تهريب المخدرات من سوريا..هل لماهر الأسد علاقة؟

الرابط المختصر

دعا المحلل والخبير العسكري، اللواء المتقاعد د.مأمون أبو نوار سوريا لتحمل مسؤولياتها ووقف تهريب المخدرات إلى الأردن.

 

وقال في حديث لراديو البلد إن المخدرات تمر عبر الأردن  الى دول الخليج، معتبرا أن الحدود الشمالية مصدر تهديد للأردن، وأن الجيش العربي، معربا على ثقته بقدر الجيش العربي بالتصدي لأي تهديد.

radio albalad · اللواء المتقاعد مأمون ابو نوار يدعو سوريا لتحمل مسؤوليتها ووقف تهريب المخدرات عبر الاردن

تصريحات ابو نوار تأتي عقب إعلان الجيش لعربي الأحد، عن استشهاد ضابط برتبة نقيب، وإصابة ثلاثة أفراد آخرين، في اشتباك على الحدود مع سوريا.

 

ونقلت وكالة الأنباء الرسمية "بترا" عن القوات المسلحة، قولها إن "النقيب محمد ياسين موسى الخضيرات استشهد، وأصيب ثلاثة أفراد، في اشتباك مسلح مع مهربين فجر اليوم الأحد، على إحدى الواجهات الحدودية الشمالية الشرقية".

 

وأضافت أنه "في تمام الساعة الرابعة من فجر اليوم الأحد، وعلى إحدى الواجهات الحدودية الشمالية الشرقية أطلقت مجموعة من المهربين النار على قوات حرس الحدود، فتم الرد بالمثل وتطبيق قواعد الاشتباك، ما دفع المهربين إلى الفرار داخل العمق السوري".

 

تحقيق يربط بين المخدرات وآل الأسد

 

وكان تحقيق مطول لصحيفة نيورك تايمز بين أن تهريب المخدرات من سوريا إلى لبنان والأردن ومصر والسعودية وغيرها من البلدان، هي عناوين تصدّرت وسائل الإعلام بشكل غزير في الآونة الأخيرة، والمتّهم الأول بعمليات التهريب مقرّبون من النظام السوري، على رأسهم ماهر الأسد، لتصبح سوريا "البؤرة العالمية لإنتاج الكبتاغون".

صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية قالت في تحقيقها  الصادر في 2021، إنّ سوريا تحوّلت إلى أحدث بلد يصدّر مخدرات في العالم، متّهماً المقرّبين من رئيس النظام السوري بشار الأسد، ببيع "الكبتاغون"(يستخدم كمنشط للجهاز العصبي)، ما يعني خلق دولة مخدرات جديدة بحوض البحر الأبيض المتوسط.

 

وخلال 11 سنوات من الحرب، نمت صناعة مخدرات غير قانونية داخل سوريا تحت إدارة أقارب للأسد وشركاء أقوياء، تجاوزت الصادرات القانونية السورية، ودرّت أرباحاً بمليارات الدولارات، بحسب قاعدة بيانات جمعتها صحيفة "The Times of Global captagon".

 

وأوضح التحقيق أنّ المنتج الرئيسي هو الكبتاغون الشائع داخل السعودية وعدة دول عربية، ويتم تصنيعها  في سوريا من خلال ورشات للتصنيع ومصانع للتعبئة يتم فيها إخفاء المخدرات وتجهيزها للتصدير عبر شبكات التهريب التي تتكفل بنقلها إلى الأسواق الخارجية.

 

الكثير من إنتاج وتوزيع المخدّرات السورية يتم تحت إشراف "الفرقة الرابعة" بقيادة ماهر الأسد شقيق بشار الأسد، ومن بين اللاعبين الرئيسيين رجال أعمال تربطهم صلات وثيقة بالحكومة، إضافة إلى جماعة "حزب الله" اللبناني، وآخرين من عائلة الأسد.

 

ويوفر المكتب الأمني للفرقة الرابعة برئاسة اللواء غسان بلال، الحماية للعديد من المصانع ويسهّل انتقال المخدّرات إلى حدود سوريا والميناء.

 

واستند التحقيق إلى معلومات من مسؤولي إنفاذ القانون في 10 دول، وعشرات المقابلات مع خبراء دوليين وإقليميين وسوريين لديهم معرفة بتجارة المخدرات ومسؤولين أميركيين حاليين وسابقين.

 

سبب ظهور تجارة المخدرات

 

وظهرت تجارة المخدّرات على أنقاض عقد من الحرب، التي دفعت بمعظم السوريين إلى الفقر، فيما بحث أعضاء النخبة العسكرية والسياسية والتجارية داخل البلاد عن طرق جديدة لكسب العملة الأجنبية والالتفاف على العقوبات الأميركية، وفق التحقيق.

 

 وذكر التحقيق أنه بعد عام 2011 استغل المهرّبون الفوضى لبيع المخدرات للمقاتلين من جميع الجهات، حيث بدأ سوريون يعملون مع صيادلة محليين في تصنيع المخدرات ضمن مصانع مهجورة، والعديد منها صغيرة، أو ضمن فيلات فارغة.

 

وما ساعد على انتشار المخدرات هو توفر وسائل تصنيعها وتصديرها من "خبراء لخلط الأدوية، ومصانع لتصنيع منتجات بهدف إخفاء الحبوب، والوصول إلى ممرات الشحن في البحر المتوسط ​​، وطرق التهريب المقامة إلى الأردن ولبنان والعراق".

 

وصادرت السلطات في عدد من البلدان مثل اليونان وإيطاليا والسعودية وغيرها، مئات الملايين من الكبتاغون، مصدر معظمها من ميناء اللاذقية، وبعض عمليات الشحن تجاوزت قيمتها السوقية مليار دولار.

 

وأشار التحقيق إلى أنه تم ضبط أكثر من 250 مليون حبة كبتاغون بجميع أنحاء العالم هذا العام، أي أكثر من 18 ضعف الكمية التي تم الاستيلاء عليها قبل 4 سنوات.