نقص المياه يتسبب بمشاجرات واحتجاجات في المحافظات

نقص المياه يتسبب بمشاجرات واحتجاجات في المحافظات
الرابط المختصر

اضطرت قوات الامن الى التدخل لفض شجار وقع بين عدد من المحتجين على انقطاع المياه في بلدة ساكب وموزعي المياه فيها. وكان احتشد المئات من أهالي البلدة التي تقع الى الجنوب الغربي من محافظة جرش مساء اول من أمس أمام محطة مياه ساكب، احتجاجا على عدم وصول المياه لمنازلهم منذ أشهر.

وقال شهود عيان –حسب صحيفة الغد اليومية- ان مشادات كلامية حدثت أثناء الاحتجاج تطور إلى مشاجرات بين المواطنين وموزعي المياه، استدعت تدخل الجهات الأمنية لحل المشكلة والسيطرة على الوضع.

وكانت عمت حالة من الفوضى مساء أمس بلدة ساكب التي يزيد عدد سكانها على 20 ألف نسمة استمرت من الساعة العاشرة مساء وحتى الفجر احتجاجا على عدم وصول مياه الشرب إلى منازلهم.

وقال سكان إن المياه لا تصل البلدة إلا كل أسبوعين، مشيرين الى ان عدم وصولها في موعدها يعني انتظارهم إسبوعين آخرين.

وطالب المواطنون خلال الاحتجاج الجهات المعنية "بتغيير مدير المياه الذي لا يستجيب لمطالبهم ويرفض مقابلتهم والسماع لشكواهم".

وقال المواطن أبو ثابت لصحيفة الغد إن مياه الشرب لم تصل إلى منازلهم منذ أكثر من شهرين، وأن الينابيع وعيون المياه غير الصالحة للشرب قد جفت بعد المرتفع الجوي الذي شهدته المملكة في الايام القليلة الماضية.

وأوضح أبو ثابت أن" المواطنين يلجأون إلى عيون المياه والينابيع ويقفون عدة ساعات لانتظار الدور الذي يتزاحم فيه الناس، عدا عن أن العبوات التي يقومون بتعبئتها صغيرة ولا تغطي حاجة الأسر ليوم واحد.

وأكد أبو ثابت أن السكان لجأوا إلى هذا الإحتشاد خشية من تحجج السلطة بأنها ستقوم بتزويدهم بمياه الصهاريج، فمياه الصهاريج بالكاد تغطي حاجة 10 بيوت فكيف سيتم تغطية حاجة آلاف الأسر في البلدة.

وأوضح أبو ثابت أن المواطنين سينتظرون يومين فقط لغاية إيصال المياه لبيوتهم كما وعدهم بعض المسؤولين، وفي حال عدم وصول مياه الشرب لمنازلهم فسوف يقومون بتنفيذ اعتصام امام وزارة المياه والري في بحر الأسبوع الحالي.

ويرى المواطن علي السالم أن سوء التوزيع وعدم توخي العدالة حرمت آلاف الأسر من الحصول على مياه الشرب وهي من أبسط حقوق المواطنين، خصوصا في فصل الصيف وفي شهر رمضان المبارك.

وبين السالم أن معظم المواطنين غير قادرين على شراء صهريج مياه واحد، كونهم من ذوي الدخل المحدود وسعر متر المياه تجاوز العشرة دنانير.

وقال حمدان محمد إنه في ظل الأزمة المائية التي تعاني منها منطقة ساكب خاصة ومحافظة جرش عامة فإن المواطن يحتاج إلى الانتظار أسابيع من اجل وصول صهريج مياه اليه.

وطالب حمدان أن يتم ضخ المياه لبيوتهم في أسرع وقت ممكن، كونهم غير قادرين على ممارسة حياتهم الطبيعية في ظل الظروف الجوية القاسية وفي شهر رمضان المبارك.

وأكد حمدان أن مصدر مياههم الوحيد هو مياه الينابيع والعيون والتي يستخدمونها لأغراض الشرب والاستخدامات المنزلية الضرورية، وهم يدركون مدى خطورتها وعدم صلاحيتها.

وذهب سمير عبداللطيف إلى أنه يقوم بشراء مياه غير صالحة للشرب من الصهاريج كونها أرخص ثمنا وأكثر تواجدا، مؤكدا أنهم يشربون منها بعد غليها ويستخدمونها للإستخدامات المنزلية الضرروية كالطبخ.

وبين ناجي العياصرة وهو رب أسرة يبلغ تعدادها 17 فردا أنه "غير قادر على شراء مياه الشرب من الصهاريج في ظل الاستغلال الذي يقوم به أصحاب الصهاريج للمواطنين، فضلا عن أن دخل أسرته لا يتجاوز الـ180 دينارا ولا يغطي أهم المتطلبات الأساسية للأسرة.

وطالب العياصرة كغيره من أهالي ساكب أن يتم تغيير مدير المياه والموزعين الذين لا يتحرون العدالة في توزيع مياه الشرب، وأن يكون الموزع ليس من أهالي المنطقة التي يعمل فيها.

بدوره أكد مدير صحة محافظة جرش الدكتور أحمد الشقران " للغد" أن مياه العيون والينابيع غير صالحة للشرب والاستخدامات المنزلية الضرورية، كونها قد تحتوي على معادن ومواد ملوثة من عدة مصادر، داعيا المواطنين إلى غلي المياه جيدا قبل استعمالها.

وأوضح الشقران أن المئات من المواطنين متواجدون على مدار الساعة بجانب العيون والينابيع لغاية الحصول على المياه، رغم عدم صلاحيتها للشرب. وبين الشقران أن محافظة جرش تعاني نقصا كبيرا في مياه الشرب، مما أستدعى شراء مياه من الصهاريج الخاصة للمراكز الصحية.

وقد حاولت " الغد " مجددا الاتصال بمدير مياه جرش المهندس جمال الرشدان للرد على استفسارات المواطنين ولكن دون جدوى.

الزرقاء تعاني نقصا في المياه

بينما تفاقمت مشكلة المياه في الزرقاء واعتبر الاهالي في حديث لصحيفة العرب اليوم ان ادارة مياه الزرقاء وشركة الكهرباء في المحافظة فشلتا في التعامل مع قضايا المواطنين خلال موجة الحر التي ضربت المملكة خلال الاسابيع الماضية.

وبينوا أن الادارة المائية تعاني من الترهل الاداري الامر الذي فاقم المشكلة المائية في احياء الزرقاء , فيما طالبت بعض الشكاوى التي تلقتها "العرب اليوم" رئيس الوزراء التدخل في حل مشكلة المياه معتبرين أن قساوة الحر وشهر رمضان وغياب المياه وانقطاع الكهرباء تحديات عانى منها الاهالي في ظل صمت الحكومة وتجاهلها لمطالب المواطنين وحقوقهم طوال هذا الصيف القاسي.

من جانبه استمع محافظ الزرقاء د.سعد الوادي المناصير في مديرية ادارة مياه الزرقاء الى مشاكل المواطنين وقضاياهم المتعلقة بانقطاع المياة ونقصها الحاد في عدد من مواقع المحافظة.

وتمثلت مشكلات المواطنين بانقطاع المياه فترات طويلة في مناطق حي القمر ومكة وضاحية الاميرة هيا وجبل رحمة والابيض والزواهرة الاعلى وابو الزيغان وحي رمزي وحي الجبر والبتراوي والامير محمد وشاكر اضافة الى مشكلات تتعلق بخطوط المياه وتداخلاتها التي تخدم فئات قليلة من المواطنين على حساب مجموعات كبيرة ضمن احياء متفرقة.

واكد المحافظ بحضور مساعد الامين العام لسلطة المياه لشؤون اقليم الوسط مدير ادارة مياه الزرقاء م. احمد الرجوب ومدير كهرباء الزرقاء م. سليمان الطعيمة اهمية معالجة قضايا المواطنين ودراسة المشاكل والشكاوى المقدمة على ارض الواقع والعمل على ايصال المياه ضمن توزيع عادل بين سكان الزرقاء.

كما استمع من الرجوب الى شرح عن واقع المياه في الزرقاء التي تضخ من خلال 99 بئرا بواقع 5 الاف متر مكعب يوميا وبواقع 49 مليون متر مكعب سنويا مبينا ان احتياجات الزرقاء السنوية 41 مليونا و750 الف متر مكعب.

واشار ان مشكلة المياه تكمن في عدم تشغيل عدد من الابار التي اغلقتها وزارة الصحة تمهيدا لفحص عينات منها اضافة الى الاعتداءات التي تتعرض لها شبكة المياه من خلال اشخاص منفردين مما يتسبب في انقطاع المياه عن احياء متكاملة ومبينا ان العمل يجري حاليا على ايصال المياة للمناطق المرتفعة ومشيرا الى تشغيل بئر توقفت سابقا وتضخ اعتبارا من اليوم 160 مترا مكعبا في الساعة..

وجال المحافظ في منطقة تحلية المياه وتوزيع الصهاريج على المواطنين المتضررين من خلال 17 صهريجا تعمل على مدار الساعة لسد احتياجات المواطنين وفق الدور وحسب اولوية التسجيل لدى السلطة حيث اكد المحافظ على اهمية معالجة قضايا المواطنين ودراسة واقع المشكلات التي تواجههم وايجاد الحلول المناسبة لها.

وقرر المحافظ خلال الجولة تشكيل لجنة دائمة لمعالجة المياه ومراقبة عملية التشغيل وتوزيع الدور في المدينة من مندوبي المحافظة والشرطة والمياه والكهرباء ومبينا ارقام الشكاوى في دار المحافظة 3982141 و3982142 اضافة الى ارقام شكاوى سلطة المياه المعلن عنها في الصحف اليومية.

بيد ان تطمينات المحافظ للاهالي لم تحل مشكلة المياه عن الاحياء وبحسب مواطنين فان الحنفيات ما زالت خاوية فيما هدير العوامات متوقفة عن الخزانات في بعض المناطق المرتفعة منذ شهر وأكثر .

عجلون... خلل وعدم تطبيق العدالة في توزيع المياه

وفي عجلون ذكرت صحيفة الدستور ان محافظ عجلون فيصل القاضي بحث خلال اجتماع عقد الاحد في مكتبه مع عدد من مدراء الدوائر في المحافظة واقع المياه وطرق معالجة نقص المياه في عدد من التجمعات السكانية وذلك من خلال توفير صهاريج كل مديرية ووضعها تحت تصرف مديرية المياه للتمكن من توزيع المياه للمناطق المرتفعة.

وأكد القاضي ضرورة تضافر الجهود بين مختلف الدوائر والبلديات للتعاون لاجتياز فصل الصيف الحار بدون أزمة مياه وتخفيف الأعباء المترتبة على المياه ، داعيا إلى ضرورة توخي العدالة في توزيع المياه على المواطنين والتعامل بشفافية عالية مع المواطن الذي يجب أن يحرص جميع موظفي الدولة كل في موقعة على خدمته .

ولفت القاضي إلى أن شكاوى كثيرة ترد إلى المحافظة تفيد بوجود خلل في توزيع المياه وعدم تطبيق العدالة في مختلف المناطق سواء من خلال شبكة المياه أو صهاريج المياه التي توزع على المواطنين الأمر الذي سيتم معه اتخاذ اشد الإجراءات بحق كل من يثبت تلاعبه في وصول المياه إلى منازل المواطنين .

وأوعز القاضي لمدير المياه بتزويده بأهم المشاكل التي تعترض عملهم في المديرية وتتسبب بأزمة مياه لإيجاد حلول لها مع الجهات المعنية كون المحافظة تعتبر من أفقر المحافظات بمصادر المياه.

أضف تعليقك