من هو "مرعي الرمثان"..كارتيل المخدرات في الجنوب السوري

في برنامجه "عندما انتهى التحقيق" الذي يقدمه  الصحفي موفق كمال عبر منصات التواصل الاجتماعي  لجريدة، أشار إلى أسم "مرعي الرمثان" كمسؤول أول عن تهريب المخدرات للأردن بعد أن تم تكرر ذكره على لسان كل مهرب يتم ضبطه.

 وحسب الصحفي موفق كمال "مرعي الرمثان" بحقه عشرة أحكام قضائية من محكمة أمن الدولة والعقوبة تتراوح في كل قرار حكم بالأشغال الشاقة ٢٥-٢٠عاما.

 

اقرأ أيضا: عن تعاون أردني خليجي لوقف تهريب المخدّرات

 

من هو الرمثان؟

يتولى الرمثان مهمة تخزين المخدرات التي تصله من حزب الله ولبنان بمساعدة المليشيات الشيعية وقوات غير منضبطة من الجيش السوري.

 

وسائل إعلام سورية معارضة ذكرت أن معظم القتلى والمفقودين في العملية التي أجهضها الجيش الأردني في 27 كانون الثاني (يناير) الماضي وقتل فيها العشرات ينتمون إلى عشيرة الرمثان. 

 

وحسب ما ذكرت وسائل اعلام ان الشحنات تصل إليها من محافظات أخرى ليتم تخزينها موقتاً ضمن "نقاط تجميع" تمهيداً لنقلها إلى الضفة الأردنية من الحدود. وأبرز نقاط التجميع هي قريتا الشعاب وأم شامة، جنوب شرقي السويداء.

 

وتعتبر قرية “الشعاب” بريف السويداء الشرقي والملاصقة للأراضي الأردنية، النقطة الرئيسية لتهريب المواد المخدرة إلى الأردن، كما تشتهر قرية “الشعاب” بتضاريسها المناسبة للتهريب، وأن معظم سكانها يعملون بالتهريب وحمل السلاح لحماية تجارتهم غير الشرعية، بالإضافة لطريق تهريب مباشر من دمشق إلى السويداء عبر طريق البادية ويصل إلى قرية “الشعاب”، وهي قرية محصنة بسبب السلاح الموجود مع سكانها البدو الذين يعملون بالتهريب، وعلى رأسهم المدعو “مرعي الرمثان”، وذلك حسب دراسة أعدها أخيراً مركز "الجمهورية نت" السوريّ المعارض.

 

وحسب مصادر سورية من البادية أن”الرمثان” من عشائر البدو، يعتبر رجل ميليشيا حزب الله الأول بتجارة وتهريب المخدرات في المنطقة الجنوبية، وإلى علاقته القوية مع تاجر الحشيش المعروف في لبنان، نوح زعيتر” ، وعلاقات الواسعة مع قوات الأسد، ويستخدم جهاز اتصال فضائي “ثريا”، وتمكن من تهريب أكثر من خمسين طن من الحشيش خلال فصل الشتاء الحالي، حيث يمنع دخول القرية الأشخاص الغرباء من قبل الأهالي عبر حواجز على مداخل القرية لحماية تجارتهم.

 

ويستقطب الرمثان شباب العشائر في المنطقة ويعمل على زجهم في الشبكة التي يديرها، ومهمتها تقتصر على عملية تهريب المخدرات، من مراكز التجميع في قرية الشعاب إلى الأراضي الأردنية. هذه المراكز عبارة عن بيوت سكنية قريبة من الحدود يجتمع فيها المهربون قبل الانطلاق إلى العملية. وتتشارك عمليات التهريب شبكات منظمة من العصابات والمجموعات المسلحة ذات الارتباطات الأمنية، وتؤدي كل مجموعة أدواراً متعددة رغم أنها محددة، مثل حماية الطرقات وتأمين حمولة المخدرات في مناطق نفوذها.

 

وتتركز معامل الإنتاج، غالباً، في لبنان وأرياف دمشق وحمص. وبعد الإنتاج تبدأ جماعات مسلحة متعددة الولاءات بنقل الحمولة ضمن مناطق نفوذها، بحيث يحصل تسليم دوري من مجموعة إلى أخرى، وصولاً إلى الوجهة النهائية في مراكز التجميع جنوب سوريا. 

 

وتعبر تلك الجماعات نقاط التفتيش بطرق مختلفة، منها عبر الرشوة أو الارتباط المباشر بقوى أمنية وعسكرية تابعة للنظام مثل الفرقة الرابعة وشعبة المخابرات العسكرية. كما يتولى في بعض الأحيان متعاقدون مدنيون مع هاتين الجهتين عملية نقل المخدرات عبر الحواجز الأمنية. وعند دخول محافظة السويداء تنتهي مهمة المتعاقدين، حيث تُسلم الحمولة لجماعات محلية مسلحة ذات نفوذ في مناطقها، وتنقل المخدرات إلى مراكز التجميع لتتولى شبكات جديدة داخلها عملية التهريب إلى الأردن، وفق الدراسة السابقة.

 

وذكرت دراسة صادرة عن "الجمهورية نت" وهي مجلة إلكترونيّة تُعنى بالشؤون السياسية والثقافية للمسألة السوريّة، أن شبكات التهريب تسلك ثلاث طرقٍ لنقل المخدرات من سوريا إلى الأردن، تختلف عن بعضها باختلاف المنطقة وطبيعة تضاريسها.

 

 ففي جنوب محافظة درعا يستغل المهربون حركة التبادل التجاري في معبر جابر - نصيب، لنقل المخدرات داخل شاحنات نقل البضائع عبر إخفائها بمخابئ سرية أو حشوها بين البضائع. وفي 7 شباط (فبراير) الجاري، أعلنت الجمارك الأردنية إحباط كوادرها في مركز جمارك جابر محاولة تهريب حبوب مخدرة من نوع كبتاغون تقدر كميتها بمئتي ألف حبة.

 

أما المناطق الحدودية جنوب السويداء، حيث لا توجد أي معابر رسمية، "تستغل عصابات التهريب التضاريس الصعبة وانتشار الوديان، مثل وادي خازمة، ولا تتحرك إلا في الأجواء الضبابية التي تضعف الرؤية فيها، وعندها يتسلل المهربون إلى الأردن سيراً على الأقدام، وفي مجموعات يراوح عدد أفرادها بين 15 و20 شخصاً، حيث ينقل كل مهرب حمل مخدرات يزن حوالى 30 إلى 35 كيلوغراماً، ويلبسه كسترة شتوية. وتتألف الحمولة عادةً من الكبتاغون والحشيش والترامادول والكريستال ميث". 

 

ويتقاضى المهرب الواحد ما بين 8-10 آلاف دولار إذا نجح في إيصال حمولته إلى منطقة في الداخل الأردني تبعد من الحدود مسافة كيلومتر تقريباً، حيث يسلمها لأشخاص أردنيين ويعود إلى سوريا. 

 

ويرافق كل مجموعة شخصان مسلحان على الأقل، مهمتهما إطلاق النار والتغطية على أفراد المجموعة الذين يتخلصون من حمولتهم في حال حدوث أي اشتباك مع حرس الحدود، ويفرّون باتجاه الأراضي السورية.

 

الطريقة الثالثة تعتمد على نقل المخدرات بواسطة سيارات دفع رباعي تحمل كميات كبيرة من المخدرات، وأحياناً الأسلحة.

 

 تتبع عصابات التهريب هذا الأسلوب في البادية السورية - الأردنية التي تُعد المسافة الأطول للحدود المشتركة، ويسهل فيها هامش المناورة. 

 

وفي ليلة 11 شباط (فبراير) الجاري أعلن الأردن عن إحباط المنطقة العسكرية الشرقية، في عمليات متزامنة في مواقع عدة، محاولات تسلل قامت بها مجموعة من الأشخاص الذين يقودون آليات لتهريب كميات كبيرة من المواد المخدرة والأسلحة الآتية من الأراضي السورية. ونشرت القوات المسلحة الأردنية في صفحتها على فايسبوك صوراً لمخدرات وأسلحة وسيارات صادرتها خلال العملية، وقالت لاحقاً إنها اكتشفت جثتين للمهربين بعد تمشيط المنطقة.

 

الجانب السوري... تورّط أم تقصير؟

على رغم أن حرس الحدود السوري ينتشر في مخافر ونقاط على طول الحدود السورية - الأردنية باستثناء منطقة نفوذ التحالف الدولي، حيث تفصل بين نقاط حرس الحدود مسافة تراوح بين 3 و5 كيلومترات، إلا أن ذلك لم يحقق أية فعالية في التصدي للمهربين. 

ونقلت الدراسة المنوه عنها سابقاً عن عنصر من حرس الحدود التابع لقوات النظام السوري "أن ضعف الإمكانات وعدم توفر تقنيات رصد ومراقبة يجعلان وجودهم في المنطقة بلا فائدة، على عكس القوات الأردنية المجهزة بتقنيات حديثة".

 

ويصف العنصر وضع الجنود السوريين في هذه المنطقة بـ"المعاناة القاسية، إذ يضطرون يومياً للمناوبة في مكامن خارج محارسهم، لا سيما في الأجواء الشتوية، مع تعرض نقاطهم، أسوةً بالبيوت السكنية القريبة، لإطلاق نار عند أي اشتباك بين المهربين وحرس الحدود". ويتابع: "لا نجرؤ على إطلاق النار من دون تعليمات، وحتى إن طُلب منا التعامل، فإن أيدينا المرتجفة من شدة البرد، قد لا تقوى على تلقيم السلاح". وفي أواخر العام الماضي 2021، قُتل جندي سوري من حرس الحدود جراء الاشتباكات في المنطقة، وبعد ذلك جالت قوات روسية في النقاط الحدودية للاطلاع على متطلبات الحرس، وقدمت وعوداً لهم بتقديم تجهيزات ومعدات، لكنها غادرت من دون رجعة.

 

وفي مقابل هذا التقصير، تكشف العلاقات القوية بين متزعمي شبكات التهريب ومسؤولين في أجهزة المخابرات السورية في المنطقة الجنوبية عن تورطها في دعم هذه الشبكات، وفق الدراسة ذاتها.

 

 فقد أجرى مرعي الرمثان، أبرز متزعمي شبكات التهريب، احتفالاً داعماً للنظام في قريته العام الماضي، حضره مسؤولون في أجهزة أمنية. ولم يكن هذا الظهور العلني الأول لمسؤولي المخابرات في ضيافة متزعمي شبكات التهريب، ففي عام 2020 تداول ناشطون صوراً لحضور قادة الفروع الأمنية في محافظة السويداء مجلس عزاء لأحد أبرز مهربي المخدرات من عشائر منطقة المقوس في السويداء. وتساهم هذه العلاقات في منح غطاء أمني لمتزعمي شبكات التهريب، وهذا ما يفسر تنقلهم بحرية تامة في مناطق سيطرة النظام.

 

 اقرأ أيضا: تهريب المخدرات من سوريا..هل لماهر الأسد علاقة؟

 

أضف تعليقك