تظهر الاراء والتعليقات على الموقع الالكتروني ( لنساعد مرضى الايدز ) الخاص بمرضى نقص المناعة المكتسبة ، ضعف المعرفة بكيفية انتقال المرض ، وبالتالي ارتفاع نسبة الوصم الاجتماعي نحو المصابين .
يعرض هذا الموقع الذي أسسه عدد من المتعاطفين والمتعايشين المصابين بمرض الايدز من خلال تبادل الاراء ,المشكلات التي تواجه المتعايشين ، والقضايا التي تناولتها وسائل الاعلام بشأنهم اضافة الى افساح المجال أمام زائري الموقع لمناقشة المتعايشين مع المرض وكيفية التعامل معهم ضمن أسس علمية وسليمة تضمن حماية المجتمع من المرض .
وتظهر المؤشرات التي برزت من خلال الآراء والتعليقات تزايد الوصمة الاجتماعية تجاه فئة المتعايشين مع المرض ما يعني أن المرضى ما زالوا يعانون من ذلك في المجتمع في وقت جاء إنشاء هذا الموقع لمساعدتهم .
وفي هذا الصدد جاءت دراسة اجريت حديثا على ثلاث جامعات هي ( الأردنية واليرموك والحسين بن طلال ) لتؤكد ضعف معرفة الطلبة بطرق الاصابة بمرض نقص المناعة المكتسبة (الايدز) وكيفية انتقال العدوى , وفي الوقت ذاته أظهرت ارتفاع مستوى شيوع الوصم الاجتماعي تجاه المصابين ورفض قبولهم في المجتمع ، وتزايد النظرة السلبية من قبل الشباب الجامعي تجاههم .
ويفسر نائب رئيس جامعة مؤتة الدكتور ذياب البداينة لوكالة الانباء الاردنية ( بترا ) سبب ضعف معرفة طلبة الجامعات بمرض الإيدز " كونه لا يعد مشكلة اجتماعية في مجتمعنا المحافظ ، الى جانب غياب برامج التوعية بالمرض " .
ويعرض الناطق باسم مجموعة المتعايشين مع المرض مطالب المصابين بحقهم الإنساني في العيش كباقي الناس والاهتمام بالجانب النفسي لهم مبينا انه لتحقيق ذلك حرصت المجموعة من خلال التشبيك مع منظمات غير حكومية على زيادة الوعي القانوني للمتعايشين في جميع المجالات الصحية والتعليمية والعمل اضافة الى نشر التوعية بكيفية طرق انتقال الفيروس .
يرجح الدكتور البداينة سبب ارتفاع الوصمة الاجتماعية بين طلبة الجامعات لمرضى الايدز الى المعتقدات المجتمعية السائدة والصور النمطية السلبية حول مسببات المرض جراء الممارسات الجنسية غير الشرعية وتعاطي المخدرات .
وحذر من أن تلحق نتائج الوصم السلبية ضررا ليس على المتعايشين مع المرض فقط ، بل تطال اسرهم ما يعزلها اجتماعيا.
وحذر استاذ الفقه واصوله في كلية الشريعة في الجامعة الاردنية الدكتور عبد المجيد الصلاحين من اطلاق الاحكام المسبقة بتعميم اتهام جميع مرضى الايدز بأنهم يمارسون الاعمال المنافية للاخلاق لان الاصل بالانسان المسلم ان يحسن الظن في اخيه المسلم لقوله تعالى " يا ايها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن ان بعض الظن اثم " .
وطالب افراد المجتمع بالتسامح وان لا ينظروا للاخرين بريبة وشك الامر الذي يدل على نقص الوعي والجهل لديهم في كيفية انتقال المرض .
وللتغلب على مثل هذه المشكلة الاجتماعية يرى الدكتور البداينة ضرورة رفع مستوى المعرفة بالمرض بين المواطنين لما له من أهمية في تجنب الوقوع في الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة به والوقاية منه داعيا إلى تنظيم المزيد من برامج التوعية لإزالة الوصمة الاجتماعية عن المصابين بالمرض ودمجهم في المجتمع .
ودعا كذلك الى ادراج فحص الايدز بشكل الزامي للمقبلين على الزواج ، وتحديث القوانين لاستيعاب فئة المتعايشين مع المرض وإعطائهم الفرصة للاندماج بالمجتمع وعدم الاستغناء عن خدماتهم في العمل وعدم رفضهم وإشعارهم بأنهم غير أسوياء.
"وتحرص وزارة الصحة على المحافظة على معدلات انتشار منخفضة لمرض الايدز ، من خلال تنفيذ الاستراتيجيات التي تسهم في نشر التوعية والتثقيف الصحي مع التركيز على الفئات المستهدفة الأكثر عرضة للإصابة وهي فئة طلبة المدارس والجامعات للتعريف باسباب انتشار المرض من خلال عقد الندوات والمحاضرات وتوزيع النشرات والملصقات التوعوية "، وفقا لمدير البرنامج الوطني لمكافحة الايدز التابع للوزارة الدكتور بسام الحجاوي .
ودلت الإحصائيات الصادرة عن البرنامج أنه تم تسجيل 745 اصابة في الاردن لغاية منتصف شهر نيسان الحالي من بينها 218 إصابة لأردنيين ، يشكل ستون بالمئة منهم من الفئة العمرية بين (20- 40) سنة .
يعاني المصابون والمتعايشون حسب الناطق باسم مجموعة المتعايشين مع مرض الايدز في الاردن من وصمة العار الاجتماعية ، وعدم إيجاد فرص عمل لهم ، وفي حال اكتشف أمر إصابتهم يتعرضون الى فقدان وظائفهم ومصدر رزقهم .
ينادي المتعايشون مع المرض بتطبيق شعارهم ( نحن جزء من المشكلة وليس المشكلة ) ، من خلال إشراكهم بنشر الوعي فيما بينهم بكيفية انتشاره وحماية غير المصابين كي لا يقعوا فريسة له .
تشير الاحصائيات العالمية الى ان الاصابات المقدرة بفيروس الايدز تصل الى 3ر40 مليون ، والاصابات الجديدة المقدرة به تصل الى 9ر4 مليون ، في حين بلغت اعداد الوفيات المقدرة بين المصابين به 1ر3 مليون .