
ميدل ايست اي: الأردن ليس "دولة موز"..ولن تقبل "مخطط التهجير"

حالة من التوتر والاستنفار في الأردن شعبيا ورسميا عقب تصريحات متكررة للرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بأنه "يود أن يرى الأردن ومصر تستقبلان الفلسطينيين كجزء من التحرك نحو "تطهير قطاع غزة".
يظهر هذا التوتر عبر شبكات التواصل الاجتماعي، والدعوات لمواقف رسمية أكثر صرامة تصل إلى إعلان حرب في حال تم التهجير للأردن سواء من غزة أو الضفة الغربية، وهذا ما كان موقع ميديل نشره نقلا عن مسؤولين أردنيين أن الأردن مستعد لخوض حرب وجودية في حال فرض عليها التهجير.
مقال ميديل إيست آي وجد له صدى على صفحات الأردنيين على موقع فيس بوك "علق الشاب فيصل الرشدان الأردن على مقال قائلا "أعتقد أن الأردنيين حكومةً وشعباً جاهزون لكافة السيناريوهات، لدينا جيش منذ ١٠٠ عام ونحن نِعدّه، ولدينا تجربة سابقا بهزيمة الاحتلال في معركة الكرامة"
شعبيا أطلق الملتقى الوطني لدعم المقاومة وحماية الوطن (تحالف أحزاب، نقابات، ناشطين) دعوة إلى الجماهير الأردنية للمشاركة في مسيرة كبرى بالعاصمة عمّان يوم الجمعة القادمة، 7 فبرايررفضًا للمشروع الأميركي لتهجير الشعب الفلسطيني.
عطاف الروضان، مذيعة تنحدر من أصول بدوية لعشيرة كبيرة في الأردن تقول لميدل إيست آي "إنها حرب وجود للأردن، لا يمكن للأردن بقول تهجير الفلسطينيين للمملكة هذا انتحار سياسي للدولة الأردنية، ايضا هذا قتل وخيانة للقضية الفلسطينية، نرفض كأردنيين داعمين للقضية الفلسطينية أي محاولة للمساس بالهوية والديمغرافيا الاردنية مهما كان الثمن".
رسميا كان وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي أول من استخدم مصطلح اعلان حرب في مواجهة تهجير الفلسطينيين في أيلول العام الماضي، "محاولة لتهجير فلسطينيي الضفة الغربية للملكة هو بمثابة إعلان حرب على الأردن" جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي مع نظيرته الألمانية أنالينا بيربوك بالعاصمة الأردنية عمان.
السيناتور عمر العياصرة، يقول "الأردن ليست دولة موز ( مصطلح يطلق دولة غير مستقرة سياسيا، وليس لها ثقل سياسي واقتصادي ) كي يفرض ترامب عليها استقبال ملايين اللاجئين، وخطوط الملك الحمراء ستتحول إلى الأحمر القاني".
"السؤال هل يستطيع ترامب تهجير أهل غزة! لقد القيت عليهم أطنان من القنابل ولم يغادر اهل غزة بقيوا صامدين، الملك عبد الله الثاني قال سابقا لترمب لا لصفقة القرن في 2017، الان الملك سيضع أمام ترامب خطوط حمراء باللون قاني في زيارته المتوقع للبيت الأبيض ومن بينها رفضه للتهجير كون ذلك يشكل انتحارا سياسيا للدولة الأردنية".
من شأن تدفق اللاجئين أن يخل بالتوازن الديموغرافي الحرج في البلد. فأكثر من مليوني أردني مسجلون كلاجئين فلسطينيين. بعض التقديرات الأخرى تزيد في الرقم وهذا يواجه رفضا شديدا من اليمين الاردني الذي يحذر دائما من أن يكون الأردن وطنا بديلا للفلسطينيين، وفي ذات الوقت يرفضه الأردنيون من أصل فلسطيني ويعتبرونه تفريغ فلسطين من أهلها.
أكثر من إعلان حالة حرب
أيضا يعتبر نائب رئيس الوزراء السابق ممدوح العبادي، تصريحات ترامب "أكثر إعلان حرب على الشعب العربي" ويدعو في حديث تصرح لميدل إيست آي السلطات الأردنية لإعادة التجنيد الإلزامي في الخدمة العسكرية لمواجهة إسرائيل التي لا يأمن المسؤول السابق انها ستهاجم الأردن يوما ما.
"عندما تريد تهجير أكثر من مليوني ونصف فلسطيني إلى المجهول لتبني ريفيرا (منتجعات فخمة)على أرضهم بغزة هذا استعمار غير مسبوق، نحن في الأردن لدينا العديد من الطرق لمواجهة هذا القرار من مواقف سياسية وشعبية كوقف معاهدة السلام، وطرد القواعد العسكرية الأمريكية من الأردن".
يرتبط الأردن مع الولايات المتحدة الأمريكية بتحالف وثيق في يناير/كانون الثاني عام 2021، وقعت الأردن اتفاقية تعاون دفاعية أردنية مع الولايات المتحدة،يوفر الأردن، وفق الاتفاقية، “أماكن حصرية للقوات الأمريكية تشمل 15 موقعاً (غير معلنة). وتعطيها صلاحيات وامتيازات واسعة في مختلف الأمور العملياتية والعسكرية. ويجوز لها حيازة وحمل الأسلحة في الأراضي الأردنية أثناء تأديتها مهامها الرسمية.
ويعتبر الأردن من الدول التي تعتمد بشكل كبير على المساعدات الخارجية، بما في ذلك المساعدات الأميركية التي تلعب دورا حيويا في دعم الاقتصاد الأردني، وتمويل البرامج التنموية، وتعزيز استقرار البلاد.
ترتبط واشنطن وعمان مذكرة تفاهم وقعت في سبتمبر/أيلول 2022، تمتد لسبع سنوات السنوات (2023-2029)، تقدم بموجبها الولايات المتحدة الأميركية مساعدات اقتصادية وعسكرية أساسية بما لا يقل عن 1.45 مليار دولار سنويا، أي بزيادة قدرها 13.7% مقارنة بالمذكرة السابقة.
الا أن مسؤول أردني (رفض ذكر أسمه) قال لميديل ايست أي "المساعدات الأمريكية مهمة وضرورية للموازنة وتشكل 10% من موازنة الدولة لكن عند ربطها بموضوع التهجير لن نتردد بالتخلي عنها".
من المقرر أن الملك عبد الله الثاني سيلتقي الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالبيت الأبيض في 11 فبراير/شباط تلبية لدعوة وُجهت إليه، ومن المتوقع أن يجدد الملك رفضه ورفض مصر لأي مخطط لتهجير الفلسطنيين من غزة.