موسم الهجرة من مرافق الجامعة

موسم الهجرة من مرافق الجامعة
الرابط المختصر

ظاهرة جديدة في الجامعة الاردنية ، أوجدت حواجز نفسية لدى الطلبة ، وحدت من حرية سيرهم داخل الممرات والأبنية، بعد أن وجدوا انفسهم وجها لوجه أمام هذه الظاهرة التي داهمتهم دون نشرات او تنبيهات تمهيدية تعينهم على فهم ما يجري ، تلك الظاهرة هي " الروائح " ..

يقول الطلبة
"الكلام لا يعبر عن الحقيقة" هكذا يوجز طالب هندسة الحاسوب عمر مريان حديثه عن المرافق العامة في الجامعة ودورات المياه بالتحديد، ويشير الى انها تفتقد لابسط مستلزماتها الصحية ، وان الطلبة يضطرون لتغيير مساراتهم تجنبا لروائحها الكريهة، ويضيف " أحيانا نتمنى ان نعثر على اي من ادوات التنظيف لنزيل القاذورات بأنفسنا"..
 
الطالبة آلاء زهدي من كلية الاداب، تؤكد عدم قدرتها على دخول أي من تلك المرافق قائلة "في حال اضطررت لاستخدامها اخرج الى المطاعم المجاورة دون أن افكر في دخول تلك التي تخص الجامعة".
 
مشكلة التدخين أيضا طالت دورات المياه، حيث أجمع الطلبة على أن غيمات كثيفة من الدخان تنبعث حال فتح أبواب دورات المياه .. على أن ما هو أفظع من كل ما تقدم ، أن بعض الطلبة يتناولون وجبات غذائية " باستمتاع غريب "على الارضيات الرطبة والمتسخة داخل تلك المرافق..
 
طالبة ادارة الاعمال رناد ياسين تستهجن هذه التصرفات من طلبة جامعيين اجتازوا شوطا في التعليم الأساسي، حيث تقول "من المعيب وجود طلبة يجلسون على أرضيات دورات المياه بالطريقة التي نراها وسط القاذورات والروائح غير المحتملة".
 
وتؤكد ان الكليات تتفاوت في مستوى النظافة، اذ ان" مرافق الكليات العلمية اجمالا وكلية تكنولوجيا المعلومات بشكل خاص افضل بكثير من مرافق الكليات الاخرى مثل الاداب والاعمال وغيرهما، ومع ذلك فهي ليست بالمستوى المطلوب".
 
مسؤولية..
وتتفاوت مسؤولية نظافة دورات المياه بين الطلبة وعاملي النظافة وادارة الجامعة، حيث تؤكد طالبة العلوم السياسية نادين غرايبة ان "عاملات النظافة لا يستطعن تدبر امر دورات المياه في ظل حركة مئات الطالبات يوميا، لذا لا بد من توزيع نشرات توعوية بين الطلبة".
 
الطالب عمر المريان تحدث عن روائح من نوع آخر ، إنها الروائح الكريهة التي تنبعث من الكتابات غير اللائقة على جدران تلك المرافق  ، حيث يقول " المسؤولية الأولى تقع على الطالب ثم على عمال النظافة، فكتابة بعض الطلبة لعبارات غير لائقة على سبيل المثال هي نتاج لقلة الوعي وعدم القدرة على تحمل المسؤولية ، وهي تتطلب اجراءات جادة من قبل الادارة الجامعية للحد من مثل هذه الممارسات، كما يتحمل عمال النظافة جزءا من مسؤولية إزالة تلك العبارات التي لا تليق بطلبة الجامعة".
 
الطالبة هبة الضميري من كلية الآداب، تحمل المسؤولية لادارة الجامعة وعمال النظافة فيها قائلة "الاصل وجود عمال نظافة في دورات المياه اذ ان غياب هؤلاء العمال يتيح المجال للطلبة للقيام باعمال غير لائقة ، وإدارة الجامعة مسؤولة عن توفير ما يكفي من هؤلاء العمال".
 
 
"لا حياة لمن تنادي"
يؤكد عميد شؤون الطلبة بالجامعة الاردنية الدكتور بشار عبدالهادي ان كل كلية مسؤولة عن نظافة مرافقها وان المرجعية الوحيدة عند رئاسة الجامعة وليست عند عمادة شؤون الطلبة.
 
على أي حال ، فالمحاولات ما زالت مستمرة للتوصل الى الجهة التي تقر بمسؤوليتها الكاملة عن المرافق العامة في الجامعة ، بينما يأمل الطلبة ان يكون هذا التأني والتروي من قبل ادارة الجامعة في الإستجابة لنداءاتهم ، مقدمة لخطوات واجراءات جدية وحاسمة لتحسين مستوى تلك المرافق التي تؤثر بشكل مباشر على صحة وسلامة الطلبة، ويتمنون أن لا يمتد موسم التسمم والتلوث إلى جامعتهم، فيصبحوا " ضحايا دورات المياه في الجامعة الاردنية"!

أضف تعليقك