك 126,271 طالبا نظاميا و 63,139 طالبا في التعليم الخاص، وسط استكمال جميع التحضيرات للامتحان من قبل وزارة التربية والتعليم، وفقا للدكتور محمد كنانة، مدير إدارة الاختبارات والامتحانات في الوزارة.

وكمحاولة للتخفيف من الضغوطات التي يمر بها الطلبة في هذه المرحلة، تتحدث وزارة التربية والتعليم منذ سنوات عن تطوير امتحان "التوجيهي" من خلال تقسيمه إلى عامين، حيث سيتم تنفيذ العام الأول للمواد المشتركة والعام الثاني للمواد التخصصية، مع تقسيم المرحلة الثانوية إلى فرعين تقنيا مهنيا وأكاديميا، مقسم إلى حقول متنوعة تساعد الطالب في اختيار التخصص الذي يرغب في دراسته في الجامعة.

تتوافق هذه الرؤية تقريبا مع الأنظمة التعليمية العالمية وفقا لوزارة التربية، فخطة التشعيب ستبدأ هذا الصيف من الصف التاسع، وبذلك تصبح المرحلة المدرسية النهائية مكونة من 3 سنوات، وبالتالي، سيكون العام الدراسي 2025-2026 هو أول عام يمتحن فيه طالب الصف الأول الثانوي في امتحانات "التوجيهي" المقسمة على عامين.

ويعتبر  الخبير التربوي الدكتور علي الحُشكي أن تقسيم مرحلة الثانوية العامة لعامين يمكن أن يقلل من التوتر لدى الطلاب، حيث يتيح هذا النهج للطلاب فرصة اختيار التخصص الذي يودون دراسته دون الشعور بالضغوط.

ويرى الحُشكي، بأنه يجب أن تكون مرحلة امتحان الثانوية العامة هي جني الثمار للجهود التي بذلها الطلاب على مدار السنوات السابقة، وبالتالي لا يوجد سبب للقلق، مؤكدا على أهمية دور الأهل في تقليل مستوى توتر الطلاب في هذه المرحلة، حتى لا يؤثر ذلك سلبا على أدائهم.

وللأهل دور كبير في تخفيف من توتر أبنائهم وذلك من خلال عدم التدخل برغبات الطلبة واختياراتهم، وعدم اللجوء إلى أساليب التهديد أو تحميلهم مسؤولية كاملة، بل ينبغي منحهم الدعم والمساندة اللازمة، مشددا على ضرورة عدم حرمانهم من الحياة الاجتماعية، حتى لا يتعرضوا لضغوط كبيرة، ينبغي تخصيص أوقات محددة للدراسة وأوقات أخرى للراحة والاسترخاء بحسب الحُشكي.

من جانبها، تعتبر المتخصصة في الإرشاد النفسي والتربوي، الدكتورة أمينة الحطاب، أن فترة الامتحانات حالة استثنائية، فمن الطبيعي أن يصاحب الطلاب وذويهم القلق، حيث يشعرون بتحمل المسؤولية والحاجة للتقديم بشكل مناسب.

وتشدد الحطاب على ضرورة تعلم الطلاب أن الخطأ مسموح به في الامتحان وأنه لا يعني نهاية العالم، فقد يتعرض الطلاب لظروف مختلفة تؤثر على أدائهم في الامتحان، وهذا أمر طبيعي يجب التعامل معه دون قلق.

وتعتبر بعض الأمور المهمة التي يجب على الأهل مساعدة أبنائهم خلال فترة الامتحانات، بحسب الحطاب، ألا يشعروا بالقلق الزائد كي لا يؤثروا سلبا على أداء الطلاب، كما يجب تجنب استخدام النقد الذاتي والشعور بالإحباط، والابتعاد عن المقارنة بين الأصدقاء والأبناء، مع ضرورة التحفيز والتشجيع للطلاب ليكونوا أكثر حماسا ودافعيه.

حتى يستعد الطلاب لفترة الدراسة، يوصى أيضا خبراء بتجنب السهر وضمان تناول طعام صحي، يجب مساعدتهم في فهم طبيعة المواد وتحديد المواد المهمة للاستعداد للامتحانات، ويجب التركيز على المواضيع التي ركز عليها المعلمون خلال الدروس، بحيث يدرس الطالب بذكاء وليس بجهد، وهذا سيساعد في تحقيق النتائج المطلوبة.

ويعتبر خبراء تربويون بأنه في ظل هذا التطور والتسارع في عالم التكنولوجيا، يتطلب بناء أجيال مؤهلة وقادرة على مواكبة المستجدات، ما يتطلب إعادة النظر في منظومة التعليم من بدء من المراحل الأساسية انتهاء بالتحاقه إلى المرحلة الجامعية .

ومن ضمن اقتراحات اللجنة ضمن تطوير الخطط الدراسية، لتكون أكثر ارتباطا بالمسارات التعليمية الثانوية والتخصصات الجامعية التي سيقبل بها الطلبة في الجامعة، أن يتم تشعيب الطلبة في مسارات التعليم الثانوي بناء على قدراتهم وميولهم واستعداداتهم، ولذلك ستكون الخطة الدراسية في المرحلة الثانوية مناسبة لقدرات الطلبة ورغباتهم، ومناسبة أيضا للتخصص الذي سيدرسه في الجامعة.

الناطق الإعلامي باسم وزارة التربية والتعليم الدكتور أحمد المساعفة يؤكد أن عملية التطوير هي عملية مستمرة، بسبب ما يعرف بالانفجار المعرفي، ومن واجبات الوزارة مواكبة هذه التغييرات.

ويشير المساعفة إلى أن اللجنة قدمت مؤخرا عدة مقترحات، فيما يتعلق بتطوير المناهج بالإضافة إلى امتحان الثانوية العامة، وستعمل الوزارة على دراستها والإعلان عن نتائجها خلال الفترة المقبلة.

هذا وكانت لجنة تطوير الثانوية العامة قد أكدت بأن التوصيات والمقترحات لتطوير الامتحان ليست ملزمة لوزارة التربية والتعليم إلا في حالة أن يتم إقرارها من قبل مجلس التربية والتعليم.

Radio Al-Balad 92.5 راديو البلد · خبير تربوي يقدم أبرز النصائح للتخفيف من التوتر خلال امتحان شهادة الثانوية العامة