هل المطالب الأردنية بفتح الحدود جدية؟

يطالب المتظاهرون في الأردن بفتح الحدود مع إسرائيل حتى يتمكنوا من الانضمام إلى حماس في حملتها ضد "العدو الصهيوني". ولا ينوي الملك عبد الله القيام بذلك، لكن قواته الأمنية في وضع محفوف بالمخاطر.

وأصبح الشعار المتكرر في معظم المظاهرات المناهضة لإسرائيل و المؤيدة للفلسطينيين التي تجري في الأردن. ويطالب المتظاهرون حكومتهم بفتح الحدود مع إسرائيل والسماح لمن يريد قتال “العدو الصهيوني” بالقيام بذلك. وعلى الرغم من هذه الهتافات المتكررة، فمن غير المرجح أن يحدث هذا الآن أو في أي وقت قريب.

وتأتي هذه الدعوات في أعقاب نداء وجهه قادة حماس إلى الدول والشعوب المجاورة لدعم حملتهم العسكرية التي أطلق عليها اسم "طوفان الأقصى".

وقال المحلل العسكري مأمون أبو نوار، اللواء المتقاعد في سلاح الجو الأردني، لـ "ميديا لاين" إن هذه الدعوات يجب أن تؤخذ على محمل الجد لأنها تعكس اعتقادا راسخا بأن قضية القدس وفلسطين تمتد إلى ما وراء الحدود. “ما يجب فهمه هو أن الصراع لا يقتصر على الفلسطينيين. إن الناس في جميع أنحاء العالم، وخاصة هنا في الأردن، متحمسون للضرورة حل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي”.

هذه القضايا السياسية والعسكرية سلط عليها الضوء العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني خلال الجلسة الافتتاحية لمجلس النواب الأردني يوم الأربعاء. وقال الملك في خطابه: “لا أمن ولا سلام ولا استقرار دون السلام العادل والشامل، الذي لا سبيل إليه إلا من خلال حل الدولتين”.

وأشار الملك بوضوح إلى أن “بوصلتنا ستشير دائما إلى فلسطين والقدس في قلبها، ولن نتردد أبدا في الدفاع عن مصالحها وقضيتها العادلة”.

بعد كل من هذه التصريحات، صفق أعضاء مجلس الامة والجمهور للملك عبد الله. كما أشاد بالقوات المسلحة الأردنية ودورها الوقائي في الحفاظ على أمن الوطن. وأضاف: “سيبقى وطننا صامدا تحميه زنود النشامى من أبناء القوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي والأجهزة الأمنية، الذين قدموا التضحيات جيلا بعد جيل، و حموا الوطن بالمهج والأرواح، في سبيل إعلاء رايته، والحفاظ على منعته وقوته، ليبقى عزيزا مهابا، فلهم منا كل التقدير والتحية، ولن نتوانى عن تقديم كل الدعم لتطوير قدراتهم وتعظيم قوتهم."

وقد أثار هذا المقطع من خطاب العرش المزيد من التصفيق من الجمهور والنواب والاعيان. ومن قبل أفراد الجيش الذين كانوا حاضرين. ومن الجدير بالذكر أنه بدلاً من الاستمتاع برد فعل الجمهور الإيجابي ودعمه، بدأ الملك عبد الله نفسه بالتصفيق وهو ينظر بفخر إلى أفراد القوات المسلحة الأردنية الحاضرين.

ولم يكن هذا الدعم لقوات الأمن الأردنية من قبيل الصدفة. إن دعوات حماس للحصول على الدعم من المجتمعات العشائرية والحركات الإسلامية الشقيقة وضعت الملك عبد الله وقواته الأمنية في موقف لا يحسدون عليه. وهم الآن مجبرون على القيام بعمل إسرائيل: منع أي شخص في الأردن من الاقتراب مما يعتبر أطول حدود مع المناطق الفلسطينية التي يسيطر عليها الجيش الإسرائيلي ومع إسرائيل.

وانقسم زعماء العشائر الذين أجرى راديو البلد مقابلات معهم بشأن ردود أفعالهم على دعوة حماس للتجمع. وفي الوقت نفسه، أوضح قادة الحركة الإسلامية في الأردن علناً أنهم يدركون الموقف الصعب الذي تعيشه القيادة الأردنية ولن يتحدوها من خلال محاولة تنظيم احتجاج بالقرب من الحدود مع إسرائيل.

وقال الدكتور عمر رداد، الخبير الاستراتيجي الأمني الأردني، لميديا لاين” إنه لا يتوقع أي نشاط سوى الدعوات السياسية استجابة لدعوات فتح الحدود. وأضاف: “هذه ليست المرة الأولى التي يدعو فيها خالد مشعل العشائر للانضمام إلى المقاومة، لكنها قوبلت بالرفض من قبل، والأردن موحد لدعم فلسطين، ولكن ضمن الوسائل السياسية”.

لكن الرداد أشار إلى أن القلق والخوف لدى الكثيرين هو احتمال انتقال المواجهات في غزة إلى الضفة الغربية. وأضاف: " فهناك خوف حقيقي من أنه إذا امتد مسرح الحرب إلى الضفة الغربية، فإن مسألة الترحيل الجماعي تصبح مصدر قلق كبير للقيادة الأردنية، ولن يتم التسامح مع هذا تحت أي ظرف من الظروف".

وقال الرداد إنه يتوقع أن ما بعد أحداث 7 أكتوبر وإعلان إسرائيل للحرب سيتطلب في نهاية المطاف حلا سياسيا وأن “الملك والقيادة الأردنية، بدعم من الشعب الأردني، سيكون بمقدوره تقديم حجة قوية لضرورة تنفيذ حل سلمي وإنهاء الاحتلال”.

عن موقع ذي ميديا لاين الأمريكي The Media Line

رابط المقال الأصلي بالإنجليزي

 

 

أضف تعليقك