نجحت عدة دول بالحد بشكل كبير من انتشار فيروس كورونا، وبدأت بإعادة النشاط التجاري، وفتح قطاعات أخرى بشكل تدريجي.

وسجلت عدة دول في قارات العالم نماذج ناجحة في التعامل مع جائحة "كوفيد 19"، التي حصدت حياة أكثر من 265 ألف شخص.

ومثّلت الأردن النموذج العربي الأنجح من حيث السيطرة على عدم تفشي الفيروس، وتقديم الرعاية الطبية للمصابين فيه، ليسرّع مغادرتهم المشافي نحو منازلهم.

ومنذ تسجيل أول حالة إصابة بالفيروس في المملكة، مطلع آذار/ مارس الماضي، لم تزد عدد الحالات في الأردن حتى الخميس عن 473، واللافت أن عدد من تماثلوا للشفاء وصل إلى 377، في نسبة اقتربت من الـ80 بالمئة.

وبحسب موقع "VOX" الأمريكي، فإن نجاح الأردن في التغلب على كورونا لم يأت بمحض الصدفة، إذ شكّلت الحكومة لجنة لمتابعة الفيروس قبل تسجيل أول حالة بخمسة أسابيع، وتم حينها وضع عدة بروتوكولات للتعامل مع المرض حال وصوله.

وتابع الموقع، بحسب ما ترجمت "عربي21"، بأن قوانين الطوارئ التي أعلنت، وغلق المدارس والشركات، والمنافذ البرية والجوية والبحرية، منتصف آذار/ مارس، حصد الأردن ثمارها ببقاء الحالات دون خمسمئة.

وأوضح الموقع أن إبقاء حظر التجول من الساعة السادسة مساء رغم إعادة الفتح التدريجي للأعمال، والسماح بحركة المواطنين، من شأنه أن يحد من مخاطر تسجيل حالات جديدة في المملكة.

وخلال الأيام الثمانية الماضية، لم تسجل الأردن سوى حالة واحدة داخل المملكة، إذ إن جميع الحالات المصابة كانت لسائقي شاحنات على الحدود مع السعودية، ولم يخالطوا أحدا في الداخل.

ونوّه الموقع إلى أن ردود الفعل السريعة هي ما ميّزت الأردن عن دول كثيرة، وكان أبرز مثال على ذلك، حادثة عرس إربد الذي حضره 450 شخصا، قبل أن يتبين أن العريس مصاب بكورونا، وهو ما دفع الحكومة لإغلاق المحافظة بشكل كامل لعدة أسابيع، ما مكّنها من السيطرة على الفيروس.

وبحسب إحصائيات وزارة الصحة الأردنية، فإن إجمالي عدد فحوصات فيروس كورونا وصل إلى 97 ألفا.

نماذج أخرى

شكّلت كوريا الجنوبية واحدة من أنجح التجارب العالمية في التعامل مع فيروس كورونا، إذ كانت في نهاية شباط/ فبراير ثاني أكثر دولة تسجيلا للإصابات بعد الصين، إلا أنها اليوم نجحت في التراجع إلى المرتبة الـ38 عالميا.

بحسب صحيفة "ذا أتلتيك"، فإن الخطوة الذكية التي قامت بها سيئول للحد من تفشي الفيروس هي وضعها كنيسة تشينتشونجي كهدف أول لها، إذ إن الكنيسة التي يرتادها منتمون إلى طائفة مسيحية صغيرة كانت سببا في تفشي الفيروس.

وحددت الحكومة الكورية جميع أعضاء هذه الطائفة، وقامت بفحصهم، وفحص مخالطيهم، ليصل إجمالي الفحوصات حتى الخميس 650 ألفا، لم ينتج عنها سوى إصابة 10810، تعافى منهم 9414، بنسبة شفاء وصلت إلى 87 بالمئة.

وأوضحت الصحيفة أنه في الوقت الذي تداركت فيه كوريا الجنوبية نفسها، وصححت مسارها، انحرفت الولايات المتحدة نحو الكارثة، واللافت أن البلدين سجلا نفس عدد الإصابات في منتصف آذار/ مارس الماضي، إلا أن أمريكا اليوم لديها 1.2 مليون إصابة.

وذكر موقع "VOX" أن دولا أعطت نماذج رائعة في التعامل مع كورونا، برز من بينها آيسلندا، التي تمكنت من القضاء على الفيروس بشكل شبه كامل.

وسجلت آيسلندا 1799 إصابة، توفي منهم 10، وتماثل 1750 للشفاء، ليبقى في المستشفيات 39 حالة فقط.

وأوضح الموقع أن الجزيرة الإسكندنافية نجحت في إجراء فحص كورونا لنحو 13 بالمئة من سكانها، بمساعدة شركة محلية تدعى "DeCode"، التي تمكنت من تصميم واحد من أقوى برامج اختبار الفيروس حول العالم.

ونجحت آيسلندا بالقضاء على كورونا، رغم عدم إغلاقها المدارس والمنشآت الاقتصادية بشكل كامل، إلا أنها أبقت على المطاعم، وصالات السينما، والنوادي الرياضية مغلقة.

وفي شرق آسيا، شكّلت فيتنام واحدة من أنجح النماذج، فعلى الرغم من أن شمالها ملاصق للصين، وعدد سكانها يتجاوز حاجز تسعين مليون نسمة، إلا أن هانوي نجحت في تحجيم "كورونا".

ورغم إجراء أكثر من ربع مليون فحص، لم تسجل فيتنام سوى 271 حالة إصابة بكورونا، تعافى منها 232، ليتبقى 39 في المستشفيات، فيما لم تدون أي حالة وفاة.

وأوضح موقع "VOX" أن نموذج النجاح الفيتنامي تمثل في السرعة بالدرجة الأولى، إذ بدأت إجراءات العزل الصحي، والاختبارات الكثيفة، قبل أن تحذر منظمة الصحة العالمية من إمكانية تفشي كورونا.

وحتى صباح الخميس، سجلت دول العالم 3.8 مليون إصابة بفيروس كورونا، نتج عنها أكثر من 265 ألف حالة وفاة، فيما تماثل 1.3 مليون شخصا للشفاء.