مهمة أمام وزير الاتصال الحكومي مهند مبيضين!
خطوة بالاتجاه الصحيح عندما أعلن وزير الاتصال الحكومي د. مهند مبيضين عقد مؤتمر صحفي للحديث عن الحملة الوطنية للتطعيم بعد اللغط والجدل حول مطعوم الـ "MR" المستورد من الهند.
سألني وزير سابق عن تقرير نشرته في الصحافة الأجنبية "لماذا أغلب الأصوات في التقرير أصوات معارضة"، سؤال الوزير مشروع كقارئ لا يعرف تفاصيل العمل الصحفي ومعاناة التواصل مع الجهات الرسمية، الجواب للوزير "انتم من غيبتم أنفسكم"!
تنشر الصحافة الغربية، والعربية، كثيرا من التقارير في قضايا سياسية تخص الأردن، بوجهة نظر غير متوازنة؛ بسبب عزوف المسؤولين الحاليين عن التصريح، لتخرج تلك التقارير للجمهور الأجنبي وتكون لديه صورة غير كاملة عن المشهد السياسي الأردن، ليخرج نفس المسؤول ويدعي "أنهم يستهدفوننا"!
أمام الوزير مبيضين مهمة إعادة إحياء دور الوزارة في توضيح وجهة النظر الرسمية في قضايا تشغل الرأي العام المحلي تبديدا للإشاعات والأخبار الزائفة، فكلما كان هناك تدفق للمعلومات تراجعت الأخبار الزائفة، وهذا ما لمسناه في جائحة كورونا وغيرها من القضايا التي غابت فيها وجهة النظر الرسمية.
وليست هذه مهمة الوزير الوحيدة، فالعمل على تحسين مؤشر الأردن في الحريات الصحفية العالمية، أولوية! من خلال تعزيز الحريات الصحفية، وضمان حق الحصول على المعلومات وتدفق أكبر للمعلومات والتصريحات الرسمية، وعقد مؤتمر دوري للإجابة على استفسارات الصحفيين، وتفعيل استقبال أسئلة الصحفيين عبر المنصات الإلكترونية، إلى جانب تفعيل دور الناطقين باسم الوزارات والمؤسسات الرسمية.
حق الحصول على المعلومات مكفول للمواطن الأردني بموجب القانون والدستور، المطلوب من الحكومة ليس مراجعة قانون ضمان حق الحصول على المعلومات فقط! إنما تطبيق عملي للانفتاح على الإعلام، وأن لا يبقى القانون ذلك حبرا على ورق أو مقيد بكلمات مطاطة أعاقة آلية تطبيقه خلال السنوات الأخيرة.
الوزير د.مبيضين أمامه مهمة إحياء الوزارة ونقل تجربته عندما كان ناطقا إعلاميا باسم اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية، فأما أن يترك أثرا وبصمة أو يغادر بصمت كما غادر كثير من الوزراء ويكسب لقب "معالي".