نسبة فوز النساء خارج إطار "الكوتا" مؤشر إيجابي.. ولكن لا تغيير حقيقي
بعد فوز ما نسبته 27% من النساء بمجموع المقاعد المخصصة لعضوية المجالس البلدية ومجالس المحافظات ومجلس أمانة عمان، يصفها خبراء في مجال العمل النسائي بالمؤشر الإيجابي نحو مساهمة النساء في الحياة السياسية، خاصة مع دخول وجوه شبابية جديدة وسط ظروف صعبة تمر بها البلاد.
نتائج الرصد والتحليل لمركز راصد فيما يتعلق بمشاركة النساء تظهر فوز 68 سيدة خارج إطار (الكوتا) في عضوية المجالس المنتخبة.
في عام 2017 فازت 121 سيدة في الانتخابات بالتنافس والكوتا لعضوية المجلس البلديات ومجالس المحافظات، فيما لم تحرز أي امراة برئاسة اي بلدية، كما لم تترشح أي سيدة لهذا الموقع في الانتخابات 2022.
نسبة فوز النساء جيدة في ظل وجود التنافس العشائري
أمين عام حزب حشد وعضو اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية عبلة أبو علبة أن نسبة النساء اللواتي فزن بالتنافس ليست سيئة في ظل وجود ظاهرة التنافس العشائري وعوامل أخرى.
اما المحامي والناشط الحقوقي الدكتور عاكف المعايطة يؤكد أن وصول ما يزيد عن خمسين سيدة ا كأعضاء في مجالس البلديات، مؤشرا إيجابيا نحو مساهمة النساء في الحياة السياسية.
ولاستمرار هذا النجاح يشدد المعايطة على ضرورة إعداد المزيد من البرامج، لتعزيز مشاركة السيدات بشكل أوسع في الحياة السياسية، لضمان رفع هذه المشاركة بشكل أكبر خلال الدورات الانتخابية المقبلة.
في الانتخابات الماضية تشرشحت 6 نساء لرئاسة البلديات في انتخابات، من دون أن تفوز أي منهن، وهذا الأمر قد ساهم باحباط للسيدات الى عدم الترشح الى هذا المنصب، مقترحا المعايطة على ضرورة تحديد نهج وطني واضح للسير بخطوات حقيقية دعم المرأة للوصول إلى هذه المناصب .
وازدادت حصص مشاركة النساء في هذه الانتخابات نسبة المقاعد المخصصة للنساء في مجلس المحافظة، على إثر رفع قانون الإدارة المحلية بعد التغييرات التي طرأت عليه.
نصت المادة 3/ج والمادة 13/د من قانون الإدارة المحلية رقم 22 لسنة 2021، على أنه يخصص للنساء في كل من مجلس المحافظة والمجلس البلدي نسبة 25 % من عدد أعضاء المجالس المنتخبين لإشغالها من اللواتي حصلن على أعلى الأصوات بالنسبة لعدد المقترعين في دوائرهن الانتخابية ممن لم يحالفهن الحظ بالفوز بالانتخاب.
وجوه نسائية شبابية في مجلس المحافظات
بحسب إحصائية لمركز "راصد"، تشير إلى أن انتخابات 2017 اللامركزية والبلديات بلغ نسبة المترشحات فيها 17 % من مجموع المترشحين والمترشحات، فيما سجلت نسبة مشاركة النساء في انتخابات 2022 ما نسبته 18 % من مجموع المترشحين والمترشحات.
ورغم من تخفيض سن الترشح إلى 25 عاما، فإن نسبة المترشحين كانت ممن أعمارهم بين 25 و35 عامًا بلغت 7.3% ، وفق الهيئة المستقلة للانتخاب
أصغر عضو في مجلس المحافظات عن مجلس محافظة العاصمة في منطقة تلاع العلي-خلدا- أم السماق العشرينية سماء السكر تؤكد "أهمية وصول المرأة الى مواقع صناعة القرار رغم التحديات التي تواجهها".
وتشير السكر الى ان "دور النساء له ركيزة هامة ، في ظل وجود متطلبات واحتياجات داخل المجتمع النسائي المحلية، يحتاج الى معالجات والتقليل من العقبات التي تحد من وصول السيدات لهذه الخدمات" .
"من التحديات التي تواجه المرأة، خلال خوض تجربة الانتخابات، مدى قدرتها على إقناع من حولها بأفكارها و إمكانياتها وقدرتها على التغيير وخوضها العمل السياسي،" بحسب السكر.
هذا وانطلقت العديد من الحملات والبرامج التوعوية ما قبل موعد الانتخابات التي تم إجراؤها في 22 من شهر آذار، في مجال تعزيز مشاركة المرأة في الانتخابات وتغيير الصورة النمطية لمشاركتها، بتنظيم من الهيئة المستقلة للانتخاب، ووزارة الادارة المحلية، والعديد من الجهات الداعمة للمرأة.