موقع بريطاني: "شباب ألفا" في الأردن..جيل جديد من المحتجين يريد "تحرير فلسطين"
يقف علي أبو مسامح (26 عاما) وسط الجماهير الغاضبة بعيدا 2 كيلو متر عن سفارة اسرائيل في العاصمة الأردنية عمان رافعا لوحة كتب عليها "الجنة أقرب من سيناء" في اشارة لرفضه تهجير أهل قطاع غزة الى مصر.
تنحدر عائلة علي من منطقة بئر السبع في فلسطين 71( كم جنوب غرب القدس) هجر الاحتلال الإسرائيلي عائلته منها الى الأردن عام 1948، يقول علي ل"ميدل إيست اي" "أقف اليوم في وجه الاحتلال ومجازره، نريد من الحكومة الأردنية السماح لنا باقتلاع هذه السفارة وقطع العلاقات من المحتل، يجب أن لا نقف مكتوفي الأيدي كما وقفنا في حروبنا السابقة من اسرائيل 1967،1948".
يعمل علي محاسبا في شركة البان، لا ينتمي إلى تيار سياسي، منذ بدء الحرب على غزة 7 أكتوبر يأتي هو وزملاء له يوميا يطالبون "بفتح الحدود بين الأردن وفلسطين والسماح لهم بالقتال هنالك"، كما يطالبون "بطرد السفير الإسرائيلي لالغاء معاهدات السلام واتفاقية شراء الغاز من إسرائيل".
أما فراس 26 عاما يقول لـميدل ايست اي"، "رسالتنا هي اننا لا ننتمي لأي أحزاب سياسية نحن نتمنى للشعب الأردني والفلسطيني، اتينا للانتصار للحق الفلسطيني وحق العودة"، بلال هو الأخر جاء برفقة اطفاله الى محيط السفارة الإسرائيلية يقول "اتيت لدعم المقاومة الفلسطينية، ولنقول لا لسفك الدماء في غزة".
ينتمي هؤلاء الشباب إلى جيل ألفا (من عام 2010 كسنوات ميلاد بداية هذا الجيل ومنتصف عام 2020) أغلبهم لم يرى فلسطين، فقط سمع عنها في الأخبار أو من قصص توارثوها عن عائلاتهم حول منازلهم التي هجروا منها عند احتلال فلسطين 1948، قسم كبير ايضا هو من أصل شرق أردني جاء الاحتجاج لأسباب وطنية ودينية وانسانية.
لبى آلاف الشباب الأردنيين دعوات عبر شبكات التواصل الاجتماعي للاحتجاج في مناطق مختلفة من الأردن عقب المجزرة التي ارتكبتها إسرائيل في المستشفى المعمداني، من بينهم هديل الصعبي 27 عاما.
تقول هديل "، "ذهبت كرد فعل غاضب وباسم الإنسانية أن يقف هذا العدوان والوقوف مع أهالي غزة المحاصرين وحتى لا ننسى أخوتنا ومن باب الضغط المجتمعي لمساعدتهم وتوصيل المساعدات لهم".
"اليوم أطالب بإدانة دولة الاحتلال الإسرائيلي لهذه الجرائم التي أسفرت عن موت آلاف الشهداء ونزوح الأسر وقتل النساء والأطفال والمدنيين دون أية حق في كل لحظة في الليل وفي النهار دون توقف".
يعتبر هؤلاء الشباب وقود المظاهرات الغاضبة في الأردن، بعضهم حاول التسلل من الطرق الفرعية لبنى السفارة الإسرائيلية في عمان ليشتبكوا مع قوات الأمن العام وألقوا الزجاجات الحارقة مساء الأربعاء.
الأمن العام قال في تصريح صحفي "نأسف لإصابة عدد من رجال الامن العام الذين نقلوا لتلقي العلاج، وندعو الجميع للالتزام بالقانون وتعليمات رجال الأمن الموجودين لحمايتهم وضمان حقهم بالتعبير عن رأيهم بكل حرية".
إلا أن الشباب المحتجين يطالبون السلطات الأردنية "فتح الحدود، وطرد السفير الإسرائيلي وقطع العلاقات مع الاحتلال" هاتفين "لا سفارة لا سفير على أرض أردنية"، كما حرقوا العلم الأمريكي.
حسب فاخر دعاس منسقة حملة "ذبحتونا"، وهي حملة للدفاع عن حقوق الطلبة في الجامعات الأردنية، "أغلب من هم في الاحتجاجات من طلبة الجامعات"، يقول لـ"MEE"، "رغم كل المحاولات لإقصاء الرسمية والأمنية للطلبة عن العمل السياسي وتقييد حرية العمل الطلابي لم تحل دون انخراط هذا الجيل بهذه الهبة بل هو عمادها الرئيسي".
"هذا دليل على أن ارتباط الشعب الاردني بالقضية الفلسطينية لا يخضع لأية معايير،النقطة الثانية وسائل التواصل الاجتماعي اصبحت اداة للتحايل والالتفاف على التضييق المفروض على حرية العمل السياسي للطلاب".
يخرج هؤلاء الشباب الى المطالبة بصوت واحد لتحرير فلسطين رغم حذف عشرات الدروس تشرح احتلال فلسطين، والسياق التاريخي للقضية الفلسطينية في بلاد كالأردن ومصر إستجابة لمتطلبات اتفاقيات السلام.
قامت السلطات الأردنية وحدها بما يقارب 200 تعديل بعد توقيع المعاهدة مباشرة، لتلحقها في عام 2016 بتعديلات أخرى ضمن ما يسمى بالحرب على الإرهاب لتخذف دروسا حول الطيار الاردني فراس العجلوني الذي استشهد دفاعا عن تراب فلسطين والأردن عام 1967.
الا أن التحاق هؤلاء الشباب بالاحتجاجات التي عمت مناطق الأردن عقب العدوان على غزة تقول أن هذا الجيل لم ينسى ولم تمحى ذاكرته.
رابط المقال