هل المخالفة على حزام الأمان ترفع مستوى الوعي للسائقين؟
يعتقد السائق أحمد أن شعوره بالضيق يمنعه من استخدام حزام الأمان، على الرغم من معرفته بخطورة ذلك، ويرى أنه كان بحاجة للتعود على استخدامه منذ بداية قيادته للمركبة كي يصبح الأمر بغاية السهولة.
قصر المسافات التي تقطعها، ليلى يجعلها لا تستخدم حزام الأمان، خاصة في ظل الأزمات المرورية الكثيرة، فإنها غير مضطرة لاستخدامه، بحسب قولها.
بالمقابل فاطمة تلتزم باستخدام حزام الأمان بشكل مستمر، حتى عندما تقطع مسافات قصيرة، لتجنب تعرضها الى أي إصابات خطيرة في حال وقوع حادث.
أما مازن يعتبر أن استخدام حزام الأمان يجب أن يكون جزءا من ثقافة المجتمع ووعيه بخطورة عدم استخدامه، ويرى أن الإجراءات العقابية لن تكون فعالة في تشجيع استخدامه.
بحسب خبراء يعتبرون أن حزام الأمان أمرا هاما للسائق، حيث تحدث حوادث السير فجأة في زمن لا يتجاوز الثانية، مشيرين إلى ان حزام الأمان يستخدم بنسبة لا تتجاوز 25٪ من سائقي المملكة.
وتبين الأرقام الرسمية تسجيل 143 حالة وفاة في حوادث السير العام الماضي، بينما تم تسجيل 562 حالة خلال العام الحالي، وسط مطالبات بضرورة العمل على خفض معدل الوفيات بنسبة تزيد على 50٪ بحلول عام 2030، وتحسين سلامة النقل والتنقل المستدام.
نظرا لما سجلته نسب الحوادث المرورية خلال الفترة الأخيرة، قامت مديرية الأمن العام بتنفيذ حملة مرورية واسعة لضبط المخالفين الذين لا يلتزمون باستخدام حزام الأمان، بهدف تقليل الإصابات الخطيرة.
ووفقا للدراسات العلمية والعملية التي أجريت، تبين أن استخدام حزام الأمان من قبل السائق والركاب يقلل من الإصابات الخطيرة بنسبة تتراوح بين 50 إلى 60٪، وفقا لما أفادت به مديرية الأمن العام.
وأوضحت المديرية أن الحملة المرورية تشمل جميع المركبات دون استثناء، وتنفذ استنادا للمادة 38 من قانون السير الأردني رقم 49 لسنة 2008، والتي تعاقب بغرامة مالية قدرها 15 دينارا على كل من يرتكب مخالفة قيادة المركبة دون استخدام حزام الأمان، أو تحميل الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 10 سنوات في المقاعد الأمامية للمركبات وسيارات النقل المشترك.
وتؤكد المديرية أنه نتيجة لعدم الامتثال لبعض السائقين وتجاوزهم قواعد السلامة المرورية وتجاهلهم لأرواح المواطنين، فإن الطرق تستمر في أخذ المزيد من أرواح المواطنين الأبرياء يوميًا وتتسبب في خسائر بشرية ومادية.
رئيس الجمعية الأردنية للوقاية من حوادث الطرق، المهندس وفائي مسيس، يوضح لـ "عمان نت" بانه بالرغم من أهمية تطبيق العقوبات على المخالفين، إلا أنه يجب أن تكون الثقافة المرورية متجذرة من الداخل، وذلك من خلال تكثيف الدورات التثقيفية وإبراز خطورة عدم استخدام حزام الأمان، ويجب أن يكون الالتزام به عادة للسائق والراكبين، بما في ذلك الركاب الخلفيين.
يشير مسيس إلى أنه تم تقديم حزام الأمان للمرة الأولى وتصميمه ليس لمجرد الوقاية من الحوادث ولكن لتقليل من الإصابات الخطيرة بنسبة كبيرة، مطالبا بأهمية فرض عقوبات صارمة وزيادتها على المخالفين، مع استمرار الحملات المرورية، لكي تصبح عادة لدى السائقين وتقليل حوادث الطرق.
ويعتبر أيضا أن السرعات المفرطة وعدم احترام شواخص المرور، بالإضافة إلى اخطاء في صيانة المركبات التي تحتاج إلى عناية واهتمام من السائق، وحالة الطرق أيضا، تسهم جميعها في وقوع الحوادث، واستخدام الهواتف المحمولة أثناء القيادة يؤدي إلى تشتت انتباه السائق.
من جانبه يؤكد نائب مدير إدارة السير في حديثه لاذاعة الأمن العام أنه لا صحة للمعلومات حول مخالفة مرافق السائق على الهوية في حال عدم ارتدائه لحزام الأمان، مبينا بأن المخالفة ستحرر بحق سائق المركبة وداعيا إلى ضرورة استخدام حزام الآمان من قبل الركاب والذي يخفف من الأضرار الناجمة عن الحوادث المرورية أو الوقوف المفاجئ.
ولفت، إلى أن مديرية الأمن العام تهدف من خلال إجراءاتها وخططها المرورية والتوعوية إلى توفير الأمن والسلامة للمواطنين على الطرقات والحفاظ على الأرواح ، داعيا الجميع إلى التعاون لترسيخ ثقافة مرورية أكثر أمنا لمستخدمي الطريق
من اخترع الحزام الأمان
حزام الأمان، المعروف أيضا بحزام السلامة، هو جهاز مصمم لحماية الركاب في المركبات من الإصابات خلال الحوادث أو التوقف المفاجئ، يهدف إلى تقليل خطر إصابة الركاب بالتصادم مع أجزاء صلبة في المركبة ومنعهم من الطرح خارج المركبة.
تم تطوير حزام الأمان ثلاثي النقاط بواسطة المهندس والمخترع السويدي نيلس بوهلين، وهذا الاختراع قد ساهم بشكل كبير في تحسين سلامة السيارات وإنقاذ عدد كبير من الأرواح.
في عام 1958، تم تعيين بوهلين كأول مهندس سلامة في شركة فولفو، وقدم في العام التالي حزام الأمان الثلاثي النقاط في سيارات فولفو.
بالمقارنة مع التصاميم السابقة لحزام الأمان، ضمن تصميم بوهلين حماية للجزء العلوي والسفلي من جسم الراكب من خلال شريطين يتصلان بالفخذ، ويتم ربطهما في نقطة واحدة.
أثبت حزام الأمان الثلاثي النقاط فعاليته في تقليل خطر الإصابة بشكل كبير، وأصبح المعيار العالمي للسلامة في السيارات. وأصبح إلزاميًا في جميع السيارات الجديدة في الولايات المتحدة ابتداءً من عام 1968.