نهر الأردن يحتضر.. الاحتلال يمتص حقوق الأردن المائية
نهر الأردن يحتضر..اسرائيل تمتص حقوق الأردن المائية
سلطت التقارير العبرية -التي كشفت عن رفض رئيس وزراء الاحتلال الاسرائيلي بنيامين نتنياهو،المصادقة على طلب أردني لتوريد المياه من إسرائيل، وهو طلب قدم بسبب نقص المياه في المملكة- الضوء على انتهاكات الاحتلال لحقوق الأردن المائية الواردة في معاهدة السلام.
وحذر خبراء أردنيون في مجال البيئة والمياه من استمرار انتهاك اسرائيل وسرقة حقوق الأردن المائية عبر ضخ آلاف الأمتار المكعبة من مياه نهر اليرموك المغذي لنهر الأردن عبر ما يسمى بـ"الناقل الوطني الاسرائيلي" الذي تسبب باحتضار نهر الأردن.
واستطاعت إسرائيل منذ عام 1964 عبر الناقل الوطني ضخ مياه نهر اليرموك إلى بحيرة طبريا في شمال فلسطين المحتلة ومن ثم الى الأجزاء الجنوبية بانابي يبلغ طولها حوالي 130 كيلومتر.
شاهد مسار النقال الإسرائيلي:
الحكومة الأردنية..حقوقنا المائية واضحة في الاتفاقية
الحكومة الأردنية وفي تصريح مقتضب لـ"عربي21" ردت عبر منصة اسأل الحكومة، إن "اتفاقية السلام الموقعة بين حكومة المملكة الأردنية الهاشمية واسرائيل، حددت الحقوق المائية من نهر الأردن ونهر اليرموك، كما ضمن ذلك في ملحق المياه رقم 11 اثنان الذي يشمل على جميع التفاصيل".
نهر الأردن يحتضر
وحذرت الناشطة البيئية، ورئيسة جميعة دبين للتنمية البيئة، هلا صبحي مراد في حديث لـ"عربي21" من "احتضار نهر الأردن وانخفاض منسوب مياه البحر الميت"؛ بسبب "سرقة الاحتلال الإسرائيلي لمياه نهر اليرموك وتلويث مياه نهر الأردن بمخلفات الأسمدة ومخلفات مزارع الأسماك مما أدى إلى قتل الحياة النباتية والسمكية في النهر".
تقول "نهر الأردن لا يحصل على كمية المياه المطلوبة والمقدرة بـ 1.3 مليون متر مكعب، إذ عملت سوريا على بناء سدود حرمت نهر الأردن من 400 مليون متر مكعب، كما أن الاحتلال قام بتغيير مجرى النهر مما حرم نهر الأردن من 600 مليون متر مكعب، وتبقى 300 مليون متر مكعب فقط في مجرى النهر".
وحسب مراد "الاحتلال استطاع سرقة المياه من خلال نهر اصطناعي من خلال الأنابيب العملاقة من طبريا الى النقب بانابيب يبلغ قطرها مترين ونصف، مما اثر على نهر الأردن الذي يصب بالبحيرة ويستمر بالخروج منها، مما ادى ايضا الى انخفاض منسوب البحر الميت أيضا، وكرد على ذلك حفرت الأردن في الستينات قناة الملك عبد الله لكنها لم تكن بمستوى ناقل الاحتلال".
وتشير الى أن "الاحتلال لم يكتف بهذا الأمر بل قام بتلويث مجرى مياه نهر الأردن بمخلفات مزارع الأسماك والأسمدة، كما قام بضخ جائر للمياه الجوفية في الجنوب وتلويثها". متسائلة عن "مصير المياه الجوفية في منطقة الغمر التي استعادتها الأردن في عام 2019".
ووفق أرقام وزارة المياه الأردنية تبلغ حصة المملكة في نهر الأردن تقدر بنحو 90-100 مليون متر مكعب، بما في ذلك 20 مليون متر مكعب تتدفق من نهر اليرموك، التي تبلغ فيه حصة الأردن 140-150 مليون متر مكعب.
معاهدة السلام
ونصت المعاهدة " يتفق الطرفان بشكل متبادل بالاعتراف بتخصيصات عادلة لكل منهما وذلك من مياه نهري الأردن واليرموك، ومن المياه الجوفية لوادي عربة، وذلك بموجب المبادئ المقبولة والمتفق عليها، وحسب الكميات والنوعية المبينة في الملحق رقم (2)، والتي سيصار إلى احترامها والعمل بموجبها على الوجه الأتم".
كما نصت على "جعل ما يهدر من الموارد المائية بالحد الأدنى وذلك من خلال مراحل استخدامها.
ب- منع تلوث الموارد المائية،و التعاون المتبادل في مجال التخفيف من حدة النقص في كميات المياه،ونقل المعلومات والقيام بنشاطات البحوث والتطوير المشتركة في المواضيع المتعلقة بالمياه، فضلا عن استعراض إمكانات تعزيز عملية تنمية الموارد المائية واستخدامها". وهو الأمر الذي لم تلتزم به اسرائيل.
ويتقاسم الأردن وإسرائيل في مياه بحيرة طبريا ونهري اليرموك والأردن، إضافة إلى آبار جوفية. ووفقاً للملحق 2 الذي يفصّل المادة 6 من نص المعاهدة، تحصل إسرائيل على 12 مليون متر مكعّب من مياه نهر اليرموك في فترة الصيف، و13 مليون متر مكعب في فترة الشتاء، فيما يحصل الأردن على "باقي التدفق".
لا الالتزام بالمعاهدة
وحسب الخبير الأردني الدولي في مجال الطاقة والبيئة الدكتور سفيان التل "الاحتلال لم يلتزم بالاتفاقية، إذ حول الاحتلال كل المياه التي تصب في لنهر الأردن إلى الجنوب من خلال ما يسمى الناقل الوطني العظيم، في المقابل نسبة التلوث عالية جدا في نهر الأردن بسبب رمي الاحتلال مخلفات مزارع الأسماك في النهر".
يقول لـ"عربي21"، "كل المياه الجوفية في الجنوب يتم سرقتها أيضا، وفي الستينات أخذ الاحتلال مناطق في جنوب الأردن وهي الغمر وحفروا فيها ابار تحت تصرفهم تحت صمت أردني، حتى وقعت اتفاقية وادي عربة وورد نص على أن اليهود يستمروا بضخ المياه من الغمر والأردن ملزم بالحفاظ على كميتها ونوعيتها ويمنتع الجانبان عن القيام بأي عمل من شأنه أن يقلل هذه المياه".
ويطالب التل بتوضيح اردني للرأي العام يبين كمية المياه التي يضخها من الآبار في الباقورة والغمر بعد استعادتها.
يؤكد التل انه تطرق في كتابه "الهيمنة الصهيونية على الأردن"، مشددا "نحن بلد غني بالمياه لكن مياهنا مهدورة".
وحسب وزارة البيئة الاسرائيلية تستهلاك اسرائيل المياه العذبة في إسرائيل: حوالي 1.5 مليار متر مكعب سنويًّا، بينما يبلغ عجز الأردن اليومي من المياه ٢٠٠ ألف متر مكعب وسيزداد إلى ٢٠٠ مليون في ٢٠٢٥ وكشف وزير المياه والري السابق، معتصم سعيدان في تصريحات صحفية عن عجز مياه يومي في الأردن بنحو 200 ألف متر مكعب وسيزداد إلى 200 مليون متر مكعب بحلول عام 2025.